واصلت
قيادات صوفية في
مصر وصلات نفاقها للجنرال عبدالفتاح
السيسي. وجاء النفاق هذه المرة من قِبل الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، الذي نقلت جريدة "المصري اليوم" (الصادرة الخميس) عنه أنه أعرب عن أمنيته في أن "يتم
فتح القدس مرة أخرى على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والجنود المصريين، كما فعل من قبل
صلاح الدين الأيوبي"، على حد تعبيره.
ولم يشر "هاشم" -من قريب أو بعيد- لما تتعرض له القدس من تهويد واسع، ولا ما يتعرض له المسجد الأقصى من عدوان سافر من قبل قطعان المستوطنين، وسلطات الاحتلال الصهيوني، وكيف أنه تدنس قبل أيام بزيارة من قبل نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي، واُعتدي على عشرات المرابطات والمرابطين المدافعين عنه، في وقت لم تحرك مصر، ولا الجنرال السيسي، ساكنا تجاه تلك الأحداث الخطيرة، كما لم يصدر أي بيان مصري يدين تلك الانتهاكات، بل تُرك المقدسيون العزل بمفردهم في مواجهة الإرهاب الصهيوني.
ولم يشر هاشم أيضا إلى "المؤتمر الدولي لإعمار غزة" الذي عقد بالقاهرة يوم الأحد الماضي، ليوم واحد، ولم يأت السيسي في خطابه الذي ألقاه فيه، على ذكر العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة ولو بشطر كلمة، بل اعتذرت مصر للإسرائيليين -بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية- قبل المؤتمر عن عدم توجيه الدعوة لهم للحضور (!)، في وقت حرمت فيه الإدارة المصرية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من المشاركة فيه، كما لم توجه مصر دعوة إلى تركيا للمشاركة فيه أيضا.
كما لم يشر هاشم إلى الموقف المصري الرسمي المتهافت في خلال العدوان الإسرائيلي نفسه على القطاع، الذي تماهى مع الجانب الإسرائيلي، ولم يدنه على الإطلاق، ولم يعتبر ما يقوم به "عدوانا وانتهاكات"، بل تبنى مطالبه خلال المفاوضات بنزع سلاح المقاومة، وإطالة أمد العدوان، لولا بسالة المقاومة، ومن ورائها الشعب الفلسطيني، ويقظتهما.
وقد جاءت تصريحات هاشم في مؤتمر ديني أقامته مشيخة الطرق الصوفية بمدينة طنطا، احتفالا بمولد العارف بالله السيد البدوي، بحضور اللواء محمد نعيم محافظ الغربية، واللواء أسامة بدير مدير الأمن، والشيخ محمود أبو حبسة وكيل وزارة الأوقاف، نائبا عن الوزير، وشيوخ الطرق الصوفية المختلفة.
وقال هاشم -بحسب المصري اليوم"- إن مشاركة قيادات الدولة في احتفال الطرق الصوفية بمولد السيد البدوي يُعد دلالة على الاهتمام بالتصوف، قائلا إن "هناك اتجاهات عديدة خرج منها الإرهابي والمتطرف والمتعصب لكن الاتجاه الوحيد، الذي لم يخرج من عباءته أحد هؤلاء هو التصوف".
وشدد هاشم على أن النصر القادم للأمة لن يأتي من خلال الاشتراكية أو الديمقراطية أو العلمانية، ولكن عن طريق الدعوة الإسلامية الصوفية، على حد تعبيره.
وتابع: "حبنا لآل البيت عنصر من عناصر العقيدة الإسلامية، ومنجاة من عذاب الله، ومرضاة له عز وجل"، مضيفا أن "وجود كوكبة مباركة من آل البيت لهو دلالة على أن الله سيحمي مصر"، مستشهدا بآية قرآنية تقول: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
وأضاف: "معنى ذلك أن الأمان واقع لا محالة بفضل الله مهما فعل الأفاقون، وسيحمى الله الوطن كما وصى رسولنا الكريم قائلا: "استوصوا بمصر خيرا فإن أهلها لهم ذمة ورحمة، وجندها هم خير أجناد الأرض".
وقال رئيس جامعة الأزهر الأسبق إن أهم أسباب أخذ الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، قرار الحرب (في 6 أكتوبر)، هو الشيخ الجليل عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، وأحد أقطاب الصوفية، الذي أخبر الرئيس السادات بأنه رأى رؤية تتضمن سير رسول الله بالطريق، ومن خلفه جنود مصر، وأن هذه الرؤية دفعت السادات لاتخاذ قرار الحرب، الذي كلل بالانتصار؛ بفضل بشارة أحد أولياء الله، وفق قوله.