تساءلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية قائلة: مات الملك عبدالله، عاهل
السعودية، فمن هو سلمان؟
وتقول الصحيفة إن الأخ غير الشقيق للملك الراحل، الذي سيتلقى
البيعة قبل دفن شقيقه عصر الجمعة، كان أميراً للرياض معظم حياته السياسية.
ويشير التقرير إلى أنه رغم أن الأمير/
الملك سلمان هو أصغر عمراً من الملك الراحل، إلا أنه يعاني من مشاكل صحية تتراوح التقارير حول خطورتها وتقدم حالته المرضية، لكن الأمير وطوال مرض شقيقه تسلم مهام الملك، ومثل العاهل الراحل في عدد من الملتقيات والمهام الدولية والإقليمية.
وتذكر الصحيفة أن سلمان بن عبد العزيز ولد في 31 كانون الأول/ ديسمبر 1935، ويتوقع منه أن يقدم الاستقرار الذي طبع فترة حكم الملك عبدالله، الذي تولى السلطة بعد وفاة الملك فهد عام 2005، مع أن البعض يقولون إن الملك عبدالله كان يحكم منذ عام 1995 عندما أقعد المرض الملك فهد.
وبحسب الصحيفة، فقد توقع عدد من المحللين ألا يتركز حكمه على تعزيز الإصلاحات المحدودة التي أدخلها سلفه.
ونقل التقرير عن كارين إليوت هاوس، المؤلفة المتخصصة في تاريخ المملكة العربية السعودية، قولها: "يجب أن نتوقع أن يقوم الملك بالسماح بمساحة -وإن قليلة- لرغبات القادة الدينيين وبدور أكبر للدين في السعودية".
وتلفت الصحيفة إلى مظاهر القلق حول صحة الابن الخامس والعشرين من أبناء الملك المؤسس. فقد عانى الملك القادم البالغ من العمر 79 عاماً من جلطة دماغية، حيث تركت أثراً على حركة يده اليسرى، وهناك تقارير عدة تحدثت عن إصابته بمرض الخرف.
ويضيف التقرير أنه يعرف عن الملك سلمان الذكاء والعمل الجاد، وعين عام 2011، وزيراً للدفاع، حيث أشرف على انضمام المملكة العربية السعودية إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا عام 2014.
وتفيد الصحيفة بأن الملك سلمان يدير شؤون البلاد منذ شهور، ويترأس جلسات الحكومة السعودية، خاصة بعد أن أقعد المرض الملك عبدالله. وقام بالرحلات الخارجية كلها منذ تعيينه ولياً للعهد عام 2012، بعد وفاة شقيقه الأمير نايف، وزيرالداخلية وولي العهد السابق.
وتضيف "إندبندنت" أن الملك ظل سلمان أميراً على منطقة الرياض لمدة خمسة عقود تقريباً، حيث شهدت الإمارة توسعاً في عهده من 200 ألف إلى سبعة ملايين نسمة. وخلال فترة إدارته للإمارة حاول جذب السياحة، وقام بعدد كبير من المشاريع الضخمة، وجلب الاستثمارات الخارجية، وكان مع إقامة علاقات جيدة مع الغرب.
وفي عام 2011 قام بحملة لملاحقة المتسولين في إمارة الرياض، حيث تم ترحيل المتسولين الأجانب كلهم، أما المتسولون السعوديون فنقلوا إلى بيوت للرعاية لإعادة تأهيلهم.
ويورد التقرير أن وثيقة سربها موقع "ويكيليكس" عام 2007، تكشف عن موقفه من الديمقراطية، فقد جاء فيها: "أشار إلى أنه يجب عدم تطبيق الديمقراطية" و "قال إن المملكة العربية السعودية مكونة من قبائل ومناطق، ولو تم فرض الديمقراطية لقامت كل قبيلة ومنطقة بتشكيل حزب سياسي".
وتوضح الصحيفة أنه خلال فترة إمارته للرياض أشرف الملك سلمان على شؤون الأمراء والأميرات، الذين يعيش معظهم في الرياض، حيث حاول دفن الخلافات والتجاوزات التي يقومون بها كلها، دون أن يثير اهتمام الإعلام. ونتيجة للدور هذا فقد اشتهر في العائلة داعية تصالح ودبلوماسياً.
ويشير التقرير إلى أن الملك سلمان يملك مجموعة إعلامية ضخمة، ولديه علاقات مع الصحفيين الكبار في البلد،, وبحسب "فريدم هاوس" فالسعودية حصلت، حسب مؤشر الحريات، على 84 من 100 أي الأسوأ.
وتبين الصحيفة أنه وبالإضافة لعمله في الرياض قدم سلمان دعماً للجهاد الأفغاني 25 مليون دولار في الشهر، وذلك في أثناء الاحتلال السوفييتي لأفغانستان. وجمع تبرعات للمسلمين في البوسنة في أثناء الحرب الصربية عليهم في التسعينيات من القرن الماضي.
تختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن الملك عبدالله قد عين في عام 2013 الأمير مقرن المولود عام 1945 نائباً له على ولاية العهد.