قال محرر الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية،
تسفي برئيل، إن شبكة
الجزيرة القطرية، التي ولدت الثورة الاعلامية في الشرق الأوسط، وجدت نفسها فجأة تستسلم لإملاءات سعودية ومصرية، بعد عشرات السنين من تمتعها بمكانة الشبكة المستقلة، المهنية، التي لا تستسلم للضغوط الخارجية.
واعتبر برئيل في مقاله، الثلاثاء، أن عبد الفتاح السيسي، نال أخيرا اللقب الذي يستحقه، بعد أن أثمرت جهوده "بتغيير سياسة الجزيرة تجاه الأزمة في
مصر، وقد بدأت الشبكة بتسميته (فخامة الرئيس) بدلا من الأوصاف غير المثنية التي استخدمتها حتى المصالحة بين مصر وقطر"، على حد قوله.
وكانت قناة "
الجزيرة مباشر مصر"، أعلنت في الثاني والعشرين من الشهر من كانون أول/ ديسمبر الجاري، وقف البث "مؤقتا" من الدوحة لحين توافر الظروف المناسبة، والحصول على التراخيص اللازمة لعودة البث من القاهرة خلال الفترة المقبلة، بحسب بيان لها.
واتهم برئيل قناة "الجزيرة مباشر مصر"، التي تأسست في عام 2011 لتغطية أحداث الثورة في مصر، بأن غايتها كانت "دعم الإخوان المسلمين في الانتخابات للبرلمان والرئاسة". مشيراً إلى أنها "أغضبت الحركات الليبرالية، كما ان الجيش رأى فيها موبئة ينبغي إغلاق فمها". على حد زعمه.
وبعد وصفه قطر بأنها دولة معادية لمصر، اعتبر الكاتب الإسرائيلي أن "الجزيرة" كانت بمثابة "جيش طليعي للعدو".
وبحسب برئيل، فإن مصر ليست الدولة الوحيدة التي نجحت "الجزيرة" في إغضابها منذ تشكلت في العام 1996، "فأكثر من 450 شكوى دبلوماسية رُفعت لقطر، ولا سيما من دول عربية، ضمن أمور أخرى، لأنها خرقت القاعدة غير المكتوبة وبموجبها لا ينبغي المس بالزعماء العرب".
وفي ختام مقاله قال: "الواضح هو أن (الجزيرة) تلقت ضربة شديدة مست جدا بالأيديولوجيا الصحفية التي رافقتها منذ قيامها وتجد تعبيرها في شعار (الرأي والرأي الآخر)".