قال رئيس
حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني صالح ولد حننا، إن موريتانيا تعيش أوضاعا أمنية واقتصادية صعبة، وأن لا حل يلوح في الأفق للأزمة السياسية التي تعرفها البلاد منذ العام 2008.
وتحدث القيادي بمنتدى
المعارضة الموريتانية، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، عن أسباب مقاطعة أحزاب المعارضة للانتخابات الماضية، وعن العلاقة بين تنسقية المعارضة والإسلاميين بعد مشاركة حزب تواصل الإسلامي في الانتخابات، كما تحدث عن رؤيته لمستقبل الربيع العربي.
وفيما يلي نص المقابلة:
لماذا قاطعت أحزاب المعارضة الانتخابات الماضية؟
في البداية أوجه شكري لموقع "عربي21" على دوره الإعلامي، ولاشك أن الانتخابات من حيث المبدأ تعدّ هدفا إذا كانت فرصة للتناوب السلمي على السلطة، وبالتالي تعبيرا عن تطلعات وآمال الشعوب، لكن ما حصل في المهزلة الانتخابية الماضية هو أنها كانت مفصلة على مقاس معين، ومحسومة النتائج سلفا، وكانت أيضا تكريسا لواقع حكم العسكر الذي يحكم البلاد منذ العام 2008، وبالتالي عندما افتقدنا لكل ضمانات الشفافية والنزاهة، وتأكدنا أن هذه المهزلة لا تتوفر على أبسط معايير الشفافية، كنا مضطرين لمقاطعتها، ولسنا مختارين.
يلاحظ تراجعا في أداء أحزاب المعارضة مؤخرا ما السبب؟
حقيقة أنا لا أسميه تراجعا، أسميه بدلا من ذلك فترة راحة دخلت فيها المعارضة، نظرا لأن الفترة الماضية كانت فترة راحة صيفية، حيث شهر رمضان المبارك ثم موسم الخريف الذي يخرج إليه أغلب الموريتانيين إلى خارج المدن الكبرى، خصوصا العاصمة نواكشوط، لكن مع بداية السنة الدراسية الجديدة بدأ منتدى المعارضة يقيّم مراحله الماضية، ووضع إستراتجية وخطة واضحة للعمل في المستقبل، وسيشرع في مباشرة تنفيذها ابتداء من الأسبوع القادم إن شاء الله.
لماذا رفضتم مبادرة الحكومة الأخيرة لحل الأزمة؟
لم نتوصل بأي مبادرة، ما حصل هو أن الوزير الأول استدعى بعض رؤساء الأحزاب، كنوع من ذر الرماد في العيون، لكننا لا نرى في هذا الحراك الجدية المطلوبة التي يتطلبها الظرف، ولا يبدو أن لدى النظام الرغبة الحقيقية في إيجاد حل للأزمة السياسية التي تعرفها البلاد منذ العام 2008، وبالتالي لا اعتقد أنه يمكن تسميتها بمبادرة.
هل هناك مبادرات أخرى ولو تحت الطاولة لوضع حد للصراع السياسي الحاصل؟
لا اعتقد، سمعت أن رئيس حزب التحالف الشعبي (الرئيس السابق للبرلمان) مسعود ولد بلخير يتحدث عن مبادرة، لكننا في منتدى المعارضة نعدّ أن الوقت غير مناسب لهذه المبادرة، وأن الطرف الآخر غير مستعد لهذه المبادرات، وبالتالي يمكن القول إنه لا توجد حاليا مبادرات لحل
الأزمة السياسية بموريتانيا.
هل لا زلتم ترفعون شعار رحيل النظام أم أنه لم يعُدْ شعار المرحلة؟
اعتقد أن شعار الرحيل مطلب جماهيري، عبر عنه الشعب الموريتاني الذي مل حكم العسكر والاستبداد الذي مارسه ويمارسه العسكر، وهذا المطلب يظل قائما ومرفوعا، وسيظل مرفوعا إلى أن يتحقق إن شاء الله.
هل أثرت مشاركة الإسلاميين في الانتخابات على علاقتهم بكم كأحزاب معارضة؟
لا يمكن أن أقول أنها أثرت على هذه العلاقة، هي فعلا أثرت على المشهد السياسي، اعتقد أن مشاركة حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإسلاميون) في الانتخابات أعطت للنظام نفسا كان بحاجة إليه، لكننا نحترم لهذا الحزب تقديره، وبالتالي لا تفسد هذه المشاركة للود قضية.
كيف تقيّمون أداء الرئيس ولد عبد العزيز؟
منذ وصل ولد عبد العزيز للسلطة وهو يعمل للتراجع عن كل المكتسبات الديمقراطية التي حصل عليها الشعب الموريتاني، طبع أيضا فترته فسادٌ مالي لم تشهد البلاد له مثيلا من نهب لثروات البلد ووضعها تحت ثلة قليلة من سماسرته والمحيطين به، هذا بالإضافة إلى انهيار البلد اقتصاديا، وفساد القيم الأخلاقية، وارتفاع وتيرة الحركات المتطرفة الطائفية والفئوية، بالإضافة للمساس لأول مرة في هذا البلد بالمقدسات، كتمزيق المصاحف والإساءة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وحرق كتب الفقه المالكي وغير ذلك، أيضا عرفت هذه الفترة انهيارا أمنيا غير معتاد، فلم يعد أحد في العاصمة نواكشوط ينام وهو آمن على نفسه أو ماله، وبالتالي هي فترة من أسوأ ما عرفته موريتانيا، نتمنى أن تزول قريبا.
هل يمكن أن تحدثنا عن خطتكم لمواجهة النظام؟
المنتدى وضع مؤخرا خطة واضحة للأشهر الستة القادمة، وسيباشر العمل بهذه الخطة الأسبوع القادم.
كيف تنظرون لمستقبل الربيع العربي؟
لا شك أن الربيع العربي تعرّض لضربة قاسية من طرف الثورة المضادة، وممن أمسكوا بالبلاد العربية لأكثر من خمسين سنة، كان فعلا رأس الحربة في هذه الضربة الانقلاب الذي قاده الحاكم العسكري في مصر، والجريمة الكبرى التي ارتكبها عبد الفتاح السيسي وعصابته، وامتدت هذه الجريمة لا حقا إلى ليبيا، ولا شك أن سوريا تعيش المسار ذاته، وهي فترة صراع حقيقي بين الثورة والثورة المضادة، لكننا واثقون أن النصر سيكون للشعوب وأن النخب الفاسدة الجاثمة على صدور الأمة إلى زوال.