ذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة أن قيادة السلطة الفلسطينية طمأنت تل أبيب على أن الفشل العربي في تمرير مشروع القرار المنادي بإنهاء الاحتلال في مجلس الأمن لن يفضي إلى إنهاء التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة والجيش والمخابرات الإسرائيلية.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء عن المصادر قولها إن ممثلين عن السلطة الفلسطينية حرصوا في الأيام الماضية على نقل رسائل طمأنة لنظرائهم الإسرائيليين مفادها بأن التعاون الأمني سيتواصل حتى لو لم يتنبأ مجلس الأمن القرار.
ونوهت المصادر إلى أن الأمريكيين قد أبلغوا ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضاً أنهم حصلوا على التزامات قاطعة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمواصلة الحفاظ على "الهدوء الأمني" في أرجاء الضفة الغربية.
ويذكر أن مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية قد هددوا مؤخراً بأن الفشل في تمرير مشروع القرار الأردني في مجلس الأمن سيفضي إلى وقف التعاون الأمني.
وأشارت المصادر إلى أن الأمريكيين ينطلقون من افتراض مفاده أن تفجر الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية في الوقت الحالي قد يعزز من قدرة اليمين الإسرائيلي على تحقيق نتائج كبيرة في الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
وأوضحت المصادر إلى أن التعاون الأمني تعاظم في الآونة الأخيرة بعدما تراجع الاهتمام الشعبي الفلسطيني بحادثة مقتل الوزير الفلسطيني والقيادي الفتحاوي زياد أبو عين على أيدي جنود الاحتلال.
في ذات السياق، قال رونين بولاك معلق الشؤون السياسية في إذاعة "ريشت بيت" العبرية إن المسؤولين الإسرائيليين عادة لا يأخذون كل التهديدات الصادرة عن رام الله مأخذ الجد، مشيراً إلى أن الانطباع المتجذر لدى دوائر صنع القرار ومحافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب أن النمط القيادي والتركيبة النفسية الخاصة بمحمود عباس لا تسمح له بتغيير قواعد المواجهة مع إسرائيل.
ونقل بولاك في تقرير بثته الإذاعة صباح اليوم عن مسؤول كبير في لواء الأبحاث التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" قوله إن عباس يبدي حذراً كبيراً في علاقاته مع إسرائيل خشية أن يكون مصيره كمصير الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
من ناحية ثانية قال عدد من الصحافيين الإسرائيليين إن استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو يمثل تشجيعاً لنتنياهو على تطرفه.
وعلى حسابه على "تويتر" كتب الصحافي نير برعام: "لقد أثبت الأمريكيون أنهم مجرد عبيد لإسرائيل، لقد فعل كيري (وزير الخارجية الأمريكي) كل ما في وسعه من أجل إفشال التحرك العربي في
الأمم المتحدة، فهل يعقل أن يتحدث أحد بعد ذلك عن ضغط أمريكي على
إسرائيل".
من ناحيته كتب الصحافي باراك رفيد على حسابته على تويتر أن الموقف الأمريكي لم يحرص على أي شكل من أشكال التوازن، الذي كان يفترض أن يتسم به، معتبراً أن القرار يمثل انتصاراً مدوياً لنتنياهو.