وصفت حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، الأحد، رفض رئيس حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، رامي الحمد الله، زيارة قطاع
غزة لتلقيه تهديدات تمنعه من ذلك، بأنه "موقف غير مقبول".
وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، في بيان، مساء الأحد، إن "رفض الحمد الله القدوم إلى غزة بسبب تهديدات مزعومة، هو موقف غير مقبول، لأن وزير الداخلية وكل الشرطة تحت أمره لتوفير الأمن له ولشعبه".
ودعا أبو زهري، الحمد لله إلى زيارة غزة و"تحمل المسؤولية" تجاه أهلها والتوقف عن "اختلاق الأعذار"، على حد قوله.
وكان الحمد لله قال في تصريحات صحفية، الأحد، إنه تلقى تهديدات من غزة بعدم الحضور، في حال عدم قيامه بحل مشكلة رواتب موظفي حكومة "حماس" السابقة.
ولم يتقاض موظفو حكومة حركة "حماس" رواتبهم عقب مغادرة الحركة للحكم في غزة بعد ثماني سنوات، وتشكيل حكومة التوافق الوطني في حزيران/ يونيو الماضي، ما أدى إلى حدوث موجة احتجاج واسعة من قبلهم.
ويبلغ عدد موظفي حكومة "حماس" السابقة الذين لم يتقاضوا رواتب عن أشهر آيار/ مايو، وحزيران/ يونيو، وتموز/ يوليو وآب/ أغسطس لعدم إدراجهم في قائمة ديوان الموظفين الفلسطيني، نحو 50 ألف موظف، يبلغ إجمالي رواتبهم الشهرية قرابة 40 مليون دولار.
وتقول حركة "حماس" إنها اتفقت نهاية نيسان/ أبريل الماضي، مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بزعامة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود
عباس، على أن تتولى حكومة التوافق دفع رواتب كافة موظفي الحكومتين السابقتين في الضفة وغزة.
لكن الرواتب التي أرسلتها الحكومة الفلسطينية اقتصرت على موظفي حكومة رام الله، ولم تشمل موظفي حكومة غزة السابقة.
ووقعت حركتا "فتح" و"حماس" في 23 نيسان/ أبريل الماضي، على اتفاق يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن، وجرى تشكيل حكومة توافق أدى أعضاؤها اليمين الدستوري أمام رئيس السلطة الفلسطينية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية يوم 2 حزيران/ يونيو الماضي.
وحذر عباس حركة "حماس" من الاستمرار في السياسة التي تنتهجها في غزة، معتبرا أنه يجب عليها أن تغير سياساتها إذا أرادت المضي قدما في ملف
المصالحة الوطنية.
ومضى عباس قائلا، في لقاء مع إعلاميين مصريين في القاهرة السبت، إنه لن يقبل أن يستمر الوضع مع "حماس" كما هو الآن، ولن يقبل الشراكة مع "حماس" إلا إذا قبلت بسلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد، واستنكر أن يكون في غزة ما وصفه بحكومة ظل تقود البلد وتقوض حكومة الوفاق الوطني، بحسب تعبيره.
وهو ما ردت عليه "حماس" بدعوة عباس إلى التوقف عن حوارها عبر الإعلام، وإعطاء الفرصة للحوار والتفاهم بين حركتي "حماس" و"فتح" بشكل مباشر.
وقال أبو زهري، في بيان في وقت سابق الأحد، إن الحركتين اتفقتا على عقد لقاء قريب بين الطرفين لاستكمال الحوار وبحث تنفيذ بقية بنود المصالحة.