في تحرك هو الأول من نوعه منذ دخول الثورة السورية عامها الرابع، أطلق نشطاء سوريون من الطائفة العلوية حملة، أسموها "صرخة" هدفوا من ورائها، رفع الوعي الاجتماعي للشعب السوري، حول الحاجة الملحة لإيقاف الحرب والبدء بعملية مصالحة اجتماعية بين جميع مكونات المجتمع.
وتنفرد هذه الحملة عن الحملات السابقة، التي أطلقها نشطاء المجتمع المدني، بأنها جاءت من معارضين ينتمون للطائفة العلوية، "المحسوبة بتأييدها للنظام السوري عند البعض"، وفي مدينة طرطوس الساحلية التي يعتبرها النظام معقلا لمؤيديه.
كما أن هذه الحملة تنفرد أيضا بتوقيت انطلاقها في شهر تموز/ يوليو الماضي، أي بعد شهر تقريبا من موعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران/ يونيو الماضي، وما رافق ذلك من حالة تذمر، أصابت الكثير من مؤيدي النظام من وعود الحسم العسكري، ومن سياسات النظام التي اتخذت الطائفة العلوية رهينة لبقائها في السلطة، وزرعت العداء بينها وبين بقية الشعب السوري، بحسب ما أكدته الناشطة والمسؤولة في الحملة، إيما سليمان.
وذكرت سليمان أنَّ الحملة انقسمت إلى شقين، الأولى منها استهدفت أبناء الطائفة العلوية عن طريق إطلاق نداءات من أجل التسامح وتعبئة الرأي العام لخلق حراك نحو التغيير، والشق الثاني استهدفت بقية السوريين بشكل عام (المؤيد والمعارض) لتشجيعهم على اتخاذ خطوات للتصالح الاجتماعي.
وقالت سليمان: "إن الحملة لاقت انتشارا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجدت صداها على الأرض، وأحدثت صدمة في معسكري الموالين والمعارضين، في مختلف المحافظات السورية، وصولا إلى مدينة اللاذقية وجزيرة أرواد"، لافتة إلى أن الناشطين رفعوا شعار: "الكرسي إلك والتابوت لأولادنا"، في إشارة إلى رأس النظام بشار الأسد، وشعار "الشارع بدو يعيش".
وأضافت سليمان أن "النشطاء العلويين شاركوا في الثورة السورية منذ اليوم الأول، وهناك شخصيات اعتبارية من العلويين تريد إنهاء هذه الحرب بأي ثمن، سواء بوجود الأسد أو بدونه، ونحن ضد التدخل الأجنبي من أي طرف كان، سواء من
إيران أو من السعودية، ونعتقد أنَّ السوريين فقط من يستطيعون تحديد مستقبل بلادهم".
وفي ردِّها على سؤال يتعلق بموقفهم من الجيش الحر، قالت سليمان: "نحن نشطاء مدنيون نؤمن بالانتقال السلمي للسلطة، ونتفهم أنَّ الناس أجبرت على التسلح للدفاع عن نفسها تحت وطأة العنف وغياب القانون، ومع ذلك نرى أنَّ التسليح أوصلنا إلى هنا، ولهذا أطلقنا نداءات لحراك مدني شامل لإحداث التغيير وإيقاف فوري لإطلاق النار".
وختمت الناشطة السورية حديثها بالتأكيد على أنَّ حملة "صرخة" ستستمر، وستعلن عن أشياء أخرى في المستقبل، قائلة: "إنّ هذا الوقت هو الأنسب للدعوة إلى المصالحة ولتغيير المواقف، لأن الجميع بات مقتنعا أنهم ضحايا هذه الحرب التي لن يحسمها أي طرف من الأطراف، وأنَّ النظام جر البلد إلى هذه الحرب التي لا نهاية لها".