يشكل
غلاء الأسعار شبحاً يطارد
المصريين بشكل يومي، ويحرمهم من شراء جميع احتياجاتهم، ما أصاب شريحة كبيرة بحالة من الضيق وازدياد شكاويهم بعد أن طال الغلاء جميع مناحي حياتهم، وأصبح يلتهم مرتباتهم وحتى مدخراتهم.
وفي استطلاع للرأي أجراه عربي21، مع شريحة عشوائية غير علمية، أبدى كثير من المواطنين استياءهم من ارتفاع أسعار السلع الأساسية كالطماطم واللحم والبطاطس، فبحسب المواطنين وصل سعر كيلو الطماطم والبطاطس إلى أربعة جنيهات، واللحمة باثنين وسبعين جنيه، والجبنة بثمانية وثلاثين، دافعا أحد المواطنين "لطلب الرحمة شوية، عشان كل الناس دي تاكل"، بينما قال آخر بأن "واحد يكون معاه مسلا عشرين جنيه معرف يأكل بيته ولا يأكل عياله".
وأرجع مواطنون سبب ارتفاع الأسعار "لغياب رقابة وزارة
التموين عن السلع"، فيما قال آخرون إن السبب هو "ارتفاع أسعار المواد من الأصل، كالإيجار وسواها"، دافعا مواطنين للترحم على الأيام الخوالي حيث "كان التموين حقيقا ومساعدا".
وازداد ارتفاع سعر السلع بشكل حاد في أعقاب احتجاجات 30 يونيو 2013 حيث عمدت السلطة الحاكمة إلى رفع الدعم عن الوقود والطاقة والمياه، وحتى الأسمدة، ما أثار موجة سؤال للفلاحين قليلي الدخل حيث قال أحدهم: "الفلاحين تاكل منين لما انتو تعملو كدا؟ حرام حتة. نجيب منين؟"
وبالتزامن مع هذا الغلاء الذي يصفه مواطنون بـ"الجنوني"؛ بقيت المرتبات والدخول على حالها، ولم يتخذ النظام الحالي إجراءات لكبح ارتفاع الأسعار، بل يبدو مصرا على فرض سعر السوق الحر، ما جعل المصروفات أكثر بكثير من الإيرادات، والأسعار "غالية جدا جدا جدا"، على حد تعبير أحد المواطنين.