حجبت السلطات
السعودية موقع مركز الخليج لحقوق الإنسان، بعد الإبلاغ عن قضية فتاة حاولت دخول المملكة بسيارتها من الإمارات في محاولة لتحدي الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارة في هذا البلد المحافظ.
وعند محاولة الدخول إلى الموقع في السعودية، تظهر عبارة "عذرا، الصفحة المطلوبة غير متوفرة".
وندد المركز، الذي لا يزال متاحا في دول أخرى غير السعودية الثلاثاء، باعتقال ناشطتين هما
ميساء العامودي ولجين الهذلول، اللتان حازت قضيتهما اهتماما عالميا.
وأوقف حرس الحدود السعودي الهذلول عندما حاولت دخول المملكة وهي تقود سيارتها من الإمارات المجاورة. ووصلت العامودي، وهي صحافية سعودية تعيش في الإمارات، لاحقا لدعمها.
وأكد ناشطون اعتقال الفتاتين.
وقال المركز إن اعتقالهما هو "استمرار لسياسة ممنهجة من قبل السلطات السعودية في توجيه المضايقات ضد الناشطات المطالبات بحق قيادة السيارة للنساء في المملكة، حيث سبق أن تعرضت العديد من ناشطات الحملة للإيقاف وحجز السيارة".
والسعودية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من قيادة السيارات.
والثلاثاء قال المركز على موقعه إنه "يستنكر قيام السلطات السعودية بحجب موقعه الإلكتروني من على شبكة الإنترنت، وإنه يعتبر ذلك شكلا من أنماط القمع والترهيب والتخويف التي يجري استخدامها بإصرار في المملكة هذه الأيام".
ولم يكشف المركز عن السبب الذي دفع السلطات السعودية إلى حجب الموقع، إلا أنه اعتبر أن ذلك يأتي "في وقت يتعرض فيه مدافعو حقوق الإنسان لشتى أنواع المضايقات ومنها الاعتقالات الكيفية، والسجن التعسفي والمحاكمات الجائرة التي تفتقد الإجراءات القانونية والحد الأدنى من المقاييس الدولية المستخدمة في المحاكمة العادلة".
وأصدرت محكمة بحرينية الاثنين، حكما غيابيا بالسجن لمدة عام بحق الناشطة الشيعية مريم الخواجة المديرة المشاركة لمركز الخليج لحقوق الإنسان الذي لديه مكاتب في بيروت وكوبنهاغن.
ورفضت الخواجة حضور جلسة المحكمة، قائلة إن الحصول على محاكمة عادلة غير ممكن.
والخواجة تحمل الجنسيتين البحرينية والدنماركية، وهي ابنة المعارض البحريني الشيعي المسجون عبد الهادي الخواجة.
ويحكم السنة كلا من البحرين والسعودية.
وأدرجت منظمة "مراسلون بلا حدود" الحقوقية السعودية هذا العام من بين 19 بلدا تعتبر فيها الأجهزة الحكومية "أعداء للإنترنت" لفرضها الرقابة عليها.
وصرح ناشط طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، بأن الهذلول تحتجز الثلاثاء في سجن في المنطقة الشرقية، إلا إنه لم تتضح التهم الموجهة إليها، بينما تحتجز العامودي في سجن آخر في المنطقة الشرقية.
وقال إنه "تمت مصادرة هواتفهما، وحجز سيارتيهما".
وكتبت
لجين الهذلول على حسابها في تويتر قبل أن تتوقف عن إرسال المزيد: "أنا على الحدود منذ 24 ساعة، فهم يرفضون إعادة جواز سفري أو السماح لي بالمرور".
ولم يتسن الحصول على تعليق من وزارة الداخلية على القضية الثلاثاء.
وقادت عشرات النساء سيارات في تشرين الأول/ أكتوبر، وقمن بالتقاط صور لهن أثناء القيادة ضمن إطار حملة على شبكات التواصل الاجتماعي، للمطالبة بحق السعوديات في قيادة السيارة.
وحذرت وزارة الداخلية من أنها ستطبق بشدة وحزم الإجراءات بحق كل من يساهم -بحسب تعبيرها- في تمزيق التماسك الاجتماعي.