دعا زعيم جماعة أنصار الله "الحوثيين"، عبدالملك الحوثي، أنصاره إلى الخروج الثلاثاء في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء؛ للتصعيد والضغط من أجل تحقيق كافة مطالبهم، مهددًا بخطوات "استراتيجية وكبرى" في حال عدم الاستجابة لهم.
وجاء ذلك في خطاب ألقاه الحوثي، مساء الاثنين، بثته قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثي بعد أقل من ساعة على اجتماع للرئيس
اليمني عبدربه منصور هادي مع اللجنة الأمنية، قال فيه إنه "لا يجوز ولا يمكن لجماعة الحوثي الاستمرار في
التصعيد" داخل وحول العاصمة صنعاء.
وجدد عبدالملك الحوثي في خطابه، تمسّك جماعته بمطالبها الثلاثة وهي "إسقاط الحكومة، وإلغاء قرارها الخاص برفع الدعم عن المحروقات، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني" الذي اختتم أعماله في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وهدد بخطوات وصفها بـ"الإستراتيجية والكبرى"ستلجأ إليها جماعته في الأيام القادمة في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم، لكنه في الوقت ذاته تمنّى ألا يتم الوصول إليها.
وأشار إلى أن هذه الخطوات سيتم التشاور والتنسيق بشأنها مع قوى، لم يسمّها، وستتجاوز العاصمة صنعاء إلى مدن أخرى في البلاد.
وقال زعيم الحوثيين حول مسار المفاوضات مع الحكومة إن المفاوضات قائمة للتوصّل إلى حلول مرضية تستجيب لمطالبهم لكنه أوضح أنها لم تسفر عن أي نتيجة حتى اليوم، داعيًا الرئيس اليمني للاستجابة لمطالبهم وعدم تصديق من يحثه على عدم القبول بذلك.
وهاجم زعيم الحوثيين لأول مرة الشيخ حميد الأحمر ، واللواء علي محسن الأحمر، مستشار الرئيس هادي لشؤون الدفاع والأمن، متهماً إياهما بـ"تحريض الرئيس هادي لعدم الاستجابة لمطالبهم".
وكرر عبد الملك الحوثي هجومه على حزب التجمع اليمني للإصلاح، المحسوب على الإخوان ومشارك بالحكومة بأربع وزارات، مشيرًا إلى أنه يرفض الاستجابة لمطالب الشعب على حد تعبيره، مشيدًا بمواقف الأحزاب الأخرى.
وحذّر من أي اعتداء على أنصاره في الأيام المقبلة، مؤكداً أن "جماعته لن تقبل بسقوط أي قطرة دم وستدافع عن الثوار"، لافتًا إلى أن "المعادلة اليوم تغيّرت ولن تضيع الدماء بدون مقابل".
وأبدى زعيم الحوثيين، لأول مرة، استعداده للتضحية بروحه "إذا تطلّب الأمر من أجل شعبه" دون أن يوضّح معنى تصريحه هذا.
ومنذ 14 آب/ أغسطس الماضي، أقامت جماعة الحوثي خيامًا للاعتصام حول مداخل العاصمة، قبل أن تقيم خياما أخرى قرب مقار حكومية وسط المدينة وتنظم مظاهرات حاشدة تطورت لاحقا إلى قطع طرق رئيسية؛ مطالبين بإقالة الحكومة التي يصفونها بـ"الفاشلة"، وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
وجاء تصعيد الجماعة، التي تتخذ من صعدة مقراً لها، في صنعاء، بعد أن سيطرت على محافظة عمران، الشهر الماضي، عقب هزيمة اللواء 310، ومقتل قائده العميد الركن حميد القشيبي.