نشرت السلطات الكينية قوات إضافية من رجال الشرطة في منتجع مدينة
مومباسا السياحية قبل الاحتفال بعطلة الكريسماس، ورأس السنة، وسط مخاوف من
هجمات محتملة من جانب حركة "
الشباب المجاهدين" المسلحة.
وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال مفوض الشرطة في مقاطعة مومباسا نيلسون مروى: "قمنا بزيادة أعداد الضباط، وهذه المرة أدرجنا وحدة الخدمات العامة"، في إشارة إلى أحد الأجهزة الأمنية الأكثر رعبا في البلاد.
وأضاف: "بوسعي أن أطمئن السكان المحليين، والزوار بأننا قمنا بتأمين مومباسا".
والإثنين الماضي، التقى قادة الشرطة من كل مقاطعات
كينيا، وعددها 47 مقاطعة في العاصمة نيروبي، لتبادل الأفكار بشأن سبل ضمان تمتع الزائرين بعطلات آمنة في أعياد الميلاد، ورأس السنة الجديدة.
وكانت تقارير استخباراتية، أشارت إلى أن عددا من عناصر حركة "الشباب المجاهدين"، عبروا الحدود من الصومال إلى كينيا المجاورة بهدف تنفيذ هجمات على الساحل خلال عطلة الأعياد.
وتابع "مروى": "سيتم نشر دوريات شرطة السياحة في جميع الشواطئ، وسيتم نشر رجال الشرطة في جميع مناطق الجزيرة والبر الرئيسي التي نخشى أنها ربما تكون مستهدفة من قبل المجرمين، مثل مراكز التسوق، والبلدة القديمة، وعبّارة ليكوني".
ومضى قائلا: "نحن في حالة تأهب قصوى، وأطلب من المواطنين التطوع للإدلاء بأي معلومات من شأنها أن تساعد في تأمين مومباسا والساحل".
وأعطى السياح المحليون دفعة قوية لأصحاب الفنادق المطلة على الساحل، الذين عانوا مؤخرا تراجعا قياسيا في أعداد السياح الأجانب، وهو ما يعزى إلى الهجمات الأخيرة التي شنتها حركة "الشباب".
وقال محمد حرسي، وهو صاحب فندق في مومباسا: "بعكس ما هو متوقع، أنباء الهجمات في مومباسا، لم تكن ذات تأثير كبير على حجوزات الزوار المحليين في عطلة هذا الموسم، خلافا للسياح الأجانب".
وأضاف في حديث لوكالة الأناضول، أن "هذا يرجع إلى حملات التسويق المكثفة، وعروض العطلة التي قدمناها للسياح المحليين".
وتابع موضحا: "اضطررنا لخفض تكلفة الإقامة بشكل كبير من أجل جذب المزيد من السكان المحليين".
من جانبه، قال "كيلي موياسا"، وهو محام (38 عاما) يقيم العاصمة نيروبي، وواحد من بين آلاف السائحين الكينيين المتجهين إلى مومباسا: "بات الأمر تقريبا تقليدا بالنسبة لعائلتي، حيث نذهب إلى الساحل في كل عطلة عيد ميلاد، وسنسافر لمدة أربعة أيام".
وأضاف "موياسا" للأناضول: "لم أستطع مقاومة العروض الخاصة، لقد اخترنا فندقا على الساحل الشمالي من البر الرئيسي، وذلك لأنني شعرت أنه أكثر أمانا من الجزيرة".
وليس كل الكينيين يشعرون بالأمان الكافي من أجل السفر إلى الساحل هذا العام، حيث قال "جاسوانت سينغ"، وهو من سكان العاصمة: "اخترت السفر إلى مدينة نيفاشا، لأنها قريبة من نيروبي".
وأضاف للأناضول: "على الرغم من أنه لا يوجد بها شواطئ، هناك الكثير الذي يمكن أن تتمتع به أي أسرة هناك"، في إشارة إلى الحياة البرية المحلية والبحيرات والتخييم.
وتابع سينغ: "نشعر بأمان أكثر في نيفاشا مقارنة بماليندي أو مومباسا، مع كل هذه الأخبار عن الهجمات".
وتشكل السياحة ثاني أكبر مصدر لعائدات العملات الأجنبية في البلاد، حيث يجذب منتجع مدينة مومباسا ملايين السياح الغربيين كل عام للاستمتاع بشواطئها الرملية.
ولكن هذا القطاع تضرر بشدة مؤخرا، لا سيما خلال السنوات الأربعة الماضية، في أعقاب استهداف السياح الغربيين من جانب حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية التي اختطفت وقتلت العديد من الرهائن.
وتزايدت هجمات " الشباب" ضد كينيا، بشكل كبير بعد إرسال الأخيرة قواتها الي الصومال في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2011، لإعادة سيطرة الحكومة المركزية في مقديشو على الأوضاع.
وتأسست حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية عام 2004، وتتعدد أسماؤها ما بين "حركة الشباب الإسلامية"، و"حزب الشباب"، و"الشباب الجهادي" و"الشباب الإسلامي"، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة، وتُتهم من عدة أطراف بالإرهاب، وتقول إنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.