قال الأمين العام لـ حركة "
عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي إن الجناح السياسي للمقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق هو كتلة (الصادقون)، التي صارت الآن جزءًا من العملية السياسية وممثلاً بشكل رسمي في البرلمان
العراقي.
وفي حديث لـ"النهار اللبنانية" الإثنين، أكد الخزعلي أنّ إرهاصات عملية الانتخابات وما جرى من حيف وظلم وتزوير جعل النتائج متواضعة وليست بمستوى الطموح ولا بمقدار الدعم الجماهيري الموجود على الأرض، على حد وصفه.
وشدد على أنّ المقاومة الإسلامية بوجودها على الأرض وتصديها للدفاع عن الوطن ومساندتها للجيش العراقي والأجهزة الأمنية وكونها الجهة الرئيسية التي حفظت العاصمة بغداد وبالتالي العملية السياسية من السقوط، هذا يؤهلنا لأن نكون طرفاً مؤثراً في القرار.
ونوه إلى أنّ المقاومة الإسلامية لديها مشروع سياسي متكامل لبناء دولة قوية ولديها أطروحات ومشاريع تخدم العملية السياسية كان من أهمها؛ المطالبة بتشريع قوانين تدين وتجرم الإرهاب، وتبني مشروع مصالحة وطنية نطوي بها صفحة الماضي، ومحاربة الفساد والتصدي له بكل قوة، والحفاظ على الأمن المجتمعي في الوطن، على حد تعبيره.
وأشار الخزعلي إلى أنّ الظروف التي تمر بالعراق تستدعي من الحركة أن تكون على قدر المسؤولية وان تكون علاقاتها مع الجميع طيبة.
وأكد أن فصائل المقاومة الإسلامية شاركت في إسناد ودعم الجيش العرقي وخصوصا القوة الجوية في كرس الحصار عن أمرلي.
وفي حديثه حول إمكانية حركته إلقاء السلاح أكد أنّهم ألقوا السلاح بعد خروج الاحتلال الأميركي من العراق لإيمانهم أن السبب لحمل السلاح قد انتفى، على حد وصفه.
وقال إن التيار يكن كل الاحترام لسماحة السيد مقتدى الصدر، ويعتقد أن الواقع يحتم أن يغضوا النظر كحركة عن الخلافات التي صارت خلافات جزئية وجانبية.
وأكد أنّهم لا يتخوفون من
داعش ولكنهم يحذرون منهم ويتعاونون مع الأجهزة الأمنية استخباراتياً من أجل القيام بعمليات استباقية تحول دون قيام "المجموعات الإجرامية" بزعزعة أمن العاصمة.
وشدد على أنّه لا يمكن الانتصار على داعش دون "الاعتماد على أبناء المحافظات السنية أصحاب التوجه المعتدل والحس الوطني الصحيح في دعمهم للتصدي في قتال داعش وتطهير محافظاتهم من دنسهم، ونعتقد أن هذا ممكن جداً وأنه يوجد فعلاً الكثير من أبناء المكون السني ممن هو على استعداد لقتال داعش والانتصار عليها وهزيمتها".
كما رفض تدخل قوات أجنبية لتدافع عن العراق مؤكدا أنّ العراقيين فيهم القدرة والعدد والكفاءة للدفاع عن وطنهم، أما بالنسبة للتدخل الجوي الأميركي فأكد أن هذا موضوع حساس لابد في حالة وجود حاجة ضرورية إليه من أن يكون تحت إشراف عراقي حقيقي لكي لا تستخدمه الولايات المتحدة الأميركية لأغراض أخرى، ولكي لا يقتل المدنيون العراقيون بعنوان (القتل بالخطأ). وهذا ما حصل كثيراً في باكستان وأفغانستان واليمن، على حد وصفه.
وأكد أن لدى الحركة الكثير من نقاط الشبه التي يشتركون بها مع جهات المقاومة الأخرى وخصوصاً حزب الله، مع تأكيده على احتفاظ الحركة بمقوماتها الذاتية على حد وصفه.
ورفض أن تكون الحركة نسخة عن حزب الله اللبناني؛ لاختلافات واعتبارات كثيرة موجودة في الساحة العراقية تختلف بها عن الساحة اللبنانية.
وحول علاقة الحركة بالمرجعية الدينية في النجف، أكد الخزعلي أنّ "علاقتنا بالمرجعية علاقة طيبة ونحن نرى ان المرجعية هي صمام الأمان لكل العراقيين، وقد اثبت المرجعية في اكثر من مرة على حنكتها وحكمتها في مواجهة التحديات التي تعرض لها العراق، ومقام المرجعية هو مقام الأبوة لكل العراقيين".
وشدد في ختام حديثه على انّ كركوك مدينة عراقية.
من الجدير بالذكر أن "عصائب أهل الحق" تسمية ارتبطت بمئات العمليات العسكرية التي استهدفت القوات الأميركية قبل انسحابها من العراق، وكذلك بالمعركة الطائفية الداخلية بأبعادها العسكرية حيث اتهم عناصر التنظيم بارتكاب انتهاكات في مناطق سنية، وبتأجيج الصراع الطائفي مع هجرة عناصره للقتال في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد.