أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أن الضربات الجوية لا تكفي لإنقاذ مدينة
كوباني السورية الكردية الحدودية مع تركيا والتي تشهد معارك ضارية بين تنظيم الدولة الذي يحاول اقتحامها والمقاتلين الأكراد الذين يتصدون له وما زالوا يسيطرون عليها.
وقال الكولونيل البحري جون كيربي خلال مؤتمر صحافي إن "الضربات الجوية وحدها لن تتمكن من ذلك، لن تحل المشكلة وتنقذ كوباني"، مضيفا: "نعرف ذلك ولم نتوقف عن تكراره".
وأوضح أنه لإلحاق الهزيمة بالتنظيم المتطرف "يجب أن تكون هناك جيوش قادرة، معارضة سورية معتدلة أو الجيش العراقي"، ولكن هذا يتطلب وقتا. وتدارك المتحدث: "لكن ليس لدينا في الوقت الحالي شريك متطوع قادر وفعال على الأرض داخل سوريا. إنها الحقيقة".
من جهته، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام اجتماع في البنتاغون مع قادة القوات المسلحة استعرض خلاله مجرى الغارات الجوية ضد الجهاديين بعد شهرين من بدئها في العراق ثم في سوريا: "سنواصل ضرباتنا مع شركائنا. هذه تبقى مهمة صعبة".
وأضاف أوباما "كما قلت منذ البداية، هذه المسألة لن تحل بين ليلة وضحاها"، معتبرا أن "الخبر السار هو وجود توافق واسع في المنطقة وأيضا بشكل أوسع في العالم أجمع على أن تنظيم الدولة يمثل تهديدا للسلام العالمي ويجب التصدي له".
من جهته قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة في تصريح لشبكة "ايه بي سي" الأميركية: "نحن نضرب حين يمكننا ذلك"، مشيرا إلى أن الجهاديين "هم عدو يتعلم ويعرفون كيف يناورون وكيف يستخدمون السكان وكيف يتخفون، لذلك عندما نرصد هدفا نضربه".
وأضاف أن الجهاديين "أصبحوا أكثر مهارة في استخدام الأجهزة الإلكترونية" وهم "ما عادوا يرفعون أعلامهم ولا عادوا يتنقلون في أرتال طويلة كما كانوا يفعلون في السابق، هم لا يقيمون مقرات قيادة يمكن رؤيتها وتحديدها".
وبالنسبة إلى كوباني، أكد رئيس الأركان أن غالبية سكان المدينة الكردية فروا منها إلى تركيا ولكن "ليس هناك أدنى شك" في أن الجهاديين سيرتكبون "فظائع مروعة إذا سنحت لهم الفرصة".
من جهته أعلن الجيش الأميركي مساء الأربعاء ان المقاتلين الأكراد ما زالوا يسيطرون على كوباني، مشيرا إلى أنه تم تكثيف الغارات الجوية التي تشنها واشنطن وحلفاؤها على التنظيم في المنطقة.
وقالت القيادة الأميركية الوسطى التي تغطي منطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في بيان إن "الميليشيات الكردية الموجودة هناك لا تزال تسيطر على القسم الأكبر من المدينة وتقاوم في مواجهة تنظيم الدولة".
وأضافت القيادة أن طائرات أميركية وأخرى أردنية شنت الأربعاء ثماني غارات جوية جديدة قرب كوباني، أسفرت عن تدمير خمس عربات مدرعة ومخزن ذخيرة ومعسكر قيادة ومعسكر لوجستي وثمانية تحصينات.
وكانت طائرات أميركية وإماراتية شنت في وقت سابق الأربعاء ست غارات، ما يرفع إلى 14 عدد الغارات التي شنها التحالف على تنظيم الدولة الأربعاء، تضاف إليها خمس غارات أخرى الثلاثاء، بحسب القيادة.
وأكدت القيادة أنها "تتابع مراقبة الوضع في كوباني عن كثب".
وشن التحالف غارة أخرى على هدف للدولة جنوب غرب الرقة (شمال سوريا) ما أسفر عن تدمير أربع مدرعات وإعطاب اثنتين أخريين، بحسب المصدر نفسه.
وفي العراق شنت الولايات المتحدة لوحدها ثلاث غارات جوية، إحداها شمال غرب الرمادي دمرت خلالها نقطة تفتيش للدولة، بينما استهدفت الثانية مقاتلي التنظيم المتطرف في الموصل ما أسفر عن تدمير أربع آليات وإعطاب اثنتين أخريين، في حين استهدفت الثالثة مواقع قتالية للتنظيم جنوب كركوك ودمرتها، بحسب القيادة.
بدورها قصفت مقاتلة استرالية من طراز "سوبر هورنيت" موقعا لتنظيم الدولة في العراق في أول غارة جوية لأستراليا في اطار العملية العسكرية التي يشنها تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف، كما أعلنت كانبيرا الخميس.