يشهد قضاء ناحية
الضلوعية الواقع جنوب شرق مدينة سامراء في محافظة
صلاح الدين منذ عدة أيام مواجهات مسلحة عنيفة بين القوات الحكومية مدعومة بمليشيات "الحشد الشعبي" من جهة، ومقاتلي "نتظيم الدولة" من جهة أخرى.
وقال شهود عيان من قرى ومدن الضلوعية لـ"عربي 21"، "منذ يومين تحاول القوات الحكومية التي يقاتل الى جانبها عناصر سرايا السلام وأبناء عشيرة الجبور التقدم للسيطرة على المناطق الشمالية والشرقية في ناحية الضلوعية، إلا أنها فشلت اكثر من مرة ببسط سيطرتها بالكامل على هذه المناطق والتي لاتزال تحت سيطرة المسحلين منذ عدة أشهر".
وذكروا أن المعارك لاتزال مستمرة ولم تتمكن القوات الحكومية المعززة بغطاء جوي من تحقيق أي تقدم يذكر على حساب مقاتلي "
داعش" والجماعات المسلحة في قرى الضلوعية والمناطق المجاورة.
وأدت المواجهات بين الطرفين إلى تدهور وضع الأهالي الإنساني حيث يعيش سكان ناحية الضلوعية أوضاعا مأساوية صعبة بسبب الوضع الأمني، حيث تم إغلاق جميع الطريق الرئيسة والعيادات الطبية والسوق العامة بالإضافة إلى صعوبة تأمين وسائط النقل، والمخاوف من الخروج من المنازل والخشية من التعرض لاذى في خضم
الاشتباكات الدائرة بين القوات الامنية المسنودة بالعشائر والطيران العسكري وبين المسلحين والدولة.
ويقول أحمد العزاوي 45 عاما: "منذ شهرين تقريبا ونحن نعيش اوضاعا اقتصادية صعبة بسبب العمليات العسكرية بين المسحلين والقوات الحكومية، إضافة الى القصف بالطائرات المستمر ماجعلنا أسرى المنازل خشية من التعرض لأي أذى جراء القصف أو الاشتباكات.
ويضيف: "أصبحت ناحية الضلوعية مدينة أشباح بعد ما أغلقت جميع المحال التجارية ابوابها، بالإضافة إلى إغلاق جميع محطات الوقود ما صعّب تنقل الاهالي بسيارتهم، بالاضافة إلى مشكلة انقطاع التيار الكهرباء المستمر، وإغلاق جميع منافذ المدنية من قبل عناصر الحشد الشعبي والقوات الحكومية، وعدم وصول أي مساعدات انسانية أو طبية مازاد من تردي الوضع الانساني أكثر مما هو عليه".
بدوره، قال حسين الجبوري 34 عاما: "لم يع بدمقدورنا مزاولة أعمالنا بعد انتهاء هذه الاضطرابات التي تعد أقسى علينا من احتلال البلد من قبل القوات الامريكية بسبب تدمير محلاتنا بفعل الاشتباكات والقصف العشوائي لطيران الجيش الحربي، وأشعر بالحزن والألم لأننا نهجّر بقوة السلاح والرعب من منازلنا، فلا نعلم ما هو المستقبل الذي ينتظرنا في حال استمرت هذه المعارك".
وفي ظل هذه الاجواء الصعبة القاسية، تحاول مئات العائلات النزوح من ناحية الضلوعية باتجاه بغداد أو اقليم كردستان هربا من الاضطرابات والمواجهات المسلحة العنيفة، إلا أنها لاتسيطع بسبب إغلاق الجيش الحكومي أغلب الطرق الرئيسية المؤدية الى بغداد وإقليم كردستان، وتدمير معظم الجسور الأمر الذي يعرقل عملية نزوح الأهالي ما ينذر بكارثة انسانية.