حاصرت قوات كبيرة من الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، منزلاً لآل عمرو في حي الثوري بمنطقة العباسية في
القدس المحتلة، وهددت بمصادرة أثاث المنزل بسبب تأخر أصحابه في دفع فاتورة الماء.
وقال رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى رضوان عمرو، وهو أحد المقيمين في المنزل، إن قوات الاحتلال "طوّقته بشكل مفاجئ، وبطريقة بلطجية، وطرقت الباب بعنف شديد، ما تسبب بترويع الأطفال والنساء".
وأضاف لـ"عربي21": "هددونا بمصادرة أثاث المنزل بقوة السلاح؛ إذا لم يتم دفع غرامة مالية قدرها ستة آلاف شيكل (ألف و520 دولارا)".
صفقة ميدانية
وأوضح عمرو أن أصحاب المنزل تفاوضوا مع قوات الاحتلال "المدججة بالسلاح، حتى تم التوصل إلى صفقة ميدانية بدفع ثلثي المبلغ"، مشيرا إلى "فك الحصار عن المنزل بعدما دُفع المبلغ المتفق عليه".
وأكد أن هذه الأساليب التي يستخدمها الاحتلال تأتي في إطار "استعراض القوة، وفرض السيطرة على أهل القدس"، مستهجنا "تسيير قافلة عسكرية تضم ثلاث سيارات ضخمة حمولتها أكثر من 20 جنديا، لتحصيل فاتورة مياه".
وتابع: "بعد استشهاد الطفل محمد أبو
خضير على يد المتطرفين اليهود في القدس المحتلة؛ ازدادت اقتحامات قوات الاحتلال بشكل كثيف ومرعب".
وبيّن أن الشركات الإسرائيلية، ومنها شركة مياه القدس "
جيحون" (اسم توراتي يعني نهرا في الجنة، بحسب اعتقاد اليهود)، ترفق مع موظفيها قوات كبيرة من جنود الاحتلال، وتقوم بمداهمة منازل المقدسيين بهدف تحصيل مبالغ مالية زهيدة، أو تقديم إشعارات هدم ومخالفات.
وأضاف عمرو أن شركة "جيحون" المزودة للمياه في القدس المحتلة "تقوم بفك عدادات المياه لقطعها عن منازل المقدسيين الذين تراكمت في ذممهم بضعة شواكل"، مؤكدا أن هذا الإجراء يصب في مشروع "تفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين، ودفع
الفلسطينيين إلى تركها للصهاينة".
"عنجهية جيحون"
من جانبه؛ قال مدير فرع مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، رامي صالح، إنه غير متفاجئ من الممارسات "العنجهية" لشركة جيحون، مشيرا إلى أنها تقوم بمهمة التضييق على المقدسيين على الدوام، وتقطع المياه بشكل مستمر عن الأحياء المقدسية.
وأضاف صالح لـ"عربي21"، أن تزويد المقدسيين بالمياه هي "مسؤولية سلطات الاحتلال الإسرائيلي"، مبينا أن "فك عداد المياه أمر مخالف للقانون".
وأفاد بأن مدينة القدس المحتلة، وبالذات الشطر الشرقي منها "تعاني من مشكلة مياه مستفحلة"، موضحا أن هناك أحياء كاملة تعيش ضائقة كبيرة في المياه، منها: مخيم شعفاط، وضاحية السلام، وعناتا "بسبب انخفاض ضغط المياه التي لا تصل إلى المنازل، وإن وصلت تكون ضعيفة".
وذكّر بأن شركة "جيحون" كانت قد وضعت عدادات مياه ذات ضغط ضعيف جدا، ما دفع بعض المؤسسات لمقاضاتها، ما أجبرها على "تعديل قوة دفع المياه للمقدسيين".
ويبلغ سعر كوب المياه في بعض أحياء القدس المحتلة 14 شيكلاً، في حين أن سعر الكوب في قطاع غزة قد يصل إلى شيكل واحد، بحسب إفادة بلدية غزة لـ"عربي21".