فروا خلال الشهور الماضية من معارك قبلية شهدها إقليم شبلي الوسطى، جنوبي الصومال، لينتهي بهم المطاف في مخيم "سيغالي"، جنوبي العاصمة
مقديشو، في أحوال بائسة وخوف يطاردهم من مستقبل غامض.
لكن أحوالهم البائسة التي رضوا بها رغما عنهم لم ترض بهم على ما يبدو؛ فمنذ مساء أمس الجمعة أجبرت سيول، ناتجة عن
أمطار خريفية غزيرة، كثير من هؤلاء
النازحين إلى
النزوح مجددا، لكن هذه المرة إلى العراء والمرتفعات القريبة؛ حيث واقع مجهول وأوضاع أكثر بؤسا.
ووفق مراسل وكالة الأناضول، فإن أوضاع نازحين في مخيم "سيغالي" تفاقمت وازدادت سوءا؛ حيث جرفت السيول، منذ مساء أمس، منازلهم المتواضعة التي أقاموها في المخيم، فضلا عن الخيام، التي لم تتحمل الأمطار الغزيرة التي سقطت على مقديشو.
وهربا من هذه السيول، فر الكثير من سكان المخيم إلى العراء والمرتفعات القريبة، حاملين معهم أطفالهم، وما استطاعوا جلبه من مستلزمات متواضعة، كانوا يستعينون بها على شظف العيش في مخيمهم.
حبيبة سيدو، إحدى النازحات التي دفعتها السيول إلى مغادرة المخيم، قالت لـ"الأناضول" إنها افترشت مكانا مرتفعا، احترازا من وصول منسوب المياه إليها وأطفالها.
وأضافت سيدو، وهي أم لأربعة أطفال، "فأجأتنا الأمطار والسيول، حيث تسربت المياه إلى منازلنا أثناء الليل ونحن نيام، واستيقظت على بكاء طلفتي التي شعرت بالمياه، لأسارع بمغادرة المنزل مع أولادي".
وإلى جانب المخيم، تتواجد بركة مائية اصطناعية، أنشأتها بلدية مقديشو، لتكون تجمعا لمياه الأمطار، إلا أن ارتفاع منسوبها نتيجة كثرة الأمطار، فاقم أوضاع النازحين في المخيم.
وحسب نازحين بالمخيم، فإن الأمطار تسببت في مقتل طفل كان يعيش مع أسرته في كوخ متواضع بالمخيم، وشوهدت جثته تقذفها السيول وسط البركة.
بدوره، قال أحمد أبو بكر، وهو منهمك بحمل أمتعته، تاركا منزله الذي أحاطته السيول، "لا يمكن العيش هنا بعد اليوم، فقد تحولت منازلنا إلى بركة مائية كبيرة".
وأوضح في حديث لـ"الأناضول" أن عددا من المنازل هدمت على رؤوس ساكنيه بفعل السيول، ومن المتوقع أن تكون هناك إصابات.
ومنذ مطلع الشهر الجاري، بدأت أمطار الخريف بالهطول في عدد من محافظات البلاد، أبرزها محافظات أقاليم الوسط والجنوب كإقليم هيران (وسط )، وإقليم شبيلى السفلى (جنوب) وإقليم بنادر (مقديشو).
وأدت الأمطار التي هطلت في مقديشو، منذ ليلة أمس وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، إلى وقف حركة مرور السيارات في الشوارع الرئيسية بالعاصمة، لكثرة المياه الراكدة.