في كلمة جمعت بين الترغيب والترهيب، وعد رئيس الحكومة
المغربية عبد الإله
ابن كيران، أغلبيته الحكومية بالفوز في
الانتخابات الجماعية والتشريعية المقبلة في المغرب على التوالي سنتي 2015 و2016، وبالمقابل حذرهم من نهاية قال إنها حتمية إن هم حادوا على منهج الإصلاح وخدمة الوطن، وذلك في لقاء صباح السبت بالرباط جمع الأحزاب الأربعة المشكلة للائتلاف الحكومي.
ابن كيران، قال في اللقاء ذاته مخاطبا أغلبيته "سنبقى لمدد وولايات حكومية أخرى إذا بقينا على النهج"، وأضاف "إذا شاهدتم حزبا سياسيا بدأ يشتغل أفضل منكم وينافسكم في الإصلاح وخدمة الوطن، وإذا أصبحتم من المناورين والمتآمرين فاعلموا أن نهايتكم أصبحت وشيكة".
وزاد رئيس الحكومة بالقول "إن الفساد يمكن أن يهزم فسادا أقل منه، لكنه بالتأكيد لن يصمد أمام الإصلاح إن صمد هذا الأخير"، مشيرا إلى ما اعتبره تحولا في السياسات العامة بالمغرب، والذي يفيد حسب ابن كيران أن "زمن الابتزاز والتحكم الذي ألفه البعض قد أخذ في الانتهاء".
في ذات اللقاء الذي هم الدخول السياسي في المغرب أكد زعماء أحزاب "العدالة والتنمية" و"التجمع الوطني للأحرار" و"الحركة الشعبية" و"التقدم والاشتراكية" على تماسك أغلبيتهم وصمودها في وجه حملات التشويش التي تعرضت لها، كما أثنوا جميعهم على مضامين الخطاب الملكي الموجه للأمة مساء الجمعة معتبرين خطابا مؤسسا ومؤطرا.
وزير خارجية المغرب يهاجم فرنسا والجزائر
وفي كلمة له في لقاء الأغلبية ذاته، هاجم صلاح الدين مزوار، وزير خارجية المغرب ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، دولتي فرنسا والجزائر على حد سواء، معتبرا أن فرنسا ما تزال تحن إلى المنطق الاستعماري القائم على إعطاء الأوامر وأنها ترفض التعامل الندي مع المغرب، مشيرا في هذا الصدد إلى العديد من الممارسات التي كانت سببا في توتير العلاقات بين باريس والرباط والتي من بينها على حد تعبير مزوار الإساءة لعدد من رجالات الدولة المغربية.
الدولة
الجزائرية نالت حظها أيضاً من انتقاد وزير خارجية المغرب والذي قال "إن رد ممثل المغرب بالجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا كان قويا على تشنجات خطاب الجارة الشرقية، وهي استفزازات ليست جديدة، بل الجديد فيها هو حدة النرفزة والتوتر، ملمحا إلى ما قد يكون سببا للنرفزة والذي قال إنه يتعلق "بالعودة القوية للمغرب للقارة الإفريقية، بعدما اعتبر البعض أن إفريقيا أصبحت له".
النموذج المغربي في المنطقة كان أحد عناصر كلمة زعيم الحزب الذي يتخذ من الحمامة الزرقاء شعار له، حيث شدد على أهمية تقوية البناء الداخلي للمغرب من خلال ما وصفه بالإصلاحات الهيكلية التي ينبغي إنجازها والعمل على تثبيت الخيار الديمقراطي كثبات جديد للمملكة تضمنه الدستور، كل ذلك يقول مزوار أمام "مد جارف في محيط بدول تنهار ومجتمعات تفتت ودول تتفكك".
يشار إلى أن لقاء الأغلبية الذي سيستمر طيلة اليوم السبت ينتظر أن ينصب على توحيد موقف الأغلبية من العديد من القضايا التي تهم الدخول السياسي الجديد من قبيل الانتخابات المقبلة ومالية الدولة لسنة 2015 وأيضاً القوانين التنظيمية ذات الأولوية والتي ألزم الدستور الحكومة بإخراجها قبل نهاية ولايتها الحالية التي لم يتبقى منها سوى سنتين.