بمجرد الإعلان والدعوة لـ" انتفاضة الشباب المسلم" التي تدعو للقيام بثورة إسلامية خالصة تفجرت حالة من الجدل والخلافات حول أهداف وشعارات الحملة التي تطلقها الجبهة السلفية ونشطاء إسلاميون في
28 نوفمبر المقبل.
وسرعان ما شنت وسائل الإعلام التابعة للنظام
المصري هجوماً حاداً على "انتفاضة الشباب المسلم" والرموز الإسلامية التي دعت لها، زاعمين أنها دعوة للعنف والإرهاب.
وبعيداً عن مواقف القوى المدنية التي ترفض "الثورة الإسلامية" من حيث المبدأ، لم تعلن القوى الإسلامية بشكل رسمي موقفها من هذه الانتفاضة.
وقال مصدر مطلع لـ"عربي 21" إن هناك انقساماً لدى جماعة
الإخوان المسلمين بشأنها، ففي الوقت الذي ترفض فيه قياداتها المشاركة في فعإلىاتها أعرب بعض شباب الجماعة تضامنهم وتأييدهم لها، مؤكداً مشاركة أحزاب الأصالة والإصلاح والفضيلة والحزب الإسلامي.
كما كشف المصدر – الذي رفض ذكر اسمه- عن أن الجماعة الإسلامية وحزب الوسط أقرب إلى موقف جماعة الإخوان، بينما حزب الوطن السلفي –الذي يترأسه الدكتور عماد عبد الغفور مساعد رئيس الجمهورية في عهد الدكتور محمد مرسي- هو أصلاً خارج هذه المعادلة، وكذلك حزب النور السلفي، وبالتإلى فهما لن يشاركا في الانتفاضة بأي شكل من الأشكال، مؤكداً أن تحالف دعم الشرعية قد ينص على مشروعية مطلب الانتفاضة ويعرب عن تقديره لها دون أن يتبناها أو يشارك فيها.
من جهته، أعلن إسلام الغمري، القيادي بالتحالف وعضو الهيئة العلىا لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، رفضه لحملة "انتفاضة الشباب المسلم"، مؤكداً أنها تضر التيار الإسلامي.
وقال في تصريح لـ"عربي 21" إنني "أرى أن عملية التقسيم خطوة تراجعية لا تصب في مصلحة الثورة، وأن التوحد على الأهداف والمبادئ العامة يكفي للعمل المشترك بين الجميع، وأن الهدي النبوي بعد الهجرة وكتابة وثيقة المدينة يؤكد ذلك، ومن الناحية السياسية هذا مضر ويسمح للقوي المناهضة للتيار الإسلامي بعزلة وتوجيه السهام له، وهذا ما تطمح إلىه عصابة الانقلاب".
وأضاف "الغمري" :" جعل المعركة (إسلاميين وعسكر) أو (إخوان وعسكر) خطر على الثورة، وأحسب أن الحركة الإسلامية تدرك صعوبة المرحلة وطبيعة التحديات في الواقع المصري والمنطقة والعالم، فالسعي لإيجاد مظلة جامعة تجمع الأطراف الثورية والوطنية المتعددة من أجل إزاحة خطر الحكم
العسكري الذي يهدد المجتمع كله بالموت الحقيقي هو واجب الوقت وحكم الضرورة".
بينما أكد الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية والجبهة السلفية، أن الإقبال على المشاركة في الانتفاضة -بفضل الله- منقطع النظير، فقد وجد عموم شباب التيار الإسلامي بل وعموم شباب مصر المسلم غير المؤطر أخيرا ضالتهم المنشودة في خيار ثوري يمثلهم، وهو قطاع شرائحهم التي رفضت كل خيارات القوى التقليدية بعد الثورة، والتي استوعبت الدرس وفقهت المسألة مبكرا، وهتفت ضد حكم العسكر، ولم تخالف مبادئها، ووقفت مع شعبها في كل المواقف، وعارضت جماعة الإخوان في سياساتهم، لكنها استشهدت في "رابعة" وغيرها معهم.
وأكد- في تصريح خاص لـ"عربي 21"– أن هذه الانتفاضة هي من أجل الهوية، وبالتإلى ليست كما يزعم البعض لا تهتم بهموم الناس، وإنما الهوية الإسلامية والشريعة الربانية هي أمان الخائفين وملاذ المستضعفين وأمل المهمشين وطعام الجائعين، مؤكداً أن انتفاضة الشباب المسلم لا تنفي الآخر من العلمانيين والليبرإلىين والاشتراكيين، فنحن نعدهم مسلمين، وهم يعدون أنفسهم كذلك، فلم يفارقون إذاً انتفاضة الشباب المسلم؟ فكل من يجد في نفسه هذه الصفة فهو معني بالانتفاضة.
وتابع "سعيد" :" الهوية والانتفاضة المسلمة لا تثير الغرب، وإنما تجبره على احترام أمتنا وثورتنا، وهم مستفزون ضدها أصلاً ودبروا الانقلاب علىها، وقبلوا بذبح من يتبنونها. كما أن انتفاضة الشباب المسلم لا تنفي حركة الثورة ولا تحالف دعم الشرعية، لأنها تتعامل مع أصل المنطلقات التي يتبناها آخرون وتقوم بفعإلىات موازية لا بديلة".
وحول رفض البعض لها، قال:" ليرفض من يشاء ويقبل من يشاء بها، فلكل حقه في التعبير عن رأيه، ولا يعني التجميع التنازل عن خياراتنا، فلم نجبر أحدا على ترك خياراته، ونحن نرى أنه لا شيء يجمع قلوب الناس مثل العودة إلى أصل دينهم عقيدة وشريعة، بل نرى أن عدم وضوح الهوية منذ البداية في 25 كانون ثاني/ يناير هو الذي أفشل الثورة والدولة معا، فالدولة الفاشلة والثورة الفاشلة هي تلك التي لا هوية لها، وإنما بدأ إقصاء التيار العسكري العلماني لنا بعد الثورة مباشرة لعدم رفعنا شعار الشريعة وراية الهوية وتقديمها على التوافق المزعوم، فلا كان التوافق وضاعت الهوية والثورة جميعا".
واستطرد:" الانتفاضة تفيد التيار الإسلامي بل الوطن كله ولا تضره، ومن تتبع ما حدث بعد الثورة يعرف أن تلون البعض والتواري بهويته تارة وإظهارها تارة، بحسب ما يظنه مرونة سياسية، هو ما أسقط - أو يكاد- التيار الإسلامي أخلاقيا، كما إنني أتساءل:- من الذي تنازل عن هويته أو فكرته أو أيديولوجيته أو عقيدته من أجلنا، فلماذا نحن دائما مطالبون بالتنازل عن هويتنا أو إخفائها ".
وحول رؤيته لمستقبل انتفاضة الشباب المسلم، اختتم "سعيد" :"مستقبلها ونتائجها كل خير، فهي تقود ثورة إسلامية اللحم والدم بكل أخلاقية الإسلام العظيم لتنفي دعاة الذل والانبطاح للباطل من أتباع أولياء الأمور الفسدة وتثبت ثورة الإسلام على الظلم والظالمين وانحيازه للأحرار والمستضعفين، والانتفاضة طليعة تغيير شامل وحقيقي وإطاحة بالفسدة إن شاء الله، ومن تأمل هذه الحملة المذعورة على الانتفاضة، وهي لم تبدأ بعد، يعرف قيمتها".
ويسعي القائمون على الحملة - التي تعتمد على الشباب المسلم- للوصول إلى ثورة إسلامية خالصة، نقية تنفي ما وصفوه بخبث العلمانية، ومن المنتظر أن يقوموا بتنظيم عدّة فعاليات ميدانية يرفعون فيها راية الشريعة وفقط الأيام القادمة، كما سيقومون بالتوازي مع الفعاليات بعمل توعوي في الشارع وعلى شبكة الإنترنت، بحيث يظهر للجميع أن الإسلام بريء من دعوات الخنوع والذل للطواغيت والسلطات المتجبرة.
الدكتور أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، أكد أن التيار الإسلامي مثله مثل أي مكون من مكونات الشعب المصري لا يصادر حقه في التعبير، بل ورفض ما جرى والسعي لتغيير الوضع الحالي، مضيفاً :" فكما أنه من حق أي فصيل أن ينظم الفعاليات التي يراها في إطار السلمية، وبالتالي فالإسلاميون لا يستطيع أحد أن يصادر عنهم هذا الحق، التيار الإسلامي تيار عريض قد تشارك كل فصائله في هذا الحراك، وقد يشارك بعضها وفقاً لرؤيته السياسية".
وحول قول البعض بأن هذا الأمر يضر بالتيار الإسلامي، قال – في تصريح لـ"عربي 21"- :" أتمنى على من يقولون ذلك أن يمارسوا ابتداء فعلٍ على الأرض رافض، بل ومقاوم للوضع الفاسد القائم، فالتيار الإسلامي ملام عندهم في كل وضع إن صمت وإن تكلم, إن فاوض وإن قاوم، إلا أننا كإخوان مسلمين نمد أيدينا للجميع على أرضية واحدة، وهى مبادئ ثورة 25 يناير واحترام الإرادة الشعبية والقصاص للشهداء".
وذكر الدكتور عطية عدلان، رئيس حزب الإصلاح والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، :"أرى أنّ هذه الانتفاضة سوف تُحارب كثيراً ومن داخل التيار الإسلاميّ، ولكنها سوف تنجح في إثبات وجودها إن شاء الله، وأعتقد أنّه من الحكمة أن نجعلها تأخذ فرصتها، فإنّ عصب الثورة من التيار الإسلاميّ والشعب المصريّ هويته إسلامية ويستهويه الخطاب الإسلاميّ وينسجم مع تكوينه، والذين يعترضون عليه من العلمانيين وغيرهم غير مؤثرين".
وأضاف- في تصريح خاص - :"ليست المشكلة في كون الخطاب إسلامياً، ولكن المشكلة أن يكون الخطاب الإسلاميّ غير رشيد، كأن يكون خطاباً إقصائياً، بينما الخطاب الإسلاميّ في حقيقته ليس إقصائياً، ومن شاء أن يتأكد من ذلك فليطلع على أرقى خطاب سياسي وهو صحيفة المدينة التي كانت تمثل إعلاناً دستورياً مؤقتاً لدولة إسلامية يعيش تحت مظلتها رعايا من المسلمين وغير المسلمين".
وأردف "عدلان" :"من تأمل تاريخ الثورات العربية وجد أنّ أكبر عامل لنجاحها هو العامل الإسلاميّ، ولذلك نجحت ثورة الشعب ضد الاحتلال الفرنسيّ في دحره خلال ثلاث سنين، ونجحت ثورة 1919 في زلزلة المستعمر الإنجليزي عندما كانت تخرج من الأزهر قبل عودة سعد زغلول ليقول قولته (الدين لله والوطن للجميع) - وهي من الحق الذي أريد به باطل - لتدخل الثورة في مفاوضات ووفود وموائد مستديرة أدت إلى تأخير الجلاء إلى أن رتب الاستعمار أوراقه ليخرج وقد خلف وراءه من يحقق له أهدافه دون خسائر".
ووجه الدكتور سعد فياض، القيادي بالتحالف والجبهة السلفية، رسالة للرافضين والمتحفظين على المشاركة في الانتفاضة، قائلا:" أقول لكل صادق غيور كفى تحفظاً وشارك من الداخل برأيك وعملك وجهدك، فهناك تجريف كامل للهوية الإسلامية، ولا يجوز أن نسمح بهذا، أقول لكل متحفظ راجع كتابات المفكر المسيحي الفذ الدكتور رفيق حبيب، وهو يقول إن الحراك الثوري يحتاج لهويته الإسلامية، وإن الهوية الإسلامية للثورة في صالحها وأقول لهم إننا فوجئنا ببركة وإقبال شعبي في الشارع فاق تصوراتنا وأرعب العلمانيين".
وذكر – في تصريح لـ"عربي 21" -:" واجب القوى الإسلامية أن يقوموا بالدور الذي ينتظره منهم شعبهم وأهلهم ولو كان فيه ضررهم الشخصي، وأقول لهم ألم يزعجكم إغلاق المساجد وتجرؤ الصهاينة على إغلاق الأقصى؟ ونقول لهم: انتفاضة الشباب المسلم ليست إقصاء لأحد، وإنما الإقصاء هو للإصرار عند البعض على التزام الخريطة الأمريكية على حساب مصالح الوطن والأمة".
وأوضح أن الانقلاب العسكري له أبعاد ترسم خريطته الفكرية والسياسية، وهو في أحد هذه الأبعاد انقلاب علماني ضد الموروث الحضاري والأخلاقي والتشريع الإسلامي، ويمكن أن تقول إن هذا البعد هو البعد الكلي الفكري الذي ينتظم تحته البعد السياسي القائم على سيادة العسكر والعالمي الداعم للوبي الصهيوصليبي.
وأضاف:" البعد العلماني للانقلاب يظهر في تصريحات السيسي الصريحة عن تسخير طاقات الدولة لمحاربة الإسلام السياسي، وتصريحه المعادي لمفهوم الخلافة في الأمم المتحدة، مع الإجراءات المتتالية من تأميم المساجد وإغلاق بعضها ونشر ثقافة الرقص وتغيير المناهج والحرب على ملصقات الصلاة على الرسول، والإباحية في مسلسلات رمضان وغير ذلك، مما يستوجب علينا الوقوف ضده كما نقف ضد المشروع السياسي للانقلاب".
وشدّد "فياض" على أن فعاليات 28/ 11 نجحت قبل أن تبدأ، فلقد تكفل إعلام السيسي بالتأكيد على أن المعركة بالفعل ضد الهوية وضد الشريعة وضد الإسلام، وأن أكثر ما يخشاه أن ينفضح البعد العلماني للأنظمة الحالية، مشيراً إلى أن هذه الانتفاضة ليست تابعة للتحالف، فهي ليست دعماً له أو خروجاً عليه، ولكنها راية أوسع ومعركة هي الأصل الذي يريدونه.
وتابع :" هذه الانتفاضة لن ترفع صور الرئيس مرسي ولكنها سترفع المصاحف، وهي كذلك لن تهاجمه ولن تهاجم الإخوان لأنهم إخواننا، وسترفع المصحف والشريعة والهوية ضد غلق المساجد وإفساد الأخلاق وإقصاء الشريعة، أما سدنة الشريعة الذين هم وسدنة السلفية البرهاميون- في إشارة لياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية- سواء، فأقول لهم اعملوا شيئاً مفيداً خير لكم من اللمز والطعن والتثبيط والتخذيل".
واستطرد:" يقولون سنرفع السلاح، وأقول نعم سنرفع المصاحف - فهي سلاح الحق في وجه الباطل - بعد أن قتلوا حملتها ومنعوها من المساجد وحاصروا مساجدها، فالواجب لتصحيح المسار أن تجتمع مكونات المجتمع وأطيافه حول الهوية الإسلامية التي توحد الصف الداخلي بحضارته المستقلة عن الهيمنة الخارجية، مضيفاً :"الجميع يقول أن إسقاط حكم العسكر لن ينهض بالبلد بسبب الانهيار الأخلاقي والقيمي في المجتمع، وهذا لا حل له إلا بالعودة للشريعة الإسلامية".
وأردف:" هناك خلط كبير عند البعض بين مقصد رفع الراية وجمع الأمة ورسم المعركة خالصة ضد التجريف الكامل للهوية والتشويه الممنهج للشريعة، وبين التغيير الكامل وإقامة الخلافة، والحراك القادم ينبغي أن يكون سلمياً حتى تتحقق مقاصده، ورافعا للمصحف؛ لأن مقصده رفع راية الشريعة وجمع الأمة ضد تجريف الهوية، والربط الدائم المستمر بين الشريعة والجهاد خطة أمريكية مخابراتية لتحييز الإسلاميين عن عموم الأمة وتبرير سحقهم واختزال الشريعة والجهاد بشكل مخل، بينما لا يزال عموم الناس تريد الالتفاف حول راية الإسلام".
بدوره، قال مصطفي البدري، عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية، :" لابد أن نؤكد أولاً على مشروعية حملة انتفاضة الشباب المسلم المطالبة بالحفاظ على الهوية الإسلامية لمصر، خاصة وقد أعلن "السيسي" مراراً وتكراراً على أنه عدو لما أسماه (الإسلام السياسي) - في إشارة واضحة منه إلى انحيازه لمطالب أعداء وخصوم الشريعة الإسلامية- فضلا عن محاصرته لأهل فلسطين بما يعين الصهاينة على استكمال مشروعهم لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى، في تحد صارخ وفاضح لمشاعر وعواطف المسلمين تجاه مقدساتهم".
وأضاف- في تصريح لـ"عربي 21"- :" أذكر جميع المعترضين على شعارات الانتفاضة بأن شباب هذه الحملة كانوا دائما وأبدا يقفون في صف المظلومين والمعتدى عليهم حتى لو كانوا غير مسلمين أو يحملون أفكاراً غير إسلامية، فقد أدانوا اعتداء
الجيش على النصارى في أحداث ماسبيرو، واستنكروا فض مظاهرة بالقوة لحركة 6 إبريل عند العباسية، وشاركوا مع شباب ألتراس أهلاوي احتجاجاتهم بعد مجزرة استاد بورسعيد، وكانوا في محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية وغيرها من الأحداث الشهيرة، كل ذلك استجابة لما تأمرهم به شريعتهم من وجوب نصرة المظلوم والوقوف جانب أصحاب الحق".
وتابع "البدري" :" أهم أسباب هذه الانتفاضة هو امتناع الكثيرين من الشباب المسلم عن المشاركة في الفعاليات المستمرة، بسبب غياب الشعارات المتعلقة بهوية مصر وحضارتها الإسلامية ، بل قال بعضهم "المشاركة في مظاهرات تعرضنا للموت لابد أن تكون تحت راية إسلامية حتى نموت ونحن مطمئنين لرضا الله عنا" وحق لهم ذلك، علماً بأن الانتفاضة تطالب كذلك بعودة الدكتور محمد مرسي للحكم، ونحن نعتقد أنه رئيس مسلم حريص على إقامة الدين والشريعة، وكان ذلك من أهم أسباب انقلاب السيسي عليه".
وتابع:" عامة هؤلاء الشباب قد عرفوا شعار "الإسلام هو الحل" من خلال شعارات جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى الهتاف المشهور "والموت في سبيل الله أسمى أمانينا" فمهما انقسم أعضاء الجماعة في آرائهم حول الانتفاضة، فنحن نذكرهم بأعظم شعاراتهم وأشهر هتافاتهم حتى نؤكد لهم أن المنطلقات واحدة، ومهما ظهر أي تباطؤ من القيادات تجاه دعم الانتفاضة فإن شباب الإخوان لهم موقفهم الواضح دعماً وتأييدا ومشاركة في الانتفاضة"، مؤكداً أن موقف "الإخوان" من الانتفاضة منقسم، فقيادات الجماعة رافضة بينما شبابها متحمس للفكرة.
وتوقع "البدري" أن تثمر هذه الحملة (التي بدأت بتدشين هشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي) انتفاضة حقيقية من الشباب المسلم -بل- وغير المسلم من الباحثين عن الحرية والعدالة الحقيقية التي يجدونها وينعمون بها في ظل الشريعة الربانية، ومصداق ذلك قوله تعالى {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وأتنمى ألا ينحصر الحراك المتعلق بالانتفاضة في كيان الجبهة السلفية، بل ينبغي أن يعمل الجميع في إطار الهدف الموحد وإن اختلفت الآليات والوسائل، علما بأن نصرة الشريعة ليست حكراً لأي فصيل بل هو للمسلمين عامة".
وأختتم "البدري" برسالة إلى الإعلام الكذاب الذي سارع بمحاولة تشويه الحملة بالافتراءات والمزاعم الباطلة {وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون * وانتظروا إنا منتظرون}".
فيما وصف الدكتور كمال حبيب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، دعوات انتفاضة الشباب المسلم بالدعوات الطفولية، مضيفاً بأن الداعيين لهذه الانتفاضة تيارات ضيقة ولديهم نزاعات تطرف وقدر من الغلو.
وتساءل :"كيف سيحكم هؤلاء الشريعة الإسلامية؟ هل سوف يستولون على السلطة وهل لهم مشروع لمصر وكيف سيعاملون المصريين الأقباط ونظام الدولة؟"، مؤكداً أن الجماعات التي تتحدث دائما عن الهوية فهذه الجماعات تمزق الأمة.
وزعم أن أصحاب دعوات انتفاضة الشباب المسلم هم أقرب إلى الفكر الداعشي ويتسببون في خلق جدل بين أبناء الشعب وتقسيم الأمة، لأن مشكلة مصر اقتصادية اجتماعية وليست مشكلة هوية.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور شعبان عبد العليم، الأمين العام المساعد لحزب النور السلفي، أن دعوة الجبهة السلفية لن يكون لها وقع كبير على حركة الشارع، فالجبهة تفتقد القدرة على الحشد وتأثيرها في وسط الحركة الإسلامية يبدو ضعيفًا، وبالتالي ستكون دعوتها مجرد "شو إعلامي".
وقال إن "الترتيبات الأمنية ويقظة مؤسسات الدولة قادرة على تفريغ أي تحرك في الشارع من مضمونه وإضعافه، ويجب أن تتعامل الدولة مع مثل هذه التجمعات بجدية، حتى تستطيع إجهاض مثل هذه الدعوات وإفشالها".
من جانبه، قال حمدي الفخراني، عضو مجلس الشعب السابق والمؤيد لسلطة الانقلاب، إن "انتقاضة الشباب المسلم" هي دعوة صريحة وواضحة لنشر العنف والإرهاب بالبلاد، يحاول من خلالها أنصار جماعة الإخوان زعزعة الاستقرار، مؤكداً أن الثورات لا تكون ذا طابع ديني وإنما طابع شعبي، يتضمن مختلف الأطياف والطوائف.
وتوقع "الفخراني" فشل تلك الدعوة وغيرها من الدعوات في التأثير على الشعب المصري، مشدداً على ضرورة التعامل مع تلك الدعوات التي وصفها بالمحرضة على العنف، بتطبيق القانون وتقديم الداعين لها لمحاكمات عاجلة، حسب قوله.
وتهدف "انتفاضة الشباب المسلم" إلى "فرض الهوية الإسلامية، ورفض الهيمنة الخارجية، وإسقاط حكم العسكر، والتصدي للبعد العلماني للنظام الحالي، وضخ دماء جديدة للحراك الثوري"، لتكون ثورة إسلامية خالصة، بحسب تصريحات لقادة الجبهة السلفية.