دعت
حركة شبابية جديدة في
مصر تسمى "
ضنك" إلى تظاهرات حاشدة تحت شعار "انتفاضة الغلابة" يوم الثلاثاء المقبل في ذكرى "عيد الفلاح".
ودعت الحركة - التي تأسست مطلع شهر آب/ أغسطس الماضي - إلى الاعتصام داخل مترو الأنفاق وتنظيم وقفات احتجاجية أمام الجمعيات الاستهلاكية اعتراضاً على رفع الأسعار، بالإضافة إلى وقفات أمام مصانع رجال الأعمال احتجاجا على الفساد المستشري في المجتمع.
ونشر مجهولون مقطع فيديو يظهر فيه ثلاثة شباب مقنعين وهم يدشنون ما أسموه حركة "ضنك السويس" وقالوا إنها حركة اجتماعية ثورية ضد الجوع والفقر والمرض.
ودعا الفيديو مواطني السويس إلى الانضمام لتظاهراتهم يوم 9 أيلول/ سبتمبر ضد استمرار الفقر والجوع والوساطة والمحسوبية وأزمات الكهرباء، وتوعدوا بثورة جديدة ضد الدولة والنظام الحالي.
ودعا تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب عمال مصر وفلاحيها إلى المشاركة في التظاهرات التي توافق يوم "عيد الفلاح" في مصر.
وقال التحالف فى بيان له الأحد: "نجدد دعمنا للنضال العمالي المتواصل في المصالح والمصانع، وندعوهم إلى المشاركة بقوة في "انتفاضة الغلابة".
150 ألف عضو
ونفى المنسق العام لحركة "ضنك" "إسلام المسلماني" في مداخلة مع برنامج "العاشرة مساء"، تبعية الحركة لأي فصيل سياسي، مؤكدا أنها حركة سلمية تعبر عن غضب المواطنين من الأزمات التي تشهدها مصر مثل انقطاع الكهرباء والمياه وارتفاع الأسعار.
وتابع: "نحن حركة وطنية تعبر عن الغلابة والمشاكل التي يعانون منها، ولا نؤمن بثورة 30 يونيو، مشيرا إلى أن الحركة تضم 150 ألف عضو منتشرين فى 18 محافظة".
وأوضح أن ظهور عناصر الحركة ملثمين في الفيديوهات التي نشرت مؤخرا على الإنترنت يعود إلى خوفهم من الملاحقة الأمنية.
ودخل "المسلماني" في مشادة كلامية مع المذيع "وائل الإبراشي" حينما اتهم المذيع حركة ضنك بدعم
الإخوان المسلمين قائلا "أنت تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، أنتم تدعمون جماعة سرقت البلد، وإذا كنت تدافع حقا عن حقوق الفقراء فعلي الكشف عن وجهك ولا تخاف"، فهاجمه "المسلماني" قائلا: "أنت إعلامي فاشل ولا تستطيع إدارة الحوار، وتعيش في كوكب تاني، ولا تعرف شيئا عن القمع الموجود في مصر، هل تريد أن أكشف عن وجهي ليتم اعتقالي فورا؟ أنت لا تشعر بالضنك الذي يعيش فيه المواطن المصري".
وقال المتحدث باسم حركة "تمرد" "محمد النبوي" إن كل المصطلحات ولغة الخطاب التي تستخدمها حركة "ضنك" هى ذاتها التى تستخدمها جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن الجماعة تريد تقديم وجوه جديدة للعودة إلى الساحة السياسية من باب الدفاع عن حقوق البسطاء".
وأضاف "النبوي" - في مداخلة مع قناة دريم - أن كل مساعي حركة "ضنك" ستفشل ولن يكتب لها النجاح، وتوقع أن تبحث الإخوان عن حيل جديدة لكي تستمر فى التواجد داخل المشهد السياسي.
الداخلية تتوعد
وفي رد فعل رسمي على هذه الدعوات، قال اللواء "هاني عبد اللطيف" المتحدث باسم وزارة
الداخلية إن الأجهزة الأمنية جاهزة للتعامل مع دعوات التظاهر التي أطلقها "التحالف الوطني لدعم الشرعية" وحركة "ضنك".
وأضاف المتحدث في بيان له الأحد: "نحن جاهزون على مدار الساعة للتعامل مع أي خروج عن القانون سواء كان ذلك في وسائل المواصلات العامة أو في الشوارع والميادين".
وتعهد اللواء "طارق الجزار"، مدير أمن السويس، بإلقاء القبض فى أقرب وقت على أعضاء حركة "ضنك" الذين ظهروا في الفيديو فى أسرع وقت كما حدث مع "كتائب حلوان".
وتابع "الجزار"، خلال مداخلة مع قناة "التحرير"، مساء الأحد: "أن الأمن على أتم الإستعداد للتعامل مع أى عنصر إخواني بكل قوة وحزم، موجهاً حديثه لحركة "ضنك" قائلا لهم "الراجل ينزل ويعمل عنف، فنحن نرصد تحركاتكم".
وأضاف مدير الأمن أن لديهم معلومات بوجود استعدادات إخوانية للتظاهر خلال أيام ونشر الفوضى من خلال التعدي على المواطنين والمنشآت الحكومية في عدة مناطق، مشيرا إلى أن الأمن لن يسمح بترويع المواطنين والتعدى على المنشآت".
وأكد أن مديرية الأمن بمحافظة السويس أعلنت حالة الاستنفار لضبط أعضاء "الخلية الإرهابية" الثلاثة حيث تم تشكيل فريق لتحليل الفيديو ضبط هذه المجموعة التي تحاول استغلال المشكلات المتواجدة حاليا فى مصر لتأجيج الفتنة في البلاد.
وكانت حركات شبابية معارضة ونشطاء سياسيون قد دشنوا في الأسابيع الأخيرة حملات للتضامن مع الفقراء والمهمشين من بينها "بورتو الشعب" و"صحوة".
وقالت حركة "شباب 6 إبريل"، إن حملة "بورتو الشعب" التي دشنتها مؤخرا تهدف إلى التصدي لبطش النظام الحالي الذي ينتهج نفس أساليب الرئيس المخلوع حسني مبارك ورجال أعماله.
وأوضحت – عبر صفحتها على "فيس بوك" – أن الحملة تسعى إلى فضح النظام الذي يتجاهل الفقراء الذين مازالوا يعيشون تحت خط الفقر ويسكنون المقابر والمناطق العشوائية".
كما تهدف الحملة إلى كشف الإهمال الموجود بالمستشفيات الحكومية وتسليط الضوء على المناطق العشوائية التي يقطن فيه الفقراء لتوصيل رسالة قوية للنظام الذي يسير على خطى مبارك".