شهدت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة لحزب الله
اللبناني فرحاً لافتا بموت العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، وضجت بهاشتاغات تنتشي بوفاته، مثل "#نفوق_الملك_عبدالله" و"#هلاك_الملك_عبدالله"، وغيرهما.
قد يُبرر الأمر للوهلة الأولى بالخلاف الحاصل بين الحزب ومؤيديه، حيث إنهم يدعمون النظام السوري، بينما كان الملك الراحل يدعم معارضي بشار الأسد، أو ربما لرفض الحزب تدخل
السعودية في الشؤون اللبنانية وتأييد فريق على آخر، أو أنهم اعتبروه حاكماً ظالماً ومات.
لا، الأمر مختلف تماماً. القضية عقدية محضة لدى شيعة لبنان، فهم يربطون وفاة
الملك عبد الله، بقرب خروج "المهدي المنتظر"، معتمدين على عدد من الروايات –المختلف على سندها- باعتبار الحادثة واحدة من العلامات المبشرة بظهوره.
وتقول الرواية التي يعتبرها أتباع الحزب نقطة تحول في مجرى الأحداث، ويزعمون نقلها عن النبي محمد عليه السلام: "يحكم الحجاز رجل اسمه على اسم حيوان إذا رأيته حسبت في عينيه الحول من البعيد وإذا اقتربت منه لا ترى في عينيه شيئاً، يخلفه له أخ اسمه عبد الله. ويل لشيعتنا منه".. أعادها ثلاثاً "بشّروني بموته أبشّركم بظهور الحجّة". انتهت الرواية التي يتناقلونها فيما بينهم.
ينسبون تلك الرواية تارة لمسند أحمد (وهو إمام سني)، وتارة أخرى لـ"غيبة الطوسي"، ويشيرون إلى الملك الراحل فهد بن عبد العزيز وأخيه عبد الله.
كما أنهم ينسبون للإمام الصادق المتوفى سنة 148 هـ مقولة تتعلق بوفاة ملك السعودية: "من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم، ثم قال: إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتبناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام فقلت: يطول ذلك؟ قال: كلا". الغيبة- الشيخ الطوسي ص447.
وينقلون عنه أيضاً في البحار ج52 ص210: "لا يكون فساد ملك بني فلان حتى يختلف سيفان لبني فلان، فإذا اختلفوا كان عند ذلك فساد ملكهم".
إذن هم يروجون "للمهدي المنتظر" على أساس أن الملك عبد الله سيكون آخر ملك من آل سعود، وأن الحكم بعده سيكون في حالة اضطراب وهرج ومرج، وهذا المعنى أخذوه من تلك الروايات.
وعلى الرغم من أن هناك حديثا حول الخلافات الدائرة بين العائلة المالكة في السعودية، إلا أن الأمر لم يتطور إلى حد الشقاق أو الانقلاب، فقد استلم سدة الحكم الملك سلمان، وغير بعض القيادات الحاكمة لكن تبقى الأمور في إطار اختلاف طبيعي، ويذهب هذا بتمنيات أبناء الحزب أدراج الرياح.
وتوفي الملك عبد الله، الجمعة الماضي، عن عمر يناهز الـ90 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، وتسلم السلطة بعده ولي العهد والأخ غير الشقيق سلمان بن عبد العزيز.