أملهت "ميليشيا بدر" سكان مناطق سنية في محافظة ديالى، شمال بغداد، مدة 48 ساعة من أجل الخروج وعدم العودة أو التعرض لمصير مشابه لما حصل في منطقة جرف الصخر بمحافظة بابل، فيما بيّن مسؤول عشائري في المنطقة أن الميليشيات استفادت من صفة مساندة الجيش في حرب تنظيم
الدولة الإسلامية، وحققت أهدافا طائفية عجزت عنها طيلة السنوات الماضية.
وقال مصدر في مديرية شرطة المقدادية بمحافظة ديالى، في حديث خاص لـ"عربي 21"، إن اتفاقاً جرى بين وزارة الدفاع
العراقية و"
منظمة بدر" بزعامة هادي العامري يقضي بتسليم قضاء المقدادية إلى لواء عسكري تابع للمنظمة، وجرى استقدامه خصيصاً لهذا الغرض من منطقة جرف الصخر في جنوب بغداد.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن 75 سيارة سوداء ذات دفع رباعي مزودة بأسلحة متوسطة وثقيلة وتضع علامات منظمة بدر دخلت إلى قضاء المقدادية، ذي الأغلبية السنية، وانتشرت فيه، مبيناً أن حالة من الرعب تسود الأهالي وسط أنباء عن وجود قائمة مؤلفة من 250 شخصا يراد تصفيتهم خلال الأيام المقبلة .
وتابع المصدر أنهم سجلوا 12 حادثة قتل مباشر أو العثور على جثث بعد اختطاف أصحابها، وذلك خلال 24 ساعة، وجميعها تمت في أحياء المعلمين والعصري والعروبة والحرية، لافتاً إلى أن الشرطة لن تقوم بأي تحرك، لأن صلاحيات ميليشيا بدر تفوق الجميع، ومرتبطة بشكل مباشر مع زعيمها هادي العامري الذي يتولى قيادة ميليشيا الحشد الشعبي المساندة للجيش.
وطبقاً لمصادر الشرطة المحلية، فإن إحدى الجرائم تمت داخل ردهة الأمراض الباطنية في مستشفى المقدادية العام، حيث تم إعدام النزيل عمر سلمان المهداوي الذي تشير نشرته الطبية إلى أنه دخل المستشفى قبل ثلاثة أيام، وكان يعالج من حالة تسمم غذائي حاد .
وبين أحد وجهاء قبيلة الجبور في المقدادية الشيخ نزهان خلف الجبوري، أن القوة الوافدة إلى منطقتهم وزعت منشورات، ونادت عبر مكبرات صوت مثبته على سياراتهم، مطالبين أهالي المنطقة بالمغادرة النهائية خلال 48 ساعة أو مواجهة مصير مشابه لما حصل في منطقة جرف الصخر.
وذكر الشيخ الجبوري في تصريح خاص، أن المناطق التي انتشرت فيها ميليشيا بدر كانت هادئة وليس فيها مشاكل تستوجب استدعاء هذه القوة، مبيناً أن المبرر الوحيد لتواجدهم هو تنفيذ مخططات السيطرة الطائفية على المحافظة، والتي فشلت فيها الميليشيات الشيعية طيلة السنوات الماضية، موضحا أن الرابح الأكبر في الوقت الحالي هي الميليشيات الشيعية التي حظيت بكل أنواع الدعم من الغطاء الجوي الأمريكي والدعم المالي الحكومي والاستشارات والخبرات الإيرانية، في سبيل تحقيق هدفها المتمثل في السيطرة على المناطق السنية وطرد أهلها منها، منوهاً إلى أن كل هذه الأفعال تتم تحت لافتة حرب التنظيم ومساندة الجيش العراقي.
من جهته، أعرب محافظ ديالى عن خيبة أمله في عدم تنفيذ بنود الاتفاق الذي جرى مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، والمتضمن نشر الجيش في مناطق المحافظة للتصدي لعمليات القتل والاختطاف في المحافظة .
وقال المجمعي، في بيان تلقى "عربي 21" نسخة منه، "إننا نستغرب من عدم تنفيذ بنود الاجتماع الأخير الذي جمع رئيس الوزراء حيدر العبادي، وحكومة ديالى المحلية وممثليها من أعضاء مجلس النواب والمحافظة، التي من أهمها مسك قطعات الجيش لمناطق ديالى؛ للقضاء على حالات الخطف والاغتيال المتزايدة في محافظة ديالى"، مشددا على أن حالات الخطف والقتل تزايدت بشكل ملحوظ في ديالى حتى بعد الاجتماع مع العبادي والتي لم تتوقف رغم المناشدات المستمرة.