وجه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور
يوسف القرضاوي، رسالة ثانية إلى ثوار
مصر يدعوهم فيها للخروج عن بكرة أبيهم للوقوف في وجه النظام المصري الظالم، بقيادة الانقلابي عبد الفتاح السيسي.
وقال القرضاوي في رسالته، عبر فضائية "مكملين" المعارضة للحكم العسكري بمصر: "أود أن أوجه الشكر لكل إخواني وأبنائي وأحفادي وبناتي وحفيداتي من أبناء مصر وبناتها الذين استجابوا لرسالتي بالأمس، حين دعوتهم للخروج للاعتراض على الظلم الواقع على الشعب المصري كله".
وأضاف: "ثقوا أيها الإخوة، أنكم إذا خرجتم عن بكرة أبيكم ووقفتم في وجه هؤلاء، فإنّ الله سبحانه وتعالى سينصرنا".
وأشار إلى أن المصريين استجابوا وخرجوا ولم يبالوا بما أصابهم في سبيل الله، منوها إلى أنّ "هذا هو المعروف عن الشعب المصري الذي سار على الطريق المستقيم.. لا يبالي بظلم الظالمين".
وقدم القرضاوي تحية لكل حرائر وشباب مصر الذين ضحوا بأموالهم ومستقبلهم في سبيل الله، على حد تعبيره.
وأكد أنّ الشعب المصري عندما يصمم على شيء فإنّه ينفذ ما يريد.
وفي معرض تعليقة على رسالة مرشد الإخوان المسلمين بعد الانقلاب العسكري بأنّ "ثورتنا سلمية"، قال القرضاوي، إنّ الشعب المصري اتخذ طريقا آخر هو طريق المقاومة، بعد أن استسلم الناس للجيش يضربهم من فوقهم ومن تحتهم بالدبابات والطائرات وبالقناصة وبالبلطجية.
وشدد القرضاوي على أنّ الشعب المصري لا يمكن أن يصبر على هذا الظلم، مؤكدا أن الشعب الذي صمم على أن يعيش حرا سيعيش حرا.
وأضاف: "ثقوا بأن الله مع هذا الشعب.. هذا الشعب لا بد أن يسير في طريقه.. ولا بد أن نكون معه جميعا".
واستدرك بالقول، إن "المشكلة أن بعض الناس يخافون من العساكر.. ولكن حكم العسكر حكم ظالم"، متسائلا: "هل يقف مليون عسكري ضد 90 مليون مصري؟".
ووجه نداء للشعب المصري قائلا: "قفوا ضد هؤلاء الظالمين والله معكم، والله سينصركم على أهل الظلم والطغيان".
وهاجم القرضاوي الحكم العسكري بمصر متهما إياه بأنّه ضيع كل خيرات الشعب وسرق مليارات الناس وضيع كل شيء بمصر، مؤكدا أنه "لا يمكن أن نترك بلدنا تخرب.. يا أهل مصر ارحموا بلدكم وارحموا أبناءكم وأحفادكم وأمّتكم".
ونوه إلى أن الجهات الداعمة للانقلاب العسكري في مصر، المتمثلة في السعودية والإمارات ستتوقف عن إرسال الأموال بعدما انخفضت أسعار البترول، وكل شيء سيضيع من الانقلابيين، "وسيذهب هؤلاء إلى الجحيم وسيضربهم الشعب بالنعال"، على حد تعبيره.
ووجه دعوة لأبناء الشرطة والجيش، بأن يرفضوا طاعة أوامر قياداتهم الظالمة التي ارتكبب المجازر وهتكت العورات وانتهكت الحرمات وضيعت الأموال والشباب، وضيعت البلد، وأن يقفوا مع الشعب وقفة رجل واحد، على حد قوله.
وقال: "إن الله سينصر هذا الشعب على القتلة والخونة والمجرمين الذين يسعون في الأرض فسادا.. والله أهل لأن يحق الحق بكلماته ولو كره المشركون.. والله سينصر المؤمنين ويأخذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر".
ووجه رسالة إلى الرئيس المختطف محمد
مرسي، مؤكدا أنه ما زال الرئيس الشرعي، وعلى الجميع أن يطيعه في ما يأمر، ولا بد له أن يرجع للحكم.
وهاجم قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي مؤكدا أنّه إنسان "لا قيمة له، لا يحسن الكلام ولا السياسة ولا التدبير، ولا بد أن يعاقب على ما ارتكب من جرائم، ولا بد أن يحاكم معه وزير داخليته محمد إبراهيم والضباط الذين معهم والذين أطاعوهم في الانقلاب".
وأكد القرضاوي أنّه لا بد أن تقوم محاكم عادلة في مصر، "لأننا لم نفعل ذلك وكانت الثورة الماضية ناقصة.. ولم يحاكم الظلمة".
وختم بالقول: "لا يمكن أن تنتصر ثورة ما لم تحاكم الظالمين".