تعهدت الدولة الإسلامية بعدم إلحاق الأذى بعسكريين
لبنانيين أسرى لديها، مقابل إفراج السلطات اللبنانية عن الزوجة السابقة لزعيم التنظيم، وزوجة قيادي آخر، فضلا عن شروط أخرى، بحسب ما نقل أحد المفاوضين، الثلاثاء، عن الخاطفين.
وقال وسام المصري الذي أعلن منذ أسابيع بدء وساطة مع التنظيم و"جبهة
النصرة"، في مؤتمر صحفي عقده بعد الظهر، في وسط بيروت، إنه التقى "الجهة المسؤولة عن ملف الأسرى لدى الدولة الإسلامية".
وتحتجز الدولة الإسلامية والنصرة 25 جنديا وعنصر أمن لبنانيين، في جرود منطقة القلمون السورية.
وأشار إلى أن التنظيم حمّله رسالة مفادها: "تعلن الدولة الإسلامية وقف قتل عسكريين أو تعرضهم لأي أذى، طالما أن
المفاوضات جارية" بين التنظيم والجهات اللبنانية حول إطلاق سراح المخطوفين.
إلا أن تنفيذ التعهد مشروط بـ"إطلاق سجى
الدليمي وعلا العقيلي فورا".
ويطالب الخاطفون، بحسب المصري، بالسماح بحركة العبور على حاجز للجيش اللبناني في جرود بلدة
عرسال الحدودية مع سوريا.
وقال إن "أي إخلال بالمفاوضات أو أي إغلاق لحاجز وادي حميد (منطقة في عرسال) يعرّض العسكر إلى القتل".
وطالب التنظيمان أيضا بـ"إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح (داخل الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود السورية) تمتد من وادي حميد إلى جرد الطفيل على بعد حوالي أربعين كيلومترا"، بحسب المصري.
وطالبا كذلك بـ"تأمين معدات مشفى طبي معاصر مع مستودع أدوية متكامل لعلاج المرضى والجرحى"، وبـ"إخراج كل النساء المسلمات المعتقلات (في لبنان) بسبب الملف السوري".
وشهدت عرسال معارك عنيفة في مطلع آب/ أغسطس بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل البلدة، استمرت خمسة أيام، وتسببت بمقتل عشرين جنديا، و16 مدنيا، وعشرات المسلحين.
وانتهت هذه المواجهات بانسحاب المسلحين من عرسال إلى الجرود وإلى سوريا، إلا أنهم خطفوا معهم عددا من العسكريين وعناصر قوى الأمن الداخلي (قتلوا منهم أربعة)، ولا يزال 16 منهم محتجزين لدى "جبهة النصرة"، وتسعة لدى "الدولة الإسلامية".
وتملك عرسال حدودا طويلة جدا مع سوريا، وتتداخل المناطق الجبلية فيها مع جرود منطقة القلمون السورية، ولا توجد معابر رسمية بين المنطقتين، ولا ترسيم واضح للحدود.
وسبق للمصري أن حمل من زيارة سابقة إلى الخاطفين شريط فيديو يهدد فيه التنظيم بقتل ثلاثة من الجنود المخطوفين.