كتب إيان بلاك، محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "الغارديان"، معلقا على زيارة أمير دولة
قطر الشيخ
تميم بن حمد آل ثاني إلى لندن، حيث سيجتمع غدا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
يقول بلاك إنه "واجهت عمل أمير دولة قطر الشاب، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، معوقات في لندن؛ لتقديم صورة إيجابية عن بلده الصغير، لكنه غني فوق ما يتصوره الخيال، خاصة فيما يتعلق بدحض المزاعم المتعلقة بدعم تنظيم الدولة المعروف بـ (
داعش)".
ويضيف الكاتب "سيجتمع الأمير في أول زيارة له إلى لندن، منذ خلافة والده عام 2013، مع ديفيد كاميرون والملكة، فيما سيقدم المنبر القطري- البريطاني الاقتصادي صورة عن الاستثمارات وفرص الاستثمار بين البلدين. فالقطريون يملكون عددا من معالم لندن الثمينة من برج شارد إلى متجر هارودز، وفازت قطر بتنظيم مونديال عام 2022 لكرة القدم، وجعلت الدولة وسط بريق الإعلام؛ بسبب النقاش حول حقوق العمال في المشروع".
ويستدرك بلاك بأن ما يختبر حملة العلاقات العامة التي تقوم بها دولة قطر لتحسين صورتها هي المزاعم، التي تتهمها بدعم تنظيم الدولة المعروف بـ "داعش".
وتعلق الصحيفة "ينفي المسؤولون القطريون المزاعم، فبالتأكيد دعمت قطر الجماعات الإسلامية التي تقاتل ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد، وبعضها مال نحو التشدد مع طول أمد الحرب، وتردد الغرب في دعمها. ولكن دولة قطر تؤكد أنها لم تقدم دعما للجماعات المتشددة مباشرة أو بقصد. فالدولة الآن هي جزء من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة المصمم (لإضعاف وتدمير (داعش) في النهاية) إلى جانب السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن".
وترى الصحيفة أنه وإن كانت المشاركة العربية العسكرية مهمة، لكن الولايات المتحدة أكدت أهمية الجهود الواسعة لإضعاف تنظيم الدولة وتدميره في النهاية، حيث أثنى المسؤولون الأميركيون على الجهود السعودية والإماراتية في ملاحقة ووقف حملات جمع التبرعات إلى "داعش" وغيره من التنظيمات الإسلامية المتشددة.
ويذكر الكاتب أن وزارة الخزانة الأميركية اتهمت كلا من قطر والكويت بوجود قوانين ضعيفة تسمح باستخدامها لدعم الإرهابيين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول قطري بارز قوله "غريب أن يتم اتهام قطر بدعم المتطرفين"، مضيفا "لا نشاركهم في الأفكار، ولا ندعم أهدافهم، ونحن جزء من تحالف يحاول وقفهم، وكان على المجتمع الدولي وقفهم مبكرا، فحيثما وجدت الديكتاتورية ظهر
التطرف".
ويذهب التقرير إلى أن الموضوع كبر من خلال حرب العلاقات العامة الغامضة. فقد كشفت معلومات في الولايات المتحدة عن تعاون شركة قدمت معلومات حول نشاطات قطر مع دولة الإمارات العربية المتحدة. في الوقت نفسه طلبت قطر في الآونة الأخيرة خدمات شركة علاقات عامة معروفة في لندن، ومتخصصة في إدارة الأمور المتعلقة بتحسين الصورة. وتمقت الإمارات وغيرها من الدول الناقدة لقطر قناة الجزيرة الدولية.
وكشف تقرير الصحيفة عن دور كل من مصر وإسرائيل اللتين تمقتان الإخوان المسلمين وحركة حماس، في نشر الاتهامات المتعلقة بدعم قطر لـ "داعش" وغيرها من القضايا الأخرى.
ونقل التقرير عن مراقب عربي معروف قوله "يحاول الإماراتيون رمي الكثير من الوحل على القطريين، وهناك روابط محافظة جديدة مع اللوبي الصهيوني، الذي حمل السلاح ضد قطر؛ نظرا لعلاقة الأخيرة مع حماس". وأضاف "هناك الكثير من بارونات الإعلام المعادين لقطر ولأسباب تتعلق بأعمالهم التجارية".
ويقول خبراء إن دولة قطر لم تكن واعية عندما دعمت الجماعات التي تقاتل الأسد، فالمزاعم التي تتحدث عن وصول المال لجبهة النصرة، التي تمثل تنظيم القاعدة في سوريا، كانت مضرة بقطر، فالتنظيم الذي احتجز 45 من مراقبي الأمم المتحدة وافق على الإفراج عنهم بعد وساطة قطرية انتهت بدفع فدية 20 مليون دولار، بحسب التقرير.
وبحسب أتش إي هيليير من معهد بروكينغز "كانت قطر ساذجة للسماح بوصول بعض الدعم لجماعات فظيعة- وليس مباشرة لـ (داعش)- وهذا الأمر ليس منحصرا في سوريا".
ويضيف هيليير للصحيفة أنه "ورغم هذا فهناك تناقض في الطريقة التي يصور فيها الدور القطري، وأن قطر تشارك في حرب واسعة بالوكالة في المنطقة، هي وتركيا من جانب والسعودية والإمارات ومصر من جانب آخر، لكن لا أحد حقق وبعمق في الدور الكويتي مثلا، حيث يشك الكثيرون بلعبها دورا مهما وتحولها لمركز تمويل. قطر لديها الجزيرة وغيرها ولكن كل طرف يمارس اللعبة من خلال شركات العلاقات العامة والمؤسسات الإعلامية".
ويورد التقرير تغريدة كتبها إيلي ليك من موقع "ديلي بيست"، والذي حصل على معلومات من شركة تعمل لصالح الإماراتيين، قال ساخرا "استأجرت الإمارات شركة علاقات عامة لتشويه صورة قطر، ولو كان للدوحة شيء للدفاع عن نفسها في الميديا، مثل شبكة تلفزيونية عالمية أو شيء من هذا القبيل".
ويختم بلاك تقريره بالإشارة لقول الحكومة البريطانية إن القطريين ينسقون جهودهم المتعلقة في سوريا بشكل وثيق مع السعودية والولايات المتحدة. وكان الشيخ تميم قد قال في أول مقابلة تلفزيونية له مع مؤسسة إعلامية غربية "لا ندعم المتطرفين"، موضحا "وإن كنت تتحدث عن حركات بعينها، خاصة تلك التي في سوريا والعراق، فنعتبرها كلها جماعات إرهابية".