قضايا وآراء

جائزة واحدة وثلاثة فائزين!!

1300x600
من منّا لا يعلم بأن منح الدرجات العلمية وأوسمة الشرف وحتى برامج  الجوائز المنتشرة حول العالم بدءاً بنوبل للسلام ومروراً بالأوسكار وانتهاءً بمختلف الجوائز المحلية، هي غربيّة وأمريكية، وتحديداً (صهيونية) أو لها علاقةٍ بها مباشرة أو غير مباشرة، تتحكّم بها أو تؤثر فيها على الأقل، بما فيها جائزة  "أندريه سخاروف"- المخصصة للفكر في روسيا – أو جوائز تُقدمها دول موالية لها، وإن استثنينا دولة الصومال ودولٍ أخرى مشابهة. على أن ما درجت عليه العادة حول أيّة جائزة، أن يكون المرشحين لها على ثلاثة أقسام، الأول: وهو القسم الذي يستوفي شروط المنظمة أو الجهة المانحة، من الصفاء والنقاء وحسن الخلق، بغض النظر عن العمل الذي بموجبه يستطيع تسجيل اسمه على قائمة المرشحين، كأمثال كثيرين ممن تقدّموا لها أو لم يتقدموا من الرؤساء والقادة وأهل العلم والإنجاز وغيرهم. والثاني: وهو القسم الذي يتم استبعاده من الترشح، بسبب مواقفه وآرائه من قضيةٍ ما، أو بتهمة معاداته للسامية، أو غير ذلك من الأمور التي لا تتماشى واشتراطات الجهة أو الدولة الراعية لها، كأمثال كثيرين، عرباً كانوا أو مسلمين -مصريين وعراقيين وسوريين وغيرهم-، بسبب معاداتهم لليهود والصهيونية، أو لهم مواقف ضد السّامية على الأقل. وأما القسم الثالث: وهو الذي يقوم برفض استلام الجائزة أو اللقب المرسل إليه، لِعلّةِ أن الجهة المانحة هي (مُغرضة) تهدف إلى تحقيق مشروعٍ ما، أو هي تابعة لجهة صهيونية أو موالية لها وغير ذلك، كونهم لا يقبلون رشاوى على حساب الكرامة العربية وقضاياها المصيرية.

نيابة عن منظمة الأبحاث التابع لرئاسة قيادات الشرطة الأمريكية(PERF)، وخلال مؤتمر الشرطة (IACP) الذي عُقد خلال اليومين الفائتين في ولاية أورلندو بالولايات المتحدة، تم تكريم ثلاثة من قادة الشرطة الإسرائيلية والأردنية والفلسطينية، بمنحهم جائزة (درع القيادة) في احتفالية خاصة، نتيجة قيامهم (معاً) بأعمال جريئة وبشجاعة نادرة في مجال التعاون المهني والعملي ما بين أجهزة الشرطة الثلاثة، حيث يشكّلون – ترتيباً على أقوال المنظمة- بمساهماتهم، مثالاً رائعاً يحتذي به قومياً وعالمياً دولياً. وبصورة خاصّة، فقد أعرب مدير عام المنظمة "تشاك فوكسلر"، عن إعجابه برؤيا وسعة اطلاع المفتّش العامّ للشرطة الإسرائيلية "يوحنان دانينو"، وكل من المفتّش العام الأردني والمفتّش العام الفلسطيني، وخاصة في أوقات الأزمات، الأمر الذي من شأنه تعزيز العلاقات فيما بين أجهزة الشرطة ومؤسسات الدولة بشكلٍ أعمق. وربما كانت الأعمال المشتركة التي شجعت "فوكسلر" على منحهم الجائزة وبقلبٍ قوي، هي تلك المتعلقة بإدارة المجلس الأهلي لمنع حوادث الطرق، أو نشاطات متعلقة بإرشاد المارّة بأن يلتزموا السير في جهة اليسار في حال عدم وجود رصيف، بسبب أنها أمور تشكّل رابطاً مشتركاً وجوهرياً بين الأجهزة الثلاثة.
 
وبغض النظر عن قيمة الجائزة  المادية أو المعنوية، فإن الشرطة الإسرائيلية وإسرائيل بشكلٍ عام، هي صاحبة الفائدة التامّة، سيما وأن سياستها الخارجية ترى أهمية بالغة بتحسين علاقاتها الخارجية مع دول العالم وبخاصة الولايات المتحدة في الوقت الذي تشهد فيه بعض المنغّصات السياسية، علاوة على مكتسباتها من التعاون مع المنظمات والأجهزة المختلفة في كافة المجالات التي تتعلق بالنشاطات الشرطيّة المختلفة، وخاصةً في شأن تطوير الابحاث والتكنولوجيا، وتطوير مستوى القيادة ومواضيع أخرى مهمّة.

ربما لا يعنينا أمر الجائزة بقدر ما تعنينا مرافقة "دانينو" في نشاطاته واستلامه الجائزة وخاصةً في هذه الظروف العصيبة – سياساً وأمنياً-  فعلاوةً على أن وضع الشرطة الإسرائيلية الداخلي، هو في محل انتقادات جماهيرية لاذعة ومتنامية، بسبب قضايا الفساد والإباحة المتكاثرة والجريمة المتعاظمة، الأمر الذي يصعّب على "دانينو" قيادة الشرطة وممارسة نشاطاته خلال فترة عمله المقررة، فإن ممارسات شرطته (مقززة) ضد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية، وخاصةً في مدينة القدس الحاصلة منذ ما قبل تسلمه الجائزة وإلى هذه الأثناء، حيث نشاهد بوضوح كل ما يجري من عنف ضد المقدسيين المحتجون ضد السياسات الإسرائيلية من أعمال اعتقال وقتل وتخريب، بعدما قررت شرطته تطبيق إجراءات متشددة في مدينة القدس، محاولة منه لقمع الاحتجاجات المقدسية، عقب محاولات الاستيلاء على مقدساتهم وممتلكاتهم أيضاً. وبإعلانه أنه مصمم على إعادة الهدوء بكل الوسائل المتاحة باعتبارها مهمّة (قوميّة). 

الأغرب من ذلك، هو أنه في الوقت الذي نُساهم فيه كفلسطينيين وكعرب بمرافقة "دانينو" ونقبل وبكل سرور الجائزة الأمريكية إلى جانبه، فإن هناك أصواتاً فلسطينية بادرت إلى دعوة الفاتيكان إلى عدم قبول جائزة جامعة بار إيلان الإسرائيلية، التي منحتها للبابا "بينديكتوس16" بسبب أنها من أكثر المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، دعما لسياسة إسرائيل العنصرية، والتي تشجع على سياسة الاحتلال الاستيطانية، وتحض على الكراهية ضد غير اليهود من المسيحيين والمسلمين، ربما هناك فرق.!!!

خانيونس- فلسطين
28 تشرين الأول/ أكتوبر 2014







جائزة واحدة وثلاثة فائزين !!
د. عادل محمد عايش الأسطل
من منّا لا يعلم بأن منح الدرجات العلمية وأوسمة الشرف وحتى برامج  الجوائز المنتشرة حول العالم بدءاً بنوبل للسلام ومروراً بالأوسكار وانتهاءً بمختلف الجوائز المحلية، هي غربيّة وأمريكية، وتحديداً (صهيونية) أو لها علاقةٍ بها مباشرة أو غير مباشرة، تتحكّم بها أو تؤثر فيها على الأقل، بما فيها جائزة  "أندريه سخاروف"- المخصصة للفكر في روسيا – أو جوائز تُقدمها دول موالية لها، وإن استثنينا دولة الصومال ودولٍ أخرى مشابهة. على أن ما درجت عليه العادة حول أيّة جائزة، أن يكون المرشحين لها على ثلاثة أقسام، الأول: وهو القسم الذي يستوفي شروط المنظمة أو الجهة المانحة، من الصفاء والنقاء وحسن الخلق، بغض النظر عن العمل الذي بموجبه يستطيع تسجيل اسمه على قائمة المرشحين، كأمثال كثيرين ممن تقدّموا لها أو لم يتقدموا من الرؤساء والقادة وأهل العلم والإنجاز وغيرهم. والثاني: وهو القسم الذي يتم استبعاده من الترشح، بسبب مواقفه وآرائه من قضيةٍ ما، أو بتهمة معاداته للسامية، أو غير ذلك من الأمور التي لا تتماشى واشتراطات الجهة أو الدولة الراعية لها، كأمثال كثيرين، عرباً كانوا أو مسلمين -مصريين وعراقيين وسوريين وغيرهم-، بسبب معاداتهم لليهود والصهيونية، أو لهم مواقف ضد السّامية على الأقل. وأما القسم الثالث: وهو الذي يقوم برفض استلام الجائزة أو اللقب المرسل إليه، لِعلّةِ أن الجهة المانحة هي (مُغرضة) تهدف إلى تحقيق مشروعٍ ما، أو هي تابعة لجهة صهيونية أو موالية لها وغير ذلك، كونهم لا يقبلون رشاوى على حساب الكرامة العربية وقضاياها المصيرية.
نيابة عن منظمة الأبحاث التابع لرئاسة قيادات الشرطة الأمريكية(PERF)، وخلال مؤتمر الشرطة (IACP) الذي عُقد خلال اليومين الفائتين في ولاية أورلندو بالولايات المتحدة، تم تكريم ثلاثة من قادة الشرطة الإسرائيلية والأردنية والفلسطينية، بمنحهم جائزة (درع القيادة) في احتفالية خاصة، نتيجة قيامهم (معاً) بأعمال جريئة وبشجاعة نادرة في مجال التعاون المهني والعملي ما بين أجهزة الشرطة الثلاثة، حيث يشكّلون – ترتيباً على أقوال المنظمة- بمساهماتهم، مثالاً رائعاً يحتذي به قومياً وعالمياً دولياً. وبصورة خاصّة، فقد أعرب مدير عام المنظمة "تشاك فوكسلر"، عن إعجابه برؤيا وسعة اطلاع المفتّش العامّ للشرطة الإسرائيلية "يوحنان دانينو"، وكل من المفتّش العام الأردني والمفتّش العام الفلسطيني، وخاصة في أوقات الأزمات، الأمر الذي من شأنه تعزيز العلاقات فيما بين أجهزة الشرطة ومؤسسات الدولة بشكلٍ أعمق. وربما كانت الأعمال المشتركة التي شجعت "فوكسلر" على منحهم الجائزة وبقلبٍ قوي، هي تلك المتعلقة بإدارة المجلس الأهلي لمنع حوادث الطرق، أو نشاطات متعلقة بإرشاد المارّة بأن يلتزموا السير في جهة اليسار في حال عدم وجود رصيف، بسبب أنها أمور تشكّل رابطاً مشتركاً وجوهرياً بين الأجهزة الثلاثة. 
وبغض النظر عن قيمة الجائزة  المادية أو المعنوية، فإن الشرطة الإسرائيلية وإسرائيل بشكلٍ عام، هي صاحبة الفائدة التامّة، سيما وأن سياستها الخارجية ترى أهمية بالغة بتحسين علاقاتها الخارجية مع دول العالم وبخاصة الولايات المتحدة في الوقت الذي تشهد فيه بعض المنغّصات السياسية، علاوة على مكتسباتها من التعاون مع المنظمات والأجهزة المختلفة في كافة المجالات التي تتعلق بالنشاطات الشرطيّة المختلفة، وخاصةً في شأن تطوير الابحاث والتكنولوجيا، وتطوير مستوى القيادة ومواضيع أخرى مهمّة.
ربما لا يعنينا أمر الجائزة بقدر ما تعنينا مرافقة "دانينو" في نشاطاته واستلامه الجائزة وخاصةً في هذه الظروف العصيبة – سياساً وأمنياً-  فعلاوةً على أن وضع الشرطة الإسرائيلية الداخلي، هو في محل انتقادات جماهيرية لاذعة ومتنامية، بسبب قضايا الفساد والإباحة المتكاثرة والجريمة المتعاظمة، الأمر الذي يصعّب على "دانينو" قيادة الشرطة وممارسة نشاطاته خلال فترة عمله المقررة، فإن ممارسات شرطته (مقززة) ضد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية، وخاصةً في مدينة القدس الحاصلة منذ ما قبل تسلمه الجائزة وإلى هذه الأثناء، حيث نشاهد بوضوح كل ما يجري من عنف ضد المقدسيين المحتجون ضد السياسات الإسرائيلية من أعمال اعتقال وقتل وتخريب، بعدما قررت شرطته تطبيق إجراءات متشددة في مدينة القدس، محاولة منه لقمع الاحتجاجات المقدسية، عقب محاولات الاستيلاء على مقدساتهم وممتلكاتهم أيضاً. وبإعلانه أنه مصمم على إعادة الهدوء بكل الوسائل المتاحة باعتبارها مهمّة (قوميّة). 
الأغرب من ذلك، هو أنه في الوقت الذي نُساهم فيه كفلسطينيين وكعرب بمرافقة "دانينو" ونقبل وبكل سرور الجائزة الأمريكية إلى جانبه، فإن هناك أصواتاً فلسطينية بادرت إلى دعوة الفاتيكان إلى عدم قبول جائزة جامعة بار إيلان الإسرائيلية، التي منحتها للبابا "بينديكتوس16" بسبب أنها من أكثر المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، دعما لسياسة إسرائيل العنصرية، والتي تشجع على سياسة الاحتلال الاستيطانية، وتحض على الكراهية ضد غير اليهود من المسيحيين والمسلمين، ربما هناك فرق.!!!
خانيونس/فلسطين
28/10/2014