يقود الناشط السياسي الفلسطيني ربحي حلوم،
مبادرة مصالحة بين أحزاب المعارضة الأردنية من التيار القومي والتيار الإسلامية.
وتشهد الاجتماعات التنسيقية فيما بين أحزاب المعارضة والتي بدأتها قبل نحو 19 عاماً، توقفا تاما منذ نحو عام، بسبب تباين آرائها حول مخرجات الربيع العربي، خاصة ما يتعلق بالثورة السورية.
وكشف حلوم عن تحركات يقوم بها مع مجموعة من الشخصيات المستقلة في الأردن لإعادة اللحمة إلى لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الأردنية التي تضم سبعة أحزاب وهي: حزب جبهة العمل الإسلامي (الإخوان المسلمين)، وائتلاف الأحزاب القومية واليسارية ويضم: الشيوعي، البعث التقدمي، البعث الاشتراكي، الوحدة الشعبية، حشد، الحركة القومية.
وتأتي مبادرة حلوم بعد انفكاك العلاقة ما بين حزب جبهة العمل الإسلامي "الإخوان المسلمين" عن بقية الأحزاب الستة في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر العام الماضي، إذ كان من المفترض أن يترأس حزب الجبهة الرئاسة الدورية لأحزاب المعارضة إلا أن بقية الأحزاب رفضت ذلك تحفظاً منها على مواقف الإخوان وحزب الجبهة من أحداث الربيع العربي بخاصة الثورة السورية التي أعلن الإسلاميون تأييدهم لها، في حين أن بقية الأحزاب ترى في ثورات الربيع بأنها مؤامرة حيكت على المنطقة، وتستهدف ما يعرف بمحور الممانعة والمقاومة، بخاصة حزب البعث العربي التقدمي الذي يعد امتداداً لحزب البعث في سوريا.
ويعتبر حلوم واحداً من أبرز الشخصيات الفلسطينية التي برز اسمها أثناء توقيع منظمة التحرير الفلسطينية لمعاهدة أوسلو مع إسرائيل عام 1993، حيث قدم على إثر تلك المعاهدة استقالته من منصبه كسفير لفلسطين في تركيا ضمن موقف احتجاجي، كذلك أعلن استقالته من كل المواقع القيادية في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح.
وأضاف حلوم أن مبادرته تأتي بعد حدوث شرخ واضح بين تلك الأحزاب جراء الخلاف والتباين من الأزمة السورية على وجه الخصوص، ما أدى إلى انقسامات أثرت على المشهد الوطني برمته، الأمر الذي دفعه برفقة مجموعة من الشخصيات المستقلة للمناداة باجتماع سميّ بالملتقى الوطني.
وأوضح أن مبادرته تهدف لدعوة تلك الأحزاب إلى الالتفاف حول القضايا الوطنية والقومية الجامعة كمقاومة "المحتل الصهيوني" وعدم التدخل الأجنبي في الشؤون العربية، وعليه تم البدء بإجراء الاتصالات مع الأمناء العامين لتلك الأحزاب.
وحول تلك المبادرة يرى الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي سعيد ذياب أن المبادرة إيجابية لكنها صعبة التحقيق لدرجة استحالتها، إذ أن خلاف الأحزاب القومية واليسارية مع الإسلاميين بدأ يتعمق منذ اندلاع الأزمتين السورية والمصرية، والتباين في تلك المواقف سيقف عائقاً حقيقياً في وجه المبادرة.
ويوافق الأمين العام للحزب الشيوعي منير حمارنة ما ذهب إليه ذياب بالقول إن المبادرة صعبة التحقيق، لافتاً أن ائتلاف الأحزاب الستة سيجتمع على الأرجح الأسبوع المقبل لتحديد الموقف من المبادرة ليكون القرار جمعياً.
وأضاف حمارنة أن صعوبة المبادرة تكمن في مواقف الإسلاميين بخاصة المتعلقة بالأزمتين السورية والمصرية، فحين تكون الأمور مواتية لهم يديرون ظهرهم، وحين تصعب عليهم يبدؤون بالرجوع للآخرين، كما أن مواقفهم من التطرف بخاصة أفعال "داعش" غير واضحة وتتسم بالضبابية.
أما الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود فيقول إن "مواقف الحزب واضحة وسبق أن عبر عنها مراراً، وهو يرفض الغلو والتطرف وقتل المسلم وغير المسلم، وما داعش إلا إفراز طبيعي لمحاربة الإسلام المستنير المعتدل."
ورحب الزيود بالمبادرة، بقوله إنه دعا الأسبوع الماضي خلال اجتماع للمكتب التنفيذي في الحزب لضرورة ترميم العلاقة مع أحزاب المعارضة، انطلاقاً من كون الهم الوطني والمصلحة العليا للأردنيين وقضية فلسطين وبالأخص الأوضاع في قطاع غزة تتطلب تقديمها على أي مصلحة أو خلاف.