طبع الفتور تفاعلات أغلب القيادات السياسية والأحزاب والشخصيات الوطنية
التونسية مع خبر رحيل ملك
السعودية عبد الله بن عبد العزيز، على عكس نشطاء الإنترنت ووسائل الإعلام، التي أفردت الحدث بمتابعة شاملة لمختلف مراحل حياة الملك ومواكبة بالصورة والفيديو لجنازته.
فإلى جانب خبر تركيبة الحكومة الجديدة، تصدّر قرار رئيس الجمهورية الباجي
قايد السبسي إعلان الحداد لمدّة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام على كافة الإدارات والمؤسسات العمومية، أحاديث التونسيين وتعليقاتهم على موقع التواصل "فيسبوك".
رئاسة الجمهورية تتقرّب..
من جهته، انتقد المدوّن والصحفي المعروف هيثم المكي قرار إعلان الحداد في تونس بشدّة، متسائلا كيف يتمّ إعلان الحداد على من وصفه بـ "المساند الرسمي للإرهاب الدولي وعرّاب الوهابية ورئيس عصابة آل سعود أرباب العمالة والدموية"، ومقارنا بين هذا القرار وبين إعلان الحداد على "أمنيين أو شخصية وطنية..".
وشبّه المكّي رحيل ملك السعودية بـ"رحيل السفّاح شارون، وبرحيل الرئيس التونسي الأسبق بن علي في المستقبل. متابعا إنّ رئاسة الجمهورية تريد التقرّب ممّا وصفه بـ"صهريج البترول والجهل المسمّاة السعودية"، وفق تعبيره.
ولفت على صفحته الرسمية على الفيس بوك إلى "أنّه لا فرق بين السعودية و"داعش"، مستنكرا توقّف بثّ الأفلام السينمائية والعروض المسرحية في تونس بسبب الحداد.
الحداد تعدّ فاحش على الوطن
من جهته، قال الكاتب نصرالدين السويلمي "مات الملك عبد الله بن عبد العزيز بما له وما عليه وأمره الى الله، مثلما سيموت السبسي بما له وما عليه، إن كان أحسن فلنفسه، وإن كان أساء فعليها، وإننا لنتفهم أن يكون السيد الباجي قائد السبسي حزن على الملك الراحل أكثر من غيره بحكم المنصب، وبحكم السن المتقاربة، وربما بحكم الأوضاع الصحية التي مر بها كلا الرجلين" وفق تعبيره.
وانتقد السويلمي، في مقال نشره موقع "الشاهد"، قرار السبسي إعلان حالة الحداد في تونس معتبرا ذلك "من التعدي الفاحش على الوطن، أن ننخرط نحن في سيدي بوزيد وتالة وقبلي وسجنان والذهيبة ومكثر وحفوز.. في حزن عميق، لأن أحد أصدقاء السبسي ومن ساعده في الوصول الى السلطة انتقل إلى جوار ربه، فهذا الفعل لم تأته الدكتاتوريات خلال أشنع عصورها"، مثلما جاء في المقال.
وواصل: "السبسي لديه أصدقاء كبار في السنّ في الإمارات والكويت وليبيا وفرنسا والسعودية، ما يعني أننا مقبولون على موسم "الأسود يليق بنا"، وعليه أن يفسح في أجندة الحداد والحزن لديه، تحسبا لأي طارئ" .
انقلاب داخل القصر
كما نشر موقع "الشاهد" مقالا آخر بعنوان "انقلاب في قصر آل سعود" للكاتب "ديفد هيرسيت" تطرّق فيه إلى "عودة فرع "السديريين" بقوة إلى الصدارة، بعد رحيل الملك عبد الله، لينفذوا انقلابا داخل القصر بكل ما تعنيه الكلمة" بعد تعيين محمد بن نايف وزير الداخلية وليا لولي العهد"، متابعا "ليس سراً أن عبد الله كان يريد هذا المنصب لابنه متعب، ولكنه بات الآن خارج اللعبة"، بحسب المقال.
وكان الرئيس السبسي تحوّل على رأس وفد رفيع المستوى صباح السبت إلى المملكة العربية السعودية لتقديم التعازي بعد أن نعى الملك الراحل في بيان اعتبر فيه وفاة الملك عبد الله خسارة للأمة العربية التي فقدت رجل دولة كبيرا"، بحسب نصّ البيان.
كما هنّأ الملك سلمان بن عبد العزيز، في برقية أرسلها، الجمعة، عقب مبايعته ملكا للسعودية، وللأمير مقرن بن عبد العزيز الذي تولّى منصب ولي العهد.
من جانبها، اختارت النهضة تقديم العزاء من خلال وفد ضمّ رئيس الحركة راشد الغنوشي وأمينها العام علي لعريض، اللذين تحوّلا السبت إلى السعودية، بحسب ما أكّدته إذاعة "موزاييك" الخاصة.