أعلنت
إيران عن إرسالها عددا من عناصر قوات لواء "
الكوماندوز" التابع للقوة البرية للجيش إلى المياه الدولية الحرة وخليج عدن، "للمشاركة في مهمات حماية السفن التجارية الإيرانية في مواجهة قراصنة البحر".
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن نائب قائد القوة البرية للجيش الإيراني، العميد كيومرث حيدري، قوله إنه "بناء على قرار من القائد العام للجيش الإيراني اللواء عطاء الله صالحي، نخطط حاليا لإشراك عناصر كوماندوز من اللواء (65 نوهد) في بعض عمليات القوة البحرية الإيرانية".
وأضاف، أنه من المقرر مشاركة اللواء في مهمات انتقائية.
وقال الموقع الإيراني إن لواء الكوماندوز (المجوقل 65) ذا القبعات الخضر، يعدّ اللواء الأقوى في القوة البرية الإيرانية، و"القادر في كل الظروف المناخية والتكتيكية والحربية على أداء مهمته"، وفق الوكالة.
وأضافت أن المهمات التي توكل لهذا اللواء تتمثل في مهمات "التدمير، والاستطلاع والعمليات، والشؤون الطبية والإسعاف، والأسلحة الفردية والجماعية".
يذكر أن وحدات بحرية إيرانية توفد في إطار مجموعات منذ أكثر من خمسة أعوام إلى البحر الأحمر وخليج عدن، في سياق مهمة حماية المصالح الإيرانية في المياه البعيدة.
وفي هذا الإطار تم لغاية الآن إيفاد 32 مجموعة بحرية إيرانية.
مصالح خارجية لقوة إقليمية
وكان الدكتور مصطفى اللباد، وهو رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية في القاهرة، علّق على إرسال إيران قطعها البحرية باتجاه
خليج عدن، بالقول: "عندما تعلن إيران أنها تحمي مصالحها في المياه الدولية، فهذا تصريح يحمل دلالة كبيرة، حيث يمكن تفسير ذلك بأن لإيران مصالح خارج حدودها وفي المياه الدولية، بمعنى أنها تنظر لنفسها قوةً إقليميةً كبيرةً، وتستعمل تحركات القطع البحرية لتأكيد ذلك الانطباع لدى دول المنطقة والعالم".
وأضاف اللباد في تصريحات لمواقع خليجية، أن إيران تسعى إلى إعطاء غطاء لحركة
الحوثيين (جماعة أنصار الله) في
اليمن، للسيطرة تماما على مضيق
باب المندب.
وأوضح أن "التحرك باتجاه خليج عدن هو بالفعل تحرك في دائرة مضيق باب المندب، ما يعني أن إيران تريد بعد سيطرتها الفعلية على مضيق هرمز في الخليج العربي، أن تبرز نفوذا في باب المندب، الذي يلي هرمز في السلسة البحرية المتجهة إلى نصف الكرة الغربي. أما الحوثيون فقد أصبحوا رقما في معادلات اليمن الداخلية".
وأضاف اللباد ملخِّصا أهداف إيران، أنها "تستفيد من تحريك قطعها البحرية استفادة ثلاثية: تأكيد انطباع أنها قوة إقليمية، وتمديد النفوذ إلى باب المندب، وإسناد الحوثيين بشكل غير مباشر".
استياء سعودي
وتتهم وسائل إعلام سعودية إيران بتسيير هذه الدوريات البحرية لدعم "الحوثيين".
وكانت السعودية حذرت سابقا من خطورة ما يحدث في "خليج عدن" وجنوب البحر الأحمر، داعية القوى الدولية إلى استشعار "الخطر الكبير الذي تشكله القرصنة البحرية، وآثارها السلبية المترتبة على حركة الملاحة والتجارة"، مشددة على "ضرورة التعاون واتخاذ الإجراءات الفعالة المشتركة، والتصدي لهذا الخطر".
باب المندب
ويعدّ باب المندب معبرا دوليا مهما، حيث تعْبُر منه سنويّا ملايين البراميل من الوقود، ويمر من خلاله نحو 25 ألف سفينة سنويا، ويمتلك اليمن أفضلية نسبية في التحكم فيه، ويوفر لها تسهيلات في الحصول على دعم سخي من إيران دون عناء أو مشكلات أمنية.
ويشكّل مضيق باب المندب مع قناة السويس أهم اختصارات لطرق التجارة بين الغرب والشرق، خاصة بين أوروبا وآسيا، كما أنهما يشكلان الممر المائي الأساسي بين الخليج العربي وخليج عمان، والبحر المتوسط.
ويرى بعض المتخصصين أن سيطرة الحوثيين على المضيق، يعد انتهاكا لاتفاقية "جمايكا"، التي سعت الأمم المتحدة إلى توقيعها بين الأطراف كافة في 1982، ودخلت حيز التنفيذ في تشرين الثاني/ نوفمبر 1994.