أكد العقيد عبد الجبار العكيدي القيادي في الجيش الحر والمسؤول عن عملية دعم كوباني عبر الهاتف لفرانس برس، أن مئتي مقاتل من الجيش السوري الحر دخلوا صباح اليوم إلى كوباني بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة، وأن قوات حماية الشعب الكردي في المدينة استقبلتهم بالكثير من الترحاب.
وكانت مصادر كردية تحدثت عن وصول خمسين مقاتلا، لكن العكيدي ذكر أن العدد هو مئتان وأنهم مستعدون لإرسال المزيد إذا اقتضت الحاجة.
وكانت قد وصلت صباح الأربعاء طلائع قوات البشمركة الكردية قادمة من قاعدتها العسكرية في شمال العراق إلى الحدود التركية السورية، تمهيدا للعبور إلى مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا التي تتعرض منذ أكثر من شهر لهجوم من تنظيم الدولة.
ودخل مقاتلون من الجيش السوري الحر المعارض للنظام السوري ليل الثلاثاء الأربعاء إلى سوريا من تركيا للمساعدة على الدفاع عن مدينة عين العرب (كوباني) في وجه تنظيم الدولة، كما صرح مسؤول تركي محلي.
وقال مسؤول تركي محلي طالبا عدم كشف هويته إن حوالى 150 مقاتلا من الجيش السوري الحر عبروا الحدود ليلا إلى مركز مرشد بينار الحدودي. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان هذه المعلومات لكنه أشار إلى أن العدد هو خمسين مقاتلا فقط.
من جهتها قالت وكالة أنباء فرات الموالية للأكراد إن المقاتلين عبروا الحدود على متن ثماني آليات.
وحتى صباح الأربعاء لم يصدر أي تأكيد رسمي لهذه المعلومات ولا تفاصيل عن المكان الذي وصل إليه مقاتلو الجيش الحر.
وفي الوقت نفسه، ما زال مقاتلون من البشمركة قدموا من العراق بموافقة أنقرة ينتظرون صباح الأربعاء في الأراضي التركية نقلهم للمشاركة في المعارك في عين العرب.
وأوضح المسؤول المحلي التركي أن كتيبة أولى من البيشمركة موجودة صباح الأربعاء في مكان سري في مدينة سوروتش جنوب تركيا بالقرب من الحدود.
وذكر مراسل لوكالة فرانس برس أن كتيبة أولى من البيشمركة مزودة بأسلحة ثقيلة عبرت من العراق إلى تركيا صباح الأربعاء من مركز الخابور الحدودي.
وأوضح المسؤول التركي أن الكتيبة الأولى التي وصلت جوا "تنتظر الكتيبة التي ستصل برا وستعبران الحدود معا نظرا للوضع القائم".
وشوهدت قرابة 40 شاحنة وآلية عسكرية بعضها مزودة برشاشات ثقيلة، وعلى متنها عناصر من البيشمركة بملابس كردية تقليدية، تغادر القاعدة الواقعة شمال شرق أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
وأكد ضابطان من البيشمركة أن القوات التي غادرت قاعدتها العسكرية شمال شرق مدينة أربيل، ستتجه برا إلى الأراضي التركية.
وقال أحد هذين الضابطين إن "40 مركبة تحمل رشاشات وأسلحة ومدافع، مع 80 من قوات البيشمركة، ستتجه برا إلى دهوك (المحافظة الحدودية مع تركيا من شمال العراق)، وستعبر اليوم إلى داخل الأراضي التركية، على أن ينتقل 72 آخرون عن طريق الجو في وقت مبكر من فجر الأربعاء".
وقال مراسل لفرانس برس إن المقاتلين الذين عبروا مركز الخابور لقوا استقبالا حارا من قبل الأكراد الأتراك الذين رفعوا الأعلام الكردية.
يذكر أن العقيد عبد الجبار العكيدي، كان قد استقال من الجيش الحر، وتقول بعض المصادر المقربة من الجيش الحر في تركيا إنه عاد الى الجيش الحر فيما يعرف بـ"الصحوات " وأصبح قائدا لهذه الصحوات في منطقة حلب وشمالها، وفي نفس الوقت فإن سبب عودته تعود إلى ثأر بينه وبين تنظيم البغدادي الذي احتل مناطق عائلته في دير الزور وشرد عشيرته، وهي عشيرة الشعيطات التي ينحدر منها. وهذا هو السبب الذي جعله يقاتل تنظيم الدولة، وفق ما قال هؤلاء.
ويقول المراقبون إن هذه القوة المشكلة من الفصائل المذكورة هي قوة ممولة من بعض الدول العربية وهي قوة صحوات أعلنت عداءها وحربها على التنظيم وخاضت معه معارك شرسة في إدلب وحلب قبل أن يقوم التنظيم بطردها من أغلب المناطق التي كانت تسيطر عليها.