قال أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة محمد سودان، إن رسالة الرئيس "السابق" محمد
مرسي –التي نشرتها صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بالأمس- تفضح النظام الانقلابي وتثبت وتدعم الثوار في الداخل والخارج، وتؤكد أنه لن يبيع بحريته أبدا حرية أقل طفل أو طفلة معتقلة بسجون الانقلاب.
وذكر- في تصريح لـ"عربي 21"- أن "مرسي" يبدي استعداده بالتحاور مع الانقلابيين، ولكن على الهواء أمام الشعب المصري كله، ويقول إن الانقلابيين يفاوضونه وقيادات الإخوان من أجل حريتهم، إلا أنه يؤكد أنه لن يكون هناك أي تفاوض إلا بعد خروج كل المعتقلين.
وأضاف "سودان": "هذه رسالة للعالم كله وليست فقط للشعب المصري"، مؤكدا أنه "لم تقف المحاولات بطريق غير مباشر لإخماد الحراك الثوري الداخلي والخارجي، وهذا لن يكون، إلا بعد زوال الانقلاب العسكري وعودة الجيش إلى الحدود التي أصبحت مستباحة، وجيشنا الذي أصبح من الجيوش المرتزقة الذي يعمل بالأجر وليته يعود هذا الأجر على الجنود".
وفي سياق آخر، أوضح "سودان" (المقيم في بريطانيا) أنه لا يمكن الآن تحديد موعد صدور تقرير لجنة مراجعة نشاط الإخوان التي أمر بتشكيلها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لمراجعة فكر ونشاط وفلسفة جماعة الإخوان.
ورأى أن ما صدر مؤخراً عن الـ "بي بي سي" يؤكد ما تسرب منذ فترة من صحيفة "الدايلي تليغراف" بأن تقرير اللجنة يؤكد أنه لا صلة للإخوان المسلمين بأي إرهاب يحدث أو أي جماعة إرهابية في العالم لثبوت جماعة الإخوان على فكرهم الأصيل وعقيدتهم التي بدأها الإمام حسن البنا -رحمه الله- وهو الاستمرار على نهج السلمية للتغيير ولمعارضة الأنظمة المستبدة.
وحول تضارب تقارير وسائل الإعلام البريطانية بشأن هذا الأمر، قال: "ظني أنها رسائل ترسل لسد احتياجات أو فك بعض الضغوط من على أكتاف الحكومة البريطانية، وإلا لماذا لم تصدر الحكومة البريطانية نتيجة تقرير هذه اللجنة رغم تسليم اللجنة التقرير للحكومة في الموعد المطلوب سلفاً وهو نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي؟".
وحول ما يتردد بشأن تقليص أنشطة الإخوان فى بريطانيا، استطرد "سودان": " أعتقد أن الحكومة تحتاج إلى أن يضاعف الإخوان أنشطتهم التي تضبط إيقاع الشباب البريطاني المسلم لجعله لا ينجر إلى الجماعات التي تدعو إلى نهج العنف والسفر للمشاركة مع تنظيم "داعش" وأمثالها، وغيرها من الجماعات المتطرفة التي تزيد في العالم نتيجة للضغوط التي تمارس ضد "الدول الإسلامية" إما من الحكام الطغاة الديكتاتوريين أو من الطغاة العسكر كما هو حادث فى مصر".
وتابع: "الكثير من الشباب بدأ يكفر بالسلمية التي ينتهجها الإخوان ويصرون عليها حتى الآن، وعلى حد علمي لم يتخذ إجراء ضد أنشطة الإخوان ببريطانيا وكل الأنشطة معلنة وفكرهم معلن وموجود في الكتب التي تباع في كل مكان ببريطانيا".
من جهته، قال المهندس إيهاب شيحة، رئيس
حزب الأصالة والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، إن "رسالة (مرسي) هي توفيق من الله لتخرج في هذا الوقت الحرج الذي يجر فيه (عبد الفتاح
السيسي) البلاد لمستنقع لايعلم مداه إلا الله".
وأضاف- في تصريح لـ"عربي 21"- : "الرسالة جاءت ممن يحنو ويهتم لأمر كل المصريين (جنود وشباب وتحالفات وكل المصريين)، في نفس اليوم الذي تحدث فيه السيسي ليزيد شقاق الشعب ويورط نفسه بغبائه أكثر، فكما أعلن (مرسي) اهتمامه بكل المصريين كذلك أعلن (السيسي) أنهم كانوا يعلمون أن هذا سيحدث وأكثر وكأنه من دولة أخرى ولا يعنيه البلد مطلقاً".
وأوضح "شيحة" أن مضمون رسالة "مرسي" يؤكد أنه كانت ومازالت هناك مفاوضات، وهذا دليل هام لتأكيد ما يشدّدوا عليه بأن الانقلاب لم يقف على أرض صلبة للآن، لذا فأذنابه يسعون للحوار مع الرئيس مرسي، مضيفاً: "هذه هي الدلالة الأهم فى كلام مرسي لتؤكد لكل من استشعر الملل واستأخر النصر أن عدونا شعوره هو الهزيمة والخسران".
وبسؤال "شيحة" عن طبيعة المفاوضات التي جرت معهم، أجاب: "أؤكد لك أن كل ما طرحه العسكر وأتباعهم ليس إلا قبولا بالأمر الواقع مع بعض التفاصيل، ولا يوجد تفاوض الآن، ونحن نؤكد يومياً على الترحيب بكل تفاوض من أحد طالما كان يتحدث على أرضية الشرعية الثورية ويضمن القصاص لدماء الشهداء، ولن يكون "السيسي" جزءاً من الحل فهو أصل وكل المشكلة".