يتعرض صيادو ومزارعو قطاع
غزة، بشكل شبه يومي، إلى
انتهاكات إسرائيلية واعتداءات متكررة، تُهدد حياتهم، ومصدر رزقهم، ودخلهم الوحيد.
هذه الانتهاكات المتكررة، من شأنها أن تنذر بانهيار اتفاق الهدنة بين الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل، وتُجدد التصعيد الميداني، وفق ما يرى مراقبون فلسطينيون.
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي في 26 آب/ أغسطس الماضي إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، أنهت عدوانا إسرائيليا على قطاع غزة دامت 51 يوما، ما تسبب بمقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وجرح أكثر من 11 ألفا آخرين، وتدمير آلاف المنازل.
ويقول نزار عياش نقيب
الصيادين في قطاع غزة، إنّه "ما من يوم يمر خلال الأسابيع الماضية، إلا ويتم الاعتداء على مراكب وقوارب الصيادين".
ويُضيف عياش "الزوارق البحرية، تعترض وبشكل شبه يومي، قوارب الصيادين، وتفتح نيران أسلحتها الرشاشة صوبهم، وتحرق مراكبهم وتصادرها".
ويمضي نقيب صيادي غزة في قوله "أكثر من 60 انتهاكا، منذ اتفاق الهدنة، طال الصيادين في قطاع غزة، ما بين اعتقال، وإصابة، ومصادرة أدوات صيد ومراكب، واحتجاز الصيادين لساعات في البرد والشتاء".
ووفق عياش، فإن قوات البحرية الإسرائيلية تزعم في كل اعتداء، أن الصيادين تجاوزوا مساحة الصيد المسموح بها، وهي ستة أميال بحرية، وذلك تنفيذا لتفاهمات وقف إطلاق النار، بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
غير أن عياش يؤكد أن الصيادين لا يتجاوزون الخمسة أميال، وبشكل شبه يومي يتعرضون لإطلاق نار، ما يُهدد حياتهم ومصدر رزقهم الوحيد.
ووفق نقابة الصيادين في غزة، فإن نحو أربعة آلاف صياد، يعيلون أكثر من 50 ألف نسمة يعملون في مهنة الصيد، تعرضوا لخسائر فادحة طيلة الحرب الإسرائيلية تجاوزت الستة ملايين دولار.
وتتعرض الأراضي الزراعية، على الحدود مع قطاع غزة، بشكل شبه يومي، إلى إطلاق نيران يؤدي وفق تأكيد المزارعين إلى تلف المحاصيل الزراعية، إضافة إلى الخطر الذي يتهدد حياتهم جراء إطلاق النيران بكثافة.
وتتوغل آليات عسكرية، على حدود قطاع غزة، بشكل محدود بين الفينة والأخرى.
وفي الثالث والعشرين، من الشهر الماضي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عن مقتل شاب فلسطيني، برصاص الجيش الإسرائيلي.
ويقول أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إن أكثر من ستة فلسطينيين أصيبوا بجراح مختلفة، منذ اتفاق وقف إطلاق النار في شهر أغسطس/ آب الماضي.
ويؤكد القدرة أن إسرائيل تخترق وبشكل واضح اتفاق
التهدئة بين الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل.
وتابع: "يتعرض المزارعون والصيادون، إلى انتهاكات متكررة، ما بين إصابات طفيفة ومتوسطة، وهناك إصابات تصل إلى مرحلة الخطر".
ويرى مصطفى إبراهيم، الباحث في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في قطاع غزة، أنّ إسرائيل "تتعمد إطلاق النار على الصيادين، والمزارعين، وتخترق يوميا اتفاق الهدنة".
ويرى إبراهيم، في أنّ "هذه الخروق، والاعتداءات المتكررة من شأنها أن تنذر بانهيار اتفاق الهدنة، وعودة الأمور إلى مربعها الأول من حيث التصعيد والفعل، ورد الفعل".
ويضيف، "تطلق إسرائيل نيرانها صوب الصيادين، والمزارعين، بشكل شبه يومي، وهو ما يولد حالة من الغضب، تدفع الأمور نحو دائرة العنف، والرد المتبادل، فحادثة مقتل الشاب الفلسطيني، وما قد يتبعها من حوادث أخرى في الأيام القادمة، كفيل بإشعال التوتر".
بدوره، يقول عصام يونس، مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان الفلسطيني، إنّ "إسرائيل تتعمد خرق اتفاق الهدنة، من خلال إطلاق النار على الصيادين، والمزارعين، ولا تلتزم بأي بنود من اتفاق الهدنة".
ويضيف يونس أن الانتهاكات الإسرائيلية "لا تتوقف، بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وأن طواقم المركز ترصد بشكل يومي الاعتداءات التي تطال مراكب الصيادين، ومصادرة معداتهم، والتحقيق معهم، واحتجاز عدد منهم لساعات طويلة".
ويؤكد يونس، أن عدم التزام إسرائيل باتفاق الهدنة، يدفع الأمور نحو الذهاب إلى سيناريو التصعيد.
ويتابع: "كما أن تعطيل جولة المفاوضات غير المباشرة، لمناقشة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، يفتح المجال لمزيد من الانتهاكات الإسرائيلية التي تفتح المجال أمام جولة من الصراع والعنف".
وقام الجانب المصري بتأجيل المفاوضات غير المباشرة (كانت مقررة في السابع والعشرين من شهر تشرين أول/ أكتوبر) جراء الأوضاع السائدة في شمال سيناء، وإغلاق معبر رفح البري.
ولم يتم تحديد أي موعد جديد لاستئناف المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.