كشف الناطق باسم هيئة علماء المسلمين في
لبنان، النقاب عن توفر معلومات لديها تفيد بأن حكومة البلاد تدرس بجدية إمكانية تحرير العسكريين اللبنانيين الأسرى لدى "النصرة" و"الدولة الإسلامية"، بعملية عسكرية خاطفة.
ونقلت صحيفة الأنباء الكويتية عن عدنان أمامة قوله إن
الحكومة اللبنانية أغلقت أبوابها بوجه مبادرة
هيئة العلماء، للوصول إلى حل لإطلاق سراح الأسرى، مضيفا أن "أي مغامرة في عملية لتحرير الرهائن هي عمل انتحاري، سيؤدي حكما ويقينا إلى نتائج مأساوية على المستوى الوطني".
وقال إن "المراد من العملية العسكرية ليس تحرير العسكريين على الإطلاق، إنما إلزام الدولة اللبنانية بالتعاون والتنسيق مع النظام السوري".
وأكد أمامة أن وقائع الأحداث منذ الساعات الأولى لاندلاعها في جرود عرسال، على خلفية اعتقال المدعو عماد جمعة، "تدلل على أنها أحداث مفبركة ومفتعلة، بهدف فرض التنسيق مع نظام الأسد على أنه أمر واقع لا مفر منه، وذلك تحت عنوان الشراكة في الحرب على الإرهاب"، على حد قوله.
وأوضح أن "الحكومة اللبنانية سدت كل المنافذ والطرق أمام الهيئة، ما جعل المبادرة بحكم المتوفاة، وغير القابلة للعبور الى عقول الخاطفين".
ويرى أمامة وفقا لقراءته لأبعاد وخلفيات موافقة "النصرة" و"الدولة الإسلامية" على وسام المصري، وهو مقرب من حزب الله كوسيط بينهما وبين الدولة اللبنانية، أن المسلحين الإسلاميين مقتنعين بأن هذا الملف لن يصل إلى نهايات سعيدة، ما لم يكن "حزب الله" راضيا عن مسار التفاوض.
ويشار إلى أن "حزب الله" يؤيد مقايضة العسكريين بموقوفي سجن رومية، ولكن على طريقته الخاصة، ووفقا لحساباته المحلية والإقليمية، بعكس بعض الفرقاء في الحكومة، الذين يرفضون المقايضة بالمطلق، وفق أمامة.
متضررون داخل الحكومة
وأشار أمامة في حديثه إلى وجود متضررين داخل الحكومة من المبادرة، يتخوفون من أن يؤثر نجاحها سلبا على دورهم ومصالحهم في لبنان والمنطقة، معربا عن تفهمه لانتقاد هؤلاء موقف هيئة العلماء المسلمين من بعض التجاوزات التي أقدمت وتقدم عليها أجهزة المخابرات.
ولكنه أوضح أن الهئية "لن تتفهم اغتيالهم للمبادرة، في وقت تشكل فيه هيئة العلماء رأس حربة في إنقاذ أرواح العسكريين".
ولفت أمامة، إلى أن جل ما يريده "المعرقلون للمبادرة" هو عدم ترك هيئة العلماء كهيئة سنية أن تفاوض وتستنبط المخارج لتحرير العسكريين، مؤكدا أن ما فات هؤلاء هو أن هيئة العلماء عصية على التطويع، وليس بإمكانهم أن يملوا عليها خطواتها.
وقال إن من حق الرأي العام أن يعلم أن هناك خلطة سياسية داخل الحكومة من 8 و14 آذار غير حزب الله، لا تريد المقايضة، ولعبت دورا رئيسيا في اغتيال المبادرة على قاعدة "احتسبوهم شهداء".
وتساءل أمامة في حديثه مع الصحيفة الكويتية: "ما الذي يمنع الحكومة من اختصار المسافة عبر الدخول مباشرة في بازار المقايضة، مادام حزب الله نفسه يؤيد هذا التوجه، ويبني عليه الآمال الجسام لتحرير أسراه؟".
وأبدى الناطق باسم هيئة العلماء تخوفه من "الصورة الضبابية التي تلف عملية التفاوض، خصوصا أن التجارب أكدت أن المسلحين لا يترددون في تنفيذ تهديداتهم وتوعداتهم"، داعيا رئيس الحكومة إلى تحمل مسؤولياته، والخروج عن صمته، وتسمية الرافضين لتحرير العسكريين بأسمائهم.
يشار إلى أن هيئة العلماء المسلمين في لبنان دخلت مجددا في وساطة للوصول إلى حل لقضية العسكريين المختطفين لدى جبهة "النصرة" و"الدولة الإسلامية"، وذلك عقب إعلان الخارجية القطرية توقف جهودها في الملف، بسبب "فشل الجهود المبذولة في هذه القضية".