نقلت وكالة الأنباء
اليمنية (سبأ) عن وزير الداخلية جلال الرويشان قوله الاثنين إن وقفا لإطلاق النار بدأ سريانه في العاصمة
صنعاء بعد ساعات من القتال بين الجيش ومسلحين حوثيين.
ونقلت الوكالة أيضا عن مسؤول حكومي، لم تحدده، قوله إن ممثلين من الحكومة والحوثيين اتفقوا خلال اجتماع بينهم على تنفيذ وقف لإطلاق النار، وشكلوا لجانا لمراقبة الهدنة.
يأتي ذلك بعد أن خاضت حركة أنصار الله، المعروفة بالحوثي، معارك بالمدفعية مع الجيش قرب القصر الرئاسي في صنعاء، ما زج بالبلاد إلى مزيد من الاضطرابات وأثار اتهامات بأن مقاتلي
الحوثيين ينفذون انقلابا.
ودوت أصوات الانفجارات في انحاء المدينة، وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود فوق المباني الواقعة في وسط المدينة، في الوقت الذي أدت فيه أشد الاشتباكات حدة منذ استيلاء الحوثيين على العاصمة في سبتمبر أيلول إلى إصابة الحياة اليومية بالشلل.
وقال وزير بالحكومة إن الحوثيين استولوا على وكالة الأنباء الرسمية ومبنى التلفزيون، بينما ذكرت مصادر طبية أن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 20 بجروح. ومن المرجح ان تزيد الأعداد النهائية.
وقالت وزيرة الإعلام نادية السقاف، وهي من المنتقدين للحوثيين، إن القصر الرئاسي تعرض لتهديد مباشر في اطار ما وصفته بمحاولة انقلاب، واصفة الهجوم على القصر الرئاسي بالعدوان، وأنه ليس سوى محاولة انقلاب.
وفي حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قالت السقاف إن جماعة الحوثيين يتقدمون باتجاه القطر الرئاسي ومقر الشرطة السياسية "الاستخبارات اليمنية"، مضيفة أن مسلحين حوثيين سيطروا ظهر الاثنين على مبنى التلفزيون ووكالة الأنباء الرسمية "سبأ.
ويعتقد أن الرئيس
عبد ربه منصور هادي كان في منزل بمنطقة أخرى من المدينة وقت الهجوم.
وسمع دوي إطلاق نار كثيف وانفجارات أيضا في حي حدة الدبلوماسي بجنوب صنعاء. وقال شاهد إنه رأى مسلحين في شارع الخمسين، حيث توجد مقار بعض كبار مسؤولي الأمن في الحكومة، ومن بينهم وزير الدفاع.
تهديد بالتصعيد
وقال الحوثيون الذين أصبحوا الآن جزءا من الحكومة اليمنية إنهم سيصعدون الموقف إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم بالحصول على نصيب عادل في دستور جديد.
ويطالب الحوثيون بمزيد من الحقوق للطائفة الزيدية الشيعية، ويقولون إنهم يشنون حملة ضد الكسب غير المشروع، ما أدى إلى توقيع اتفاق بين الأحزاب السياسية والحوثيين دعا إلى تشكيل حكومة وحدة جديدة ثم انسحاب المقاتلين الحوثيين من العاصمة. لكن المقاتلين لم يغادروا أماكنهم.
وفي محاولة لنزع فتيل الاشتباكات أصدر صالح الصماد، وهو عضو في جماعة الحوثيين عينه هادي مستشارا سياسيا في سبتمبر أيلول، بيانا يتضمن قائمة شروط موجهة للحكومة، بينما تشمل الشروط إقامة شراكة عادلة وشاملة مع "أنصار الله" الجناح السياسي لجماعة الحوثيين وحذف فقرات من مسودة الدستور تنتهك اتفاق سبتمبر أيلول.
وقال الصماد إنه إذا لم يتم الالتزام بالاتفاق السابق فسيتم تصعيد الموقف. وأضاف أن من الصعب التراجع عن التصعيد الذي سيسبب خسائر كبيرة.
وتهدف مسودة للدستور طرحت رسميا يوم السبت إلى حل الخلافات السياسية والطائفية والإقليمية الكبيرة في اليمن من خلال توزيع السلطة على المناطق، لكن الحوثيين عارضوها بشدة خوفا من إضعاف سلطتهم.