كشف نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، وقائد شرطتها السابق، الفريق
ضاحي خلفان تميم، النقاب عن اقتراح إماراتي بتشكيل محور عسكري اقتصادي بين
مصر ودول الخليج، يحمل اسم "مجلس التعاون الاستراتيجي"، ويستهدف مساندة مصر في حربها ضد الإرهاب، وتنميتها اقتصاديا.
وأوضح خلفان -في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" الصادرة السبت- أن الاستفادة من تشكيل التحالف ستعود على مصر ودول الجوار، مؤكدا أن التعاون الخليجي المصري ضمان للخليج ومصر والشمال الأفريقي.
وقال: "ينبغي أن يكون هناك محور عسكري اقتصادي بين دول الخليج ومصر، ويطلق عليه اسم مجلس تعاون استراتيجي، ويكون له خطط في كل المجالات لكن في المقام الأول الاقتصادي والعسكري".
وأشار إلى أن من أهداف هذا المجلس "تعهد الدول المشاركة فيه بعدم السماح بأي أجندات غربية لتقسيم مصر، وفق ما كان في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي وضعته بعض الأيادي بتقسيم مصر إلى أربعة أجزاء، فضلا عن مساندتها في حربها ضد الإرهاب، والجماعات المتطرفة، وعدم التحريض ضدها وضد سياساتها".
وأضاف "هذا الموقف سيجعل مصر في أمان، ويبقي دول الخليج ودول الجوار في أمان أيضا، وتكون المصلحة مشتركة"، معتبرا "التعاون الخليجي المصري"، ضمانا للخليج ومصر، على حد تعبيره.
وأضاف أن الشمال الأفريقي والعرب جميعا بحاجة لأن يكونوا في هذا المجلس، خاصة العسكري، لأن أي ضعف أو خلل أمني يضر بمصر ينعكس بشكل كبير على دول الخليج التي تحب مصر، وتسعى دائما للحفاظ على أمنها من أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي كان ينتظر الجميع خطاباته، وفق قوله.
وشدد على أن المجلس الجديد ليس دفاعيا؛ "لأن دول الخليج ليس بينها وبين أي طرف خارجي حرب أو عداء، ولكنه دفاع استراتيجي، وليس للهجوم أو للاتفاق مع طرف ضد طرف، فالاتفاقية في الأساس للحفاظ على البلاد العربية، بعد أن شعر الجميع بأن هناك تدخلات خارجية، ونية للعب بأصابعه في كل شيء بالمنطقة"، وفق قوله.
87 عاما كي ينتهى الإخوان كفكرة
وكرر ضاحي خلفان مزاعمه بأن تنظيم
الإخوان انتهى كجماعة، مستدركا بالقول: "لكنه يحتاج إلى 87 عاما؛ كي ينتهى كفكرة، بما يعادل فترة زمنية تضاهى فترة ظهورهم منذ عام 1928"، قائلا إن هناك أجهزة استخباراتية غربية أمرت الإخوان المسلمين بالتهدئة في مصر، وإن قطر بدأت الآن تسحب البساط من تحت أرجل الإخوان تدريجيا، وفق قوله.
وزعم أن داعش هي القاعدة، والعكس صحيح، وأن الاثنين خرجا من رحم تنظيم الإخوان الإرهابي، ومن ثم فهناك تلاق بين تنظيم الإخوان وتنظيم داعش، وهذا ما أكدته أيضا أجهزة الاستخبارات البريطانية، وبالتالي فالعالم العربي والإسلامي أصبح أمام مجموعة شريرة، ولها ارتباط بتنظيمات إرهابية بالفعل، وفق وصفه.
وجدد اتهاماته للإخوان بأنهم "تنظيم إرهابي عالمي"، وأن تنظيم الإخوان أصبح معمل تفريغ للجماعات الإرهابية، ومن يراجع الفكر القطبي (نسبة لسيد قطب) أحد مرشدي جماعة الإخوان يجد أن هذا الفكر الذي يسير عليه التنظيم ليس من الإسلام في شيء"، على حد زعمه.
ويُذكر أن الشهيد بإذن ربه "سيد قطب"، لم يكن مرشدا في يوم من الأيام للإخوان المسلمين، كما أن جماعة الإخوان، والمراقبين المنصفين، لا تعتبر أنها تسير على فكره.
ومجيبا على سؤال: متى ينتهى تنظيم الإخوان كفكرة؟ قال: العالم العربي والإسلامي يحتاج لعمر مثل الذي أخذته الجماعة منذ نشأتها.. 87 عاما حتى يتخلص من الإخوان كفكرة كما تخلص منها كجماعة".
وأضاف: "لابد أن تدرك الأجيال التي فتحت أعينها على إرهاب الجماعة أن هذا التنظيم لا علاقة له بالسياسية، أو الدين وأنه تنظيم ملفوظ، ومكروه من المجتمع، متهما الإخوان بأنهم وراء "إشعال الحرائق ليس في مصر فحسب، ولكن في العالم أجمع، من خلال من خرج من رحمهم كالقاعدة وداعش"، على حد تعبيره.
وتابع: "من رأى الإخوان يلقون بالأطفال من فوق الأسطح ويستخدمون المولوتوف والأسلحة، سيدرك أنه بالفعل تنظيم إرهابي يجب التخلص من أفكاره نهائيا، ومن قياداته التي لا تفقه في الدين أو علم وعمل السياسة شيئا".
واتهم قيادات الإخوان بأنهم "خلايا نائمة لأجهزة استخبارات غربية تحركها كيفما تشاء، ومتى تشاء، فما حدث في مصر على سبيل المثال ورافقه تغير مواقف بعض الدول الأوروبية من ثورة 30 يونيو نتج عن توصيات للتنظيم بضرورة التهدئة، وعدم التصعيد في الفترة المقبلة، ومن ثم فإن قيادات التنظيم كحال أعضائه، والمنتمين له، يسمعون للغرب فينفذون"، حسبما قال.
إشادة بمبارك والسيسي والحكم العسكري
ومعلقا على السؤال: "كثيرون يرددون أنك من مؤيدي مبارك ومتعاطف معه؟ قال ضاحي خلفان: "أرى أنه لم يكن هناك داع لمحاكمته، ولا يُؤخذ بين لحظة وأخرى إلى ساحات المحاكم، خاصة بعدما ثبت أن ما اتهم فيه من فساد مالي غير صحيح، وأن ألاعيب الإخوان أوقعت بينه وبين الشعب، والدليل ما ادعاه التنظيم على الرئيس التونسي الأسبق، بن علي، بأنه يمتلك مليارات في قصره، وقاموا بالفعل بسحب مبالغ طائله من البنك المركزي، وصوروها داخل القصر على أنها ثروته، وممتلكاته"، وفق مزاعمه.
وأضاف: "نفس الأمر تقريبا، لكن بشكل مختلف تم مع مبارك، فالإخوان جماعة بلطجية، وتمارس البلطجة بشكل غريب، فأشاعوا عن مبارك أنه يمتلك 70 مليار دولار، وظهر أن ذلك كذب، واكتشفنا بعد ذلك أن هذا الرقم واحد من الإشاعات التي أطاحت بمبارك، حركت فقراء مصر ضد نظام مبارك، وجاءت مع ما يخطط له الغرب باستخدام الإخوان، واكتشفت فيما بعد أن مبارك لا يمتلك حتى خمسة مليارات وليس 70 مليارا ، وعليه كان يجب تبرئة ساحته".
ووصف السيسي بالقول: "السيسى استعاد سيناء بلا حرب، وكان موفقا في التعامل مع الملف منذ البداية، عندما طلب تفويضا من الشعب لمحاربة الإرهاب".
ودافع خلفان عن الحكم العسكري بالقول: "أمريكا تقول إن إسرائيل دولة ديمقراطية ومتقدمة، وبنيامين نتنياهو عسكرى، وقيادة سابقة في الجيش الإسرائيلى، ولماذا الكيل بمكيالين: العسكري في إسرائيل ديمقراطي، ويُعترف به في الغرب، وفى غيرها يصبح الحكم غير ديمقراطي؟
وأضاف: "أرى في هذا الصدد أن الرئيس السيسى جاء للحكم بشكل ديمقراطي وبانتخابات، وهو في نفس الوقت يتمتع بذكاء، وتفكير عسكري راقٍ".
وحول حادث صحيفة "شارلي إبدو"، قال: "علينا عدم الالتفات إلى رد المجلة الاستفزازي بنشر صور جديدة مسيئة للنبي محمد".
والفريق ضاحي خلفان تميم المهيري من مواليد دبي عام 1951، وهو نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي حاليا، وكان قائدا عاما لشرطة دبي ما بين 1980 إلى 2013، كما أنه عضو المجلس التنفيذي في حكومة دبي، وعضو مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية، وله مؤلفات في كفاءة الأداء الشرطي في غرف العمليات.
وفي 23 نوفمبر أصدر محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، أمرا بتعيين قائد جديد لشرطة الإمارة خلفا للفريق خلفان، هو اللواء خميس مطر المزينة، بعد أن كان نائبا لقائد الشرطة.
وخلال الربيع العربي كانت لخلفان مواقف معادية للثورة، خصوصا ضد جماعة الإخوان المسلمين، إذ صرح بأنهم يشكلون "خطرا على أمن دول الخليج العربي"، لأنهم يخططون لقلب أنظمة الحكم، كما وصف كل من يتعامل معهم بـ"العميل".
وحسب رأي خلفان، فإن أنظمة الخليج أكثر رقيا وتقدما وانضباطا من الجمهوريات.
وفي تويتر قال: الإخوان أسقطوا مبارك، وأنا سوف أسقط الإخوان."