أقرت
إسرائيل بأن التسهيلات الاقتصادية وتخفيف القيود على الحركة التي قامت بتطبيقها في
الضفة الغربية من أجل الحيلولة دون اندلاع
انتفاضة ثالثة، جاءت بنتائج عكسية تماماً.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم عن محافل عسكرية إسرائيلية قولها إن قرار قيادة المنطقة الوسطى العسكرية بالسماح بدخول آلاف العمال من الضفة الغربية لإسرائيل أسهم في تحسين قدرة الشباب الفلسطيني على تنفيذ
عمليات عسكرية.
وأوضحت المحافل أن قيادة الجيش انطلقت من افتراض مفاده أن تحسين الأوضاع الاقتصادية سيغري الشباب الفلسطيني بعدم الانخراط في إطار المقاومة، مشيرة إلى أنه يتوجب إعادة دراسة المسألة.
ونوهت المحافل إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي فضل تطبيق تسهيلات اقتصادية في الضفة الغربية لكي يتجنب مسارا سياسيا يقود إلى قيام دولة فلسطينية، لكنه فوجئ أن هذه التسهيلات تسهم أيضاً في تمكين الشباب الفلسطيني المقاوم في الوصول إلى قلب تل أبيب وتنفيذ عمليات طعن، كما حدث ظهر أمس.
واستدركت المحافل أن النخب السياسية والأمنية الحاكمة في تل أبيب في حيرة من أمرها، حيث أن التوقف عن منح التسهيلات واستعادة القيود على الحركة يمكن أن يمثل بحد ذاته دافعاً لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.
من ناحيته، وفيما يدلل على اليأس من الرهان على عمليات القمع الممنهج الذي يمارس في الضفة الغربية والقدس، قال الوزير الإسرائيلي يعكوف بيري إنه يستحيل على "إسرائيل" وقف العمليات التي تتواصل في أرجاء الضفة الغربية والقدس والخط الأخضر.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء عن بيري الذي شغل في الماضي منصب رئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، قوله: "الحل الوحيد الذي قد يضمن وقف العمليات هو مسار سياسي يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية"، محذراً من أن الساسة اليمينيين يضللون الجمهور الإسرائيلي عبر زعمهم أن الرهان على خيار القوة يمكن أن يفضي إلى وقف عمليات المقاومة.
وواصل بن كاسبيت،كبير المعلقين في صحيفة "معاريف" هجومه الشرس على نتيناهو، محملاً إياه المسؤولية عن تدهور الأوضاع الأمنية من خلال عجزه عن ضبط كبار الوزراء والنواب الذين يثيرون استفزاز الفلسطينيين والمسلمين عبر تدنيس المسجد الأقصى والحديث المتواصل عن ضرورة إعادة بناء الهيكل على أنقاضه.
وفي مقال نشرته الصحيفة صباح اليوم، وبخ كاسبيت نتنياهو قائلاً إن حرصه على البقاء في ديوان رئاسة الوزراء يعميه عن اتخاذ القرارات السديدة بشأن إدارة شؤون البلاد، محذرا أن ما يحدث يهدد مصير الدولة بأسرها.