دعا قيادي بارز في جماعة
الإخوان المسلمين بمصر، الاثنين، إلى عقد
مؤتمر داخلي للجماعة من أجل "
تصحيح مسارها وتصويب وجهتها عبر عملية تغيير وتطوير شامل".
ففي تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قال رضا فهمي، مسؤول لجنة فلسطين داخل الجماعة حتى عام 2012، والمتواجد خارج
مصر: "لديّ اقتراح محدد، عقد مؤتمر داخلي أو أي صيغة أخرى مناسبة، يحضره جميع القيادات في المستويات الإدارية المختلفة رجال ونساء من داخل الجماعة والحزب ومن الذين شغلوا مواقع في الدولة بمختلف مؤسساتها رئاسة - حكومة - برلمان".
ودعا فهمي، الذي شغل منصب رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى السابق، إلى "تمثيل واسع للشباب في المؤتمر يتناسب وطبيعة الدور الذي قاموا به في الفترة الماضية".
وطالب بأن يكون ما يصدر عن هذا المؤتمر في "قوة القرارات وليس التوصيات (أي للتنفيذ وليس للإحالة للدراسة)، إلا ما يجمع الحاضرون على أنه يستوجب إجراء من هذا النوع".
وأوضح أن "هذا المقترح قابل للتطوير والتعديل أو الإتيان بغيره بما يحقق الهدف المرجو".
وتحدث فهمي عما قال إنها "رغبة عارمة لدى جموع من الإخوان المسلمون تمنوا لو أن جماعتهم تخرج من كبوتها وتصحح مسارها وتصوب وجهتها عبر عملية تغيير وتطوير شامل على مستوى الرؤية والأهداف الإستراتيجية والخطط المستقبلية ومواقفها من القضايا المختلفة وإعادة ترتيب البيت الإخواني من الداخل على أسس وقواعد تراعي التحولات الضخمة التي حدثت منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق، حسن مبارك وحتى يومنا هذا".
وردا على سؤال من أحد متابعي صفحته على "فيس بوك" بشأن إمكانية عقد مثل هذا المؤتمر في ظل وجود عدد كبير من قيادات الجماعة في السجون وعدد آخر هارب خارج وداخل مصر، أجاب فهمي: "حديثي موجه للإخوان في الداخل والخارج على السواء والآليات لتحقيق ذلك ميسورة إذا توفرت الإرادة"، دون مزيد من التوضيح.
وأعرب عن اعتقاده بأن "القيادات داخل السجون أكثر منا غيرة وحرصا على المصلحة العامة ومن حسن الظن بهم أنهم سيكونون أشد منا سعادة بإجراءات من هذا النوع، فهم يجاهدون بالصبر والثبات ونحن نجاهد بالعمل والبذل وتعويض ما فات".
ويقبع عدد من قيادات جماعة الإخوان، وعلى رأسهم محمد بديع، مرشد الجماعة (أعلى منصب إدراي وروحي داخل الإخوان)، في السجون المصرية، جراء صدور أحكام بحق بعضهم واستمرار محاكمة آخرين في قضايا تتعلق في معظمها بالتحريض على العنف والقتل، وهو ما تنفيه تلك القيادات، مرددة أنهم يخضعون لمحاكمات سياسية. بينما تقول السلطات إن القضاء في مصر مستقل ولا تتدخل في شؤونه.
ومنذ الإطاحة بالرئيس الأسبق، المنتمي لجماعة الإخوان، محمد مرسي، في الثالث من تموز/يوليو 2013، ظهرت دعوات من كتاب رأي وساسة وقيادات إخوانية في مصر تطالب بعملية تغيير واسعة في
مسار الجماعة، والاعتراف بما يراها هؤلاء أخطاء.
وتقول جماعة الإخوان إنها بدأت بالفعل عمليات تغيير لا تعلنها بسبب الظروف الأمنية، بحسب ما صرح به في وقت سابق، الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، إبراهيم منير.