أثار سقوط العاصمة
اليمنية صنعاء بكل مؤسساتها المدنية والعسكرية بيد الحوثيين أسئلة عديدة منها ماذا تبقى لدى الرئيس عبدربه منصور هادي من شرعية للحكم؟ أو بعبارة أخرى بأيّ مشروعية سيتحدث هادي بعد إحكام الحوثيين سيطرتهم على مفاصل الدولة في صنعاء؟
ويرى الناشط وعضو اللجنة التنظيمية لثورة 11 فبراير خالد الأنسي أنّهٌ "لا معنى للحديث عن شرعية هادي بعد ما سلم صنعاء بكل مؤسسات الدولة للحوثيين غير أن شرعية أي رئيس شرعي وليس توافقي تنتهي مع أول جندي أو مواطن يقتل من جماعة عنف بتواطؤ من قبله". على حد قوله.
وأضاف لـ"عربي 21" أن "بقاء هادي اليوم ليس سوى استمرار في تواطئه حتى يتمكن
الحوثيون من إكمال إسقاط ما تبقى من مناطق لا تخضع لسيطرتهم". لافتا الى إنّ "هادي حاول إخفاء سقوط صنعاء بالأمس في خطابه وتبرير خيانته" حسب تعبيره.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي عباس الضالعي "الرئيس هادي فقد شرعيته في الحكم عندما أتجه نحو تفكيك مؤسسة الجيش والأمن بإيعاز من الخارج وها هو اليوم يتحدث عن مؤامرة خارجية لاستعطاف الشارع اليمني بعد السقوط المخزي للعاصمة السياسية بأيدي ميليشيات الحوثي دون أي تحرك عسكري".
ونوه الضالعي في تصريح لــ"عربي 21" الى أن "رئيس اليمن أصبح فاقدا للسيطرة والشرعية ولايوجد لديه أيّ مقومات السلطة، والحاكم الحقيقي لليمن هي جماعة الحوثي الشيعية، واصفا إياه بأنه طائر بلا أجنحة".
وفي سياق متصل أكد الناشط الشبابي فاروق الشعراني أن "شرعية عبدربه منصور هادي ارتبطت بالمبادرة الخليجية التي انتهت زمنياً قبل 6 أشهر، وكانت مخرجات الحوار فرصة لتعزيز شرعيته من خلال تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني، لكنه تورط في التدمير الممنهج لمؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية العمود الفقري للدولة وسقوط صعدة وعمران وآخرها العاصمة صنعاء بيد من رفضوا انتخابه في 2012". في إشارة الى الحوثيين الذين أعلنو رفضهم الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 2012 وأحرقوا صناديق الاقتراع بمحافظة صعدة (المعقل الرئيسي لهم) بحسب تقارير رسمية.
وحول هذا الموضوع تحديدا قال رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد: "لقد سقطت مشروعيته (هادي) كرئيس بعد سقوط المبادرة الخليجية واجتياح صنعاء وفرض واقع القوة والسلاح". متسائلا: عن أيّ مشروعية سيتحدث هادي بعد اليوم.. ؟
وأوضح لـ "عربي 21" أن "الشرعيات القادمة هي للانقلابات والقوة العسكرية مهما بحث البعض عن تجديد شرعيته واتخذ من الاتفاقات والحوارات ديكورا لها".
وبيّن أن "الترويج لمسار ديمقراطي في ظل انهيار المؤسسة العسكرية والمدنية للدولة وفي ظل امتلاك طرف للقوة هو قبول بديمقراطية مزيفة تشكل مزيدا من اللعب على الشعب، واستدعاء لتجربتي لبنان والعراق في محاصصة تضمن البقاء لجماعات السلاح داخل السلطة لعقود".
هادي يبرر سقوط صنعاء بـ"المؤامرة"
من جهته اتهم الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، من أسماهم "أركان النظام السابق" وجماعة "أنصار الله" المعروفة بجماعة "الحوثي" بالوقوف وراء ما جرى للعاصمة اليمنية، في إشارة إلى سيطرة مسلحي جماعة الحوثي على صنعاء.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها بالنيابة عنه، وزير الخارجية اليمني جمال السلال، مساء الأربعاء في الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن، المقام على هامش اجتماعات الدورة الـ 69 الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، حسب وكالة الأنباء اليمنية.
وأشار الرئيس اليمني إلى أن العاصمة صنعاء تعرضت لحصار (قبل السيطرة عليها) من قبل الحوثيين وبتحالف وثيق مع بعض "أركان النظام السابق، التي تضررت وفقدت مصالحها غير المشروعة".
وأوضح أن بلاده "واجهت منذ مطلع العام الجاري، تحديات مستمرة، طرفها الأساسي الحوثيون، بدءاً من دماج إلى عمران فصنعاء، وتكالبت قوى خارجية وداخلية لإشعالها وتأجيجها لإسقاط تجربة اليمن في الانتقال السلمي" .
واتهم الرئيس اليمني الحوثيين بمهاجمة المعسكرات ومؤسسات الدولة، ونهب بعضها رغم التوصل معهم إلى اتفاق لحل الأزمة القائمة في البلاد.
ودعا الرئيس هادي الحوثيين إلى "احترام ما تعهدوا به، وإلى السعي لتحقيق أهدافهم عبر العمل السياسي فقط، لا عبر العنف واستخدام السلاح، وإيقاف أعمال العنف ورفع كافة المظاهر المسلحة واحترام مدينة العاصمة وحضاريتها، والخروج من كافة المؤسسات الرسمية والمدنية".