أخذت الأحداث في
تركيا بالتأزم والتصعيد مؤخرا، تارة بسبب أحداث داخلية، وتارة أخرى بسبب تطورات خارجية تلقي بظلالها على وتأثيراتها على الساحة السياسة والأمنية في تركيا، فأحداث "عين العرب"
كوباني، والصراع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ضد تنظيم الدولة "
داعش"، إضافة إلى القضية الكردية القديمة، الجديدة في تركيا، هي من أبرز القضايا التي ألهبت الأحداث الأخيرة، وحول هذه المواضيع، أفردت
الصحافة التركية، في عددها الصادر، اليوم، الأربعاء، مساحة واسعة للنقاش وتحليل هذه التطورات المحلية والإقليمية والدولية.
الأكراد في تركيا.. هل سيتحقق "حلم الدولة" بعد تعدد المشاكل؟ وكثرة الدعم!
في مقال له بصحيفة "ملليت"، يقول الصحفي، قوناري جفان أوغلو بأن "تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية التي قالت فيها بأن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس حزباً إرهابياً هي في إطار الرد على رؤية تركيا التي تعتبر الحزب امتدادا لحزب العمال الكردستاني".
ويتساءل رئيس تحرير صحيفة "صباح"، ماهمات بارلاس، في مقال له: الولايات المتحدة الأمريكية التي ألقت القبض على أوجلان مؤسس العمال الكردستاني ومن ثم قامت بتسليمه لتركيا، هل كانت قد وضعت في حساباتها أن العمال الكردستاني سيكون حزباً أمريكياً في يوم من الأيام؟.
ويقول الصحفي، فاروق كوسة، في مقال له بصحيفة "يني عقد" بأن: الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر شريكاً إستراتيجياً لنا كانت تقوم بكل ما يلزم لتأسيس كردستان حزب العمال. وفي ذات الصحيفة، يرى الصحفي، أرصوي دادة: بأن "حزب العمال الكردستاني لديه لوبي قوي داخل القطاع العام التركي، وخاصة في الإعلام".
أوردت صحيفة "طرف" في خبر لها، بأن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت أن: "حزب الاتحاد الديمقراطي السوري ليس على لائحة الإرهاب". ولفتت الصحيفة في خبر لها، إلى أن الرئيس الأمريكي "بارك أوباما" وجه تصريح لأردوغان قال فيه "حافظوا على وعودكم" وفيما يشبه الرد على هذا التصريح، قال وزير الخارجية جاويش أوغلو "فيما يتعلق بفتح ممرات لحزب الاتحاد الديمقراطي، لم نعط وعوداً لأحد". وجاء في ذات الصحيفة أيضا وفي خبر آخر، بأنه "أفضى الحديث بين أردوغان وأوباما هاتفياً، إلى فتح الممرات أمام البشمركة للوصول إلى كوباني، وكذلك إلى إعطاء أنقرة الضوء الأخضر لإيصال السلاح إلى حزب الاتحاد الديمقراطي".
وفي مقال له بصحيفة "سوزوجو"، يقول الصحفي، أوغور دندار: بأن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما قام باتصال واحد، دفع من خلاله بكل من داود أوغلو وأردوغان للتراجع عن كل ما تحدثوا به من قبل حول العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي".
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "يني شفق" في خبر لها، بأن "الإدارة الكردية شمال العراق تقوم باختيار دقيق لأفراد البشمركة الذين سيتوجهون للمناطق الساخنة؟ وطالبت أنقرة بقائمة كاملة بأسماء من سيتوجهون لكوباني". وتلفت الصحفية، أمرة أكوز، في مقال لها بصحيفة "صباح" إلى أن: "أنقرة تقوم بدعم برزاني (رئيس إقليم كردستان -شمال العراق) الذي يمتلك المال والبترول، وهي تنتظر أن يقوم هو بالقضاء على من يتبقى من حزب الاتحاد الديمقراطي عقب حروبه مع داعش". وفي مقال له، بصحيفة "ملليت" يشير الصحفي، صربيل شفيق جان: إلى أن "جاويش أوغلو يقول بأن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يريد قوات البشمركة.
ويقول الصحفي، عاكف باقي، في مقال له بصحيفة "حريت": "لقد كانوا يقولون بأن تركيا الظالمة لا تسمح بمرور المقاتلين إلى كوباني التي هي في أمس الحاجة لهم!" ويرى رئيس تحرير صحيفة "حريت"، يلتشن بيار، بأن: تنظيم الدولة "داعش" يمنح حزب العمال الكردستاني الشرعية.
ويشير رئيس تحرير صحيفة "ملليت"، مليح عاشق، في مقال له إلى أن: "الولايات المتحدة الأمريكية تتصالح مع الانفصاليين
الأكراد في المنطقة، وهي تقوم الآن بتدعيمهم ومدهم بالقوة، وتفكر في منحهم دولة لتستخدمهم في المنطقة".
حرب داعش.. تطور إرهابي جديد باستخدام الكيمياوي في سوريا
أفادت صحيفة "حريت" في خبر لها، جاء فيه: "مقتل 10 من بينهم طفلان في هجوم لداعش على أحدى القرى التركمانية". ونشرت صحيفة "سوزوجو" ذات الخبر تحت عنوان: "اشتداد حدة المواجهات مع تنظيم داعش".
وتشير صحيفة "ملليت" في خبر لها إلى وجود "ادعاءات تدور حول استخدام تنظيم داعش لأسلحة كيميائية. ونشرت الصحيفة ذاتها خبرا جاء فيه بأن: "سوريا تعلن عن إسقاط طائرات لتنظيم داعش". وفي خبر آخر بذات الصحيفة نشر تحت عنوان: "اشتداد حدة المواجهات مع تنظيم داعش".
وفي صحيفة "ميلاد" يلفت الصحفي، خليل مارت، في مقال له، إلى أن: "الولايات المتحدة الأمريكية تقوم الآن بتقديم دعم عسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي". ويتساءل الصحفي، في ذات المقال مستغربا: "هل سمعتم عن أي بيان من داعش ضد إسرائيل؟ أو هل كان من فعالية ودور لإسرائيل في مواجهة داعش؟".
هل تأثرت عملية السلام في تركيا بأحداث "كوباني" والدعم الأمريكي؟
"العالم يتحدث عن التحول العميق في السياسة التركية". تحت هذا العنوان أوضحت صحيفة "زمان" في خبر لها، أن العالم بوسائل إعلامه المختلفة أخذ بالتحدث عن التحول العميق الذي شهدته الساحة السياسية والعسكرية التركية مؤخرا. ويشير رئيس تحرير الصحيفة، توران ألكان، إلى أن: الدعم الأمريكي الواضح لكوباني، أفقد عملية السلام تأثيرها الدائم في الداخل.
ويرى رئيس تحرير صحيفة "سوزوجو" أمين شولاشان، أنه: "لا يوجد أحد يدرك ما هو الحاصل، ونحن نتابع الأحداث بكل دهشة واستغراب، فمن يقودون الجمهورية التركية اليوم لا يمتلكون خيارات". ويلفت رئيس تحرير صحيفة "يني شفق"، صالح طونا، في مقال له: بأن "تركيا تحت وطاءة حصار مخيف في الخارج، وفي الداخل يظهر أن هناك من يريدون الحراك لإثارة الفتنة".
وفي مقال له بصحيفة "ستار"، تفيد الصحفية، فاطمة أوزكان، أن المتسببين في الأحداث الأخيرة في تركيا: "كانوا قد نصبوا فخا لتدمير رغبة الأكراد في السلام من خلال حادثة أولودار". ويرى الصحفي، قونقو أفجي اوغلو، في مقال له بصحيفة "ميلاد" بأن: "كل من سيسعون لإنهاء عملية السلام، سيدفعون الثمن نفسه".
ويشير الصحفي، أولاش دوغا إرالب، في مقال له بصحيفة "طرف"، إلى أن: "تعاظم قوة قوى المعارضة في سوريا وزيادة نفوذ المتطرفين تسبب بعدم اهتمام واشنطن بالموقف التركي من القضية السورية".
إصلاحات تركية "جديدة" تتعلق بالأمن الداخلي
أشارت صحيفة "يني شفق" في خبر لها، جاء فيه، بأن الحكومة التركية تقوك "بإصلاحات داخلية واسعة فيما يتعلق بالأمن الداخلي". ونقلت الصحيفة عن رئيس الجمهورية التركية "رجب طيب أردوغان" قوله؛ بأنهم لن يمنحوا الجيش والشرطة صلاحيات تنتهك الحقوق الشخصية للأفراد". هذا، وأوضحت صحيفة "زمان" في خبر لها، بأن "حملة أمنية تستهدف رجال الشرطة الذين واجهوا الأرجنكون ومنظمة المجتمع الكردستاني".
وفي سياق متصل، أوردت صحيفة "صباح" في خبر لها، جاء فيه: "قانون جديد يجرم ارتداء الأقنعة وإلقاء المولوتوف". وأفادت صحيفة "ستار"، في خبر لها بأنه تمت "محاكمة عدد من رجال الشرطة بتهمة التجسس على فريق كان يقود تطوير مشاريع سرية".
ونقلت صحيفة "ميلاد" عن رئيس الجمهورية التركية "رجب طيب أردوغان"، قوله:" بالنسبة لي كل شيء يُفضي إلى الموت هو جريمة".
ويلفت رئيس تحرير صحيفة "ستار"، أحمد تاشقتران، في مقال له بأنه: "في نهاية الستينات والسبعينات كانت تركيا دولة ينتشر فيها الموت بين الشباب في المدارس والطرقات". وفي ذات الصحيفة، يشير الصحفي، هاكان البيرق، في مقال له، إلى أنه: "في حال لم يدفع من يحاولون الإضرار بتركيا الثمن، فأن تركيا هي من ستدفع الثمن لاحقاً".
ويلفت الصحفي، هادي أولو انقين، في مقال له، إلى أن: "النتيجة المؤسفة التي حصلنا عليها في الأمم المتحدة تشير إلى عدم وجود دعم خارجي لسياسة تركيا، وكذلك لعدم موافقة دول العالم على الاستبداد الذي تمارسه الحكومة في الداخل".