أفادت تقارير بمقتل 30 شخصا في اشتباكات بين مسلحين حوثيين وآخرين قبليين مدعومين من جماعة "أنصار الشريعة" المسلحة التابعة لتنظيم
القاعدة، في مدينة رداع ومنطقة المنافح ومحافظة البيضاء.
وقال مسؤولون إن تبادل إطلاق النار بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين استمر حتى فجر الثلاثاء، مخلفا قتلى مدنيين ودمارا في الممتلكات.
وأدى القصف العشوائي إلى فرار عشرات العائلات من مناطقها.
وقال رجال قبائل في
اليمن، إن ضربات نفذتها
طائرات أمريكية بلا طيار، تسببت في مقتل عشرة على الأقل، يشتبه في أنهم من تنظيم القاعدة وسط البلاد الثلاثاء، وأدت اشتباكات أخرى بين "أنصار الشريعة" ومتمردين حوثيين شيعة إلى مقتل عشرة أشخاص أيضا.
وتدور معارك في وسط وغرب اليمن منذ أن سيطر
الحوثيون على العاصمة صنعاء يوم 21 أيلول/ سبتمبر، ما جعلهم قوة سياسية صاعدة في الدولة المتحالفة مع الولايات المتحدة المجاورة للسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وقال أحد شيوخ عشيرة آل الذهب المعروفة بمناصرة القاعدة في مدينة رداع لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن عناصر القاعدة وبمساندة من رجال القبائل دكوا جميع نقاط تمركز الحوثيين، مؤكدا أنهم لن يسمحوا للحوثيين بالبقاء داخل المدينة.
وأضاف: "هذا شيء بسيط مقارنة بما سُيوجه للحوثيين خلال الأيام القادمة".
وقال رجال القبائل، إن الطائرات الأمريكية بلا طيار استهدفت مواقع يسيطر عليها مقاتلو "أنصار الشريعة" في بلدة رداع في محافظة البيضاء.
وذكروا أن عشرة على الأقل يعتقد بأنهم مقاتلون من "أنصار الشريعة" قتلوا في الضربات، وهو أكبر عدد من القتلى توقعه ضربات جوية أمريكية، منذ أن تقدم الحوثيون في المنطقة في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر.
ويتصدى مقاتلو "أنصار الشريعة" ورجال قبائل سنية محلية لتقدم المقاتلين الحوثيين. وقتل عشرات منذ 21 أيلول/ سبتمبر.
وتقر الولايات المتحدة باستخدام طائرات بلا طيار في اليمن، لكنها لا تعلق علنا على العمليات. وتنظيم القاعدة في اليمن الذي يعرف باسم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والجماعات التابعة له، هو الأكثر نشاطا في البلاد.
زعيم الحوثيين يحمّل الرئيس اليمني مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية
من جهته، حمل عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله (الحوثي)، الثلاثاء، الرئيس اليمني عبد ربه منصور
هادي والحكومة مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية في البلاد.
وفي خطاب بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، خلال فعالية ذكرى "استشهاد" الإمام الحسين بن علي حفيد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، قال الحوثي: "أنادي الرئيس (اليمني) والأجهزة الأمنية أن اتقوا الله في شعبكم ثم احذروا لأن شعبنا لا يمكن أن يسكت"، مهددا بأن "الشعب يمكن أن يتحرك ليغير كل هذه المعادلات".
وأضاف زعيم الحوثيين: "خاطبنا الرئيس والأجهزة الأمنية والحكومة بشكل عام، ودعوناها لتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن الشعب".
والتحدي الأمني هو أحد أبرز التحديات التي تواجه اليمن، حيث شهد أعمال عنف وتفجيرات وعمليات اغتيالات بشكل شبه يومي، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الجيش والأمن وسياسيين ورجال قبائل، إضافة إلى مواطنين ونشطاء تم استهدافهم من عناصر محسوبين على تنظيم القاعدة ومسلحين مجهولين.
وأشار زعيم جماعة "أنصار الله" إلى أن "المشكلة ليست في ضعف الجيش، فهو جيش قوي ومتمكن، ولكن ليس هناك أي إرادة سياسة"، لافتا إلى أن "الدكتور عبد الملك المتوكل كان ضحية لهذا التقصير المتعمد ومن الرئيس نفسه الذي رفض أن يتخذ قرارا بالحرب على تلك القوى الإجرامية بالرغم مما تعمل".
وقُتل السياسي اليمني البارز "المتوكل" المقرب من جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، الأحد الماضي، على يد مسلحين مجهولين في العاصمة صنعاء، وهو ما لاقى إدانات محلية من قبل مختلف الأطراف اليمنية، إضافة إلى استنكار دولي واسع.
وشغل "المتوكل" منصب النائب السابق لأمين عام حزب اتحاد القوى الشعبية، أحد أحزاب تحالف اللقاء المشترك في اليمن، والمقرب من جماعة "أنصار الله".
وحول الأنباء التي تحدثت عن احتمال فرض عقوبات على قيادات في جماعة الحوثي، قال زعيم الجماعة: "لا يخيفنا مجلس الأمن ولا الدول العشر (الراعية للمبادرة الخليجية)"، مضيفا: "إننا نحمل ثقافة وعزيمة، هيهات منا الذلة".
ومنذ 21 أيلول/ سبتمبر الماضي، تسيطر جماعة "أنصار الله" (الحوثي) المحسوبة على المذهب الشيعي بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.
ورغم توقيع جماعة الحوثي اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس اليمني، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة.
هادي تحت الحصار.. والحوثيون يعزلونه بالتدريج
وفي سياق متصل، قالت مصادر صحفية إن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يعيش أوضاعا صعبة بسبب بسط جماعة "أنصار الله"- الحوثي، سيطرتهم على العاصمة صنعاء وإحلال أنفسهم بدلا من الأجهزة الحكومية الرسمية خاصة في الأمن والقضاء وزيادة تدخلهم في عمل الوزارات والمكاتب الحكومية وفرض أنفسهم كرقيب على العمل اليومي.
وأوضحت صحيفة الشارع اليمنية المستقلة "أن الحوثيين يمارسون أساليب لا يمكن فهمها إلا بأنها إصرار على إذلال الرئيس، ومنها منع مسلحي الحوثيين لضباط حماية الرئاسة في الأسبوع الماضي من إرسال شحنة أسلحة تضم قذائف "آر بي جي" ورشاشات وكميات كبيرة من الأسلحة الفردية من قاعدة الديلمي الجوية إلى عدن. وقد وصل ضباط حماية الرئاسة إلى مطار صنعاء ومعهم الأسلحة لشحنها إلى عدن ولكن عناصر "أنصار الله" المتواجدين في المطار منذ دخولهم العاصمة في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي رفضوا ذلك وأجبروهم على العودة إلى القاعدة".
وقالت الصحيفة فى ختام تقريرها: "ما الذي بقي في العاصمة صنعاء؟ رئيس ضعيف عاجز وميليشيات مسلحة شهيتها مفتوحة لأكل ما تبقى من الدولة الهشة ورئيس سابق متوثب خوفا وقلقا من مرحلة ما بعد هادي، وهو يحتفظ بعد ثلاث سنوات من خروجه من السلطة بأوراق اللعبة وتمكن من هزيمة خصومه الذين وقفوا ضده في الثورة وأخرجهم من البلاد، وجيش منهار منقسم، وسكان نكبوا برئيس عاجز جعلهم يعيشون مرارة انهيار دولتهم، وهم يرون الميليشيات المسلحة تتغول على حساب الدولة وتجبر الأجهزة الحكومية على أتاوات بدعوى حمايتها وتقوم بعمليات تفتيش مهينة لضباط وجنود المنشآت العسكرية والأمنية".
وتوقعت الصحيفة ألا تنتهي عمليات إذلال الرئيس - بحسب تعبيرها - وأن يتجرع الكثير منها في المرحلة القادمة.