نشرت وكالة "رويترز" العالمية للأنباء مساء أمس السبت خبراً مفاده أن حركة
طالبان الباكستانية، أعلنت ولاءها لتنظيم "
داعش"، وأمرت عناصرها ببدء حملة دعائية للتنظيم، إلا أن خبر الوكالة العالمية لم يكن دقيقاً، بالرغم من تداوله في جل الفضائيات، والصحف والمواقع الإخبارية.
"رويترز" اعتمدت في خبرها على كلمة مصورة، نشرتها مؤسسة "إحياء الخلافة للإعلام"، وألقاها شخص يدعى "عمر الخراساني"، دعا فيها إلى التحكيم بين "
الدولة الإسلامية"، وجماعة "جبهة النصرة"، وفق قوله.
"الخراساني" وبالرغم مما عرف عنه من تأييد لتنظيم الدولة الإسلامية، إلا أنه لم يعلن التأييد الصريح في كلمته، واكتفى بإشارات، وتلميحات واضحة، مثل قوله "الدولة الإسلامية"، دون إسباقها بكلمة "تنظيم"، أو "جماعة"، أي أنه معترف بتلك الدولة، في العرف الجهادي.
يشار أن "الخراساني" لا يعد أحد ناطقي طالبان الرسميين، إذا يتزعم حركة "تحريك طالبان"، التي تسعى لإصلاح داخلي في الحركة، ويصفها مؤيدون لتنظيم القاعدة، بأنها الحركة "المتشددة"، والأكثر غلواً داخل "طالبان"، وهي امتداد فكري لتنظيم "داعش.
اتهام بعض أنصار "القاعدة"، لحركة "تحريك طالبان" التي يتزعمها "عمر الخراساني"، حظي بتصديق واحتفاء الكثير من المتابعين للشأن "الجهادي"، بعد إعلان عدد من أنصار "التحريك" تأييدهم العلني لـ"الدولة الإسلامية"، ومنهم الحساب الشهير على "تويتر"، "أخبار حركة طالبان".
"أخبار طالبان" قال في تغريدة له صباح اليوم، إن المتحدث الرسمي باسم الحركة "شهيد الله شهيد" سيصدر كلمة "نصرة، ومحبة" لتنظيم الدولة الإسلامية، على حد تعبيره، ليزيد بذلك الجدل حول ازدياد عدد المؤيدين لـ"الدولة" داخل "طالبان".
إلى ذلك طمأن معارضون لسياسات تنظيم الدولة، كافة الفصائل في سوريا، والعراق، من شائعة "التأييد"، موضحين أن
الملا عمر، زعيم "طالبان"، يعارض تنظيم الدولة بشكل كامل.
وكان الملا محمد عمر، أمير حركة طالبان، تجاهل في بيان له، قبل أيام ، التطرق إلى الشأن السوري والعراقي، واكتفى بالثناء على المقاومة الإسلامية في قطاع غزة.
واستخدم "الملا عمر" في بيانه مصطلحات يرفضها تنظيم الدولة، ويتهم مستخدميها بأن توحيدهم "ناقص"، مثل مصطلح "الشعب"، الذي خاطب "الملا" الأفغانيين فيه، بكافة طوائفهم، ومنهم "الشيعة"، وغيرها، في إشارة منه لرفض سياسة تنظيم الدولة الذي يستخدم في بياناته، مصطلح "الموحدون"، أي الأشخاص الذين لا يشوب توحيدهم لله عز وجل أي ناقض، مثل الدخول في الانتخابات، وغيرها، وفق كلمات سابقة للتنظيم.