ترى السلطة الفلسطينية أنها تحرز تقدما على الصعيد الدولي، في الوقت الذي تزداد فيه حدة الأزمة في صفوف
حركة فتح وقيادتها، حيث تطفو من جديد الصراعات بين معسكر رئيس السلطة محمود
عباس وأنصاره وبين معسكر القيادي المفصول من حركة فتح، محمد
دحلان وأنصاره.
وتقترب الأزمة من نقطة الانفجار على ضوء
المظاهرات التي ينوي أنصار الأخير تنظيمها اليوم الخميس في مدينة
غزة.
وجاء في بيان لحركة "فتح" صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، ونشر على المواقع الفلسطينية، أن "الدعوات التي وجهت إلى أهلنا في قطاع غزة للتجمع الخميس في ساحة الجندي المجهول في غزة هي دعوات مشبوهة، هدفها بث الفرقة وتمزيق الصف الفلسطيني".
وأضاف البيان: "تطل علينا فئة ضالة لتوجه دعوات مشبوهة، لتقدم خدمة مجانية لدولة الاحتلال ولأصحاب المصلحة في إدامة الانقسام، مستغلين معاناة أهلنا في القطاع".
ونشر أنصار دحلان في غزة ملصقات مناهضة للرئيس عباس جاء فيها: "كفى! آن أوان التصدي لعباس وزمرته"، في تعبير عن حدة الأزمة بين الجهتين.
وقال مسؤولون إسرائيليون مطلعون على الساحة الفلسطينية، إن المجهود الذي يبذله دحلان خلف الكواليس لحشد التأييد لن يسعفه ما دام محمود عباس هو الذي يرأس السلطة، لا في الضفة ولا في قطاع غزة. وأضافوا أن الرئيس عباس يخشى من تفاقم قوة دحلان، لذلك فهو يتعامل مع شأن دحلان بصورة جنونية. وفق موقع المصدر الإسرائيلي.
وكانت الأسابيع الأخيرة شهدت عراكًا بين أنصار عباس من جهة، وأنصار دحلان من جهةٍ أخرى، ووصل في بعض الأحيان إلى الاشتباك بالأيدي والسلاح الناري.
طرد عناصر من الأمن
وفي هذا السياق، قال الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية اللواء عدنان الضميري، إنه تم ترقين قيد (طرد) كل من خالف القواعد والانضباط العسكري من عناصر المؤسسة الأمنية في المحافظات الجنوبية، وتم استبدالهم بمنتسبين جدد من المحافظات الجنوبية.
وأوضح الضميري في تصريحات صحفية أن لجنة الضباط العليا- التي اتخذت قرار (الطرد)- حذرت من مخالفة القانون والانضباط العسكري، أو المشاركة في نشاطات مخالفة للقانون وأصول الانضباط والالتزام العسكري، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد المخالفين.
المشهراوي يرد
بدوره، ردّ عضو المجلس الثوري المفصول من حركة فتح سمير المشهراوي في تصريح نشره على حسابه في "فيسبوك" على عمليات الفصل بتأكيده أنه "سيتم تعويض من قطعت رواتبهم من الرجال الشرفاء".
وقال إن "قرارات الفصل التعسفية التي عبرت عن جبن وارتباك متخذيها، لن تفت في عضدنا، ولن ترهب الرجال، ولن تجعلهم عبيدا لكم ولأجنداتكم المشبوهة التي تهدف لتركيع غزة وإذلالها، ودفن صوتها الحر الذي يقض مضاجع الحاقدين".
وأضاف: "تلك القرارات الجائرة التي لا تخضع لأي أنظمة أو قوانين، سترتد إلى نحوركم، وستتراجعون عنها صاغرين، وستدفعون ثمنها غاليا، وتحملون عارها أبد الدهر، فقطع الأرزاق من قطع الأعناق".
وقال: "إننا أمام هذا الصلف والاستهتار والاستهداف لغزة وفرسانها، نقول لكم بأننا لن نترك أبناء غزة فريسة سهلة لكم ولقراراتكم، ولبرامجكم المشبوهة، ولن نسمح بكسر إرادة المناضلين الشرفاء وتركيعهم، وسنضع الحلول الكفيلة بتعويض فرسان غزة الذين اعتدى عباس وزمرته على أرزاقهم وقوت عيالهم".