شنّت صحيفة يديعوت، الاثنين، في مقالها الافتتاحي حملة ساخرة ضد الرئيس الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو على خلفية قصص
الفساد التي أثيرت حول زوجته سارا، باستغلال سلطة زوجها لجني أرباح من وراء بيع قناني الخمر الفارغة.
وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي الذي كتبه ناحوم برنياع، إنه إذا كانت توجد هنا مسألة عامة، فيجب أن تركز على نتنياهو: بأي قدر يؤثر وضع زوجته على قراراته، على جدول أعماله، على أدائه؟ولماذا يسوق لناخبيه عرضا عابثا بدلا من أن يواجه الواقع؟
وأشارت الصحيفة إلى الكشف الذي نشره أمير أورن في "هآرتس" يوم الخميس حول صفقات القناني في منزل نتنياهو.
وعلقت بالقول: "كل من قرأ القصة عقب على طريقته؛ هناك من لم يعرف نفسه من شدة الغضب، وآخر صعب عليه أن يصدق، وهناك من أسف على قنانيه التي يلقى بها إلى حاوية إعادة التدوير دون مقابل، هناك من ذهل وهناك من ضحك".
من جهته، سخر ناحوم برنياع قائلا: :أنا ضحكت. فكرت في السائقين في منزل رئيس الوزراء ممن يحملون القناني الفارغة في حجرة الشحن في السيارة الحكومية، يسافرون في قافلة محروسة إلى أقرب سوبرماركت، والرهن، 30 أغورة للقنينة، يضعونه، قطعة إثر قطعة، في الكف المبسوطة ليد زوجة رئيس الوزراء".
وأضاف" "فكرت بمن ليس لديهم المنازل، ممن ينبشون في حاويات القمامة لمنزل رئيس الوزراء على أمل أن يجدوا قنينة، فلا يجدون سوى كراتين البوظة".
ولم يقف عند هذا الحد من السخرية، بل إن برنياع قال: "لقد فكرت بموجة القصص السابقة، التي نسبت لزوجة رئيس الوزراء ميلا لتناول الكحول، ليس على حسابنا. يحتمل أن تكون الكحول في القناني التي يرفعها العاملون سرا إلى الغرفة لا تحتسيها أبدا. فهي تفرغ القناني في المغسلة، وبعدها تبعث بالسائقين إلى السوبرماركت".
وقالت الصحيفة إنه "في أثناء نهاية الأسبوع ارتبط السياسيون بالقنينة. زهافا غلؤون طلبت فتح تحقيق جنائي، فقد وبخت المستشار القانوني للحكومة ومراقب الدولة اللذين يسمحان للزوجين نتنياهو بتفادي العقاب. تسيبي لفني صرخت صرخة الفقراء، الذين لا يصل أجرهم الشهري إلى حد الإنفاق اليومي على الكحول في منزل رئيس الوزراء. و"حتى قضية القنينة، لم أعرف أن لفني هي سياسية اجتماعية"، علق برنياع. وإسحاق هرتسوغ رفع صوته دفاعا عن الديمقراطية، بحسب يديعوت.
وأضافت: "لقد كان التقمص العاطفي زائفا؛ والمزايدة زائدة. فهم يعرفون أنه من بين كل قصص الفساد التي ترفع اليوم على جدول أعمال الدولة، فإن قصة القناني هي الأكثر هامشية. وحتى لو كان محقا مدبر المنزل السابق ميني نفتالي، والمبلغ الذي اختفى في محفظة السيدة نتنياهو بلغ ثلاثة أضعاف المبلغ الذي أعادته، فلا يزال الحديث يدور عن موضوع صغير، خال من العلاقات السياسية".
وتقول إن معنى هذه الحالة، وجملة القصص المشابهة في الماضي، مختلف تماما: "
سارة نتنياهو في مشكلة. وهي بحاجة إلى مساعدة. المستشار القانوني للحكومة ومراقب الدولة يتملصان من التحقيق في قضايا ترتبط بها ليس لأنهما مجندان لحملة انتخابات زوجها، بل لأنهما لا يعرفان كيف يواجهان مشكلة من هذا النوع".
وتتساءل: "ما الذي سيكتبه بالضبط مراقب الدولة في تقريره؟ أن السيدة موضع المراقبة ليست راشدة؟ ما الذي سيأمر به المستشار القانوني الشرطة؟ أن تنقل سارة نتنياهو إلى الإقامة الجبرية؟ أن يقترح عليها صفقة قضائية مثل شولا زاكين؟
وتقول، إن فينشتاين وشابيرا يتصرفان مثلما يتصرف معظم الناس في حالتهما: فهما يهربان من المشكلة مثلما يهرب المرء من النار.
حلول مقترحة
ونوهت الصحيفة إلى أنه من الممكن لنتنياهو أن يدعو بعض الأشخاص، من أولئك الذين يسمون مصممي الرأي العام القانونيين، والمحررين الصحفيين، وأن يقول لهم: "هذا هو الوضع. كل ما أطلبه منكم هو أن تتفهموا وأن تبقوا الموضوع في الظل". مثل هذا الطلب كان سيخرج دفعة واحدة معظم الهواء من قضايا سارة.
واستدركت بالقول، إن "نتنياهو فضل أن يتصرف بشكل مختلف. في قضايا سابقة استأجر محامين، حرصوا على أن يسكتوا المشتكيات والمشتكين من خلال تعويض مالي، مشروط بالسكوت. هذا أيضا يمكن أن يحصل في القضية الحالية، لمدبر المنزل".
غير أن هنا المدعي، ميني نفتالي، ليس عاملة أجنبية، بل خريج صلب من وحدة خاصة، ومحاميته نوعامي لنداو، مصممة وذكية. في الدعوى التي رفعها نفتالي المدعى عليها ليست سارة بل الدولة.د، بحسب الصحيفة.
وتضيف أن المحامية التي تعالج الملف، ليؤورا حابليو، لا تسارع إلى الدفع. الدولة ستدفع في النهاية، ولكن حتى ذلك الحين ستظهر قضايا أخرى، قنانٍ أخرى.
ونوهت الصحيفة إلى أن نتنياهو يشتكي من أن كل الزوبعة التي أثيرت حول قصة القناني ما هي إلا إثارة سياسية، كله ولد في مؤامرة ظلماء، في بروتوكولات حكماء اليسار.
وختمت الصحيفة بالقول: "باختصار، فضيحة. في الفيلم الروسي "الحوت"، عن الفساد في روسيا وبوتين، تجري عصبة من الرجال تدريبا لإطلاق النار على أهداف هي قناني فارغة. واحد يصيب، واحد يخطئ، إلى أن يمتشق الثالث الكلاشينكوف، ويطلق صلية طويلة ويحطمها كلها.
ماذا فعلت؟ يقول له رفيقه.. لا شيء، يجيبه. لدينا أهداف أفضل، ويسحب كومة من صور السياسيين".
يذكر أنه برزت مؤخرًا، إضافة إلى ذلك، اتهامات جديدة بحق زوجة رئيس الحكومة حيث إنها تحصلت على أموال، بشكل مخالف للقانون، نتيجة استخدام موارد رئيس الحكومة، على حد تعبير الصحيفة.
سارة نتنياهو: ضحية دسائس أم عائق في طريق زوجها؟
من جانبها قالت صحيفة المصدر الإسرائيلي، الاثنين، إن سارة نتنياهو، بحسب الشكوك، استغلت القانون الإسرائيلي الذي يُتيح استرجاع العبوات البلاستيكية المستعملة إلى المتاجر، وأخذ عربون مالي مقابل كل عبوة.
وأضافت المصدر أنّ الشكوك تدور حول أن السيدة نتنياهو أخذت مبالغ العربون التي دُفعت مقابل العبوات التي تم شراؤها من ميزانية ديوان رئيس الحكومة.
وأرجعت السيدة نتنياهو، حسب التقرير، إلى ميزانية الدولة آلاف الشواقل التي تم التحصل عليها بهذه الطريقة. وردًا على ذلك قال مقربون من سارة نتنياهو إن تلك الأموال لم تذهب إلى جيبها بل إنها كانت تُستخدم لصالح عمال المسكن، وفقا للمصدر.
وردا على كل ذلك قال نتنياهو: "عملية تشويه السمعة الممنهجة، لا تتوقف أبدًا ضد زوجتي للمس بها وبشخصيتها، والمس بي وبعائلتي. كل الوسائل مفتوحة في فترة الانتخابات"، بحسب المصدر.
ودافع المقربون من نتنياهو عنه أمام كيل الادعاءات التي تم توجيهها ضدهم، وأجرى محامي نتنياهو مقابلات في كافة القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، ونفى كل تلك الادعاءات وادعى بأن ما من شائبة بتصرفات عائلة نتنياهو، وبأن من يكيلون تلك الادعاءات يريدون فقط المس بنتنياهو دون أي أساس.
وادعى المقربون من نتنياهو بأن كشف تلك التقارير السرية الخاصة بمراقب الدولة، من خلال تسريبها، هو أمر مخالف للقانون، وأنه يجب محاكمة الصحفيين الذين فعلوا ذلك، على ذمّة المصدر.
ورد نتنياهو نفسه، من خلال حسابه على فيسبوك، بالقول، إن تلك ليست إلا محاولات لتشويه سمعته، يقوم بها خصومه السياسيون، ووسائل الإعلام التي تُحاربه. وكتب نتنياهو يقول: "لا حدود لطريقة التشويه، التي تنتهجها جهات إعلامية، بمحاولة منهم لإسقاط حكم الليكود برئاستي"، وفقا للمصدر.
وأضاف: "عملية الإلهاء، وعملية تشويه السمعة الممنهجة، لا تتوقفان أبدًا ضد زوجتي للمس بها وبشخصيتها، والمس بي وبعائلتي. كل الوسائل مفتوحة في فترة الانتخابات. ولكنهم لا يأخذون أمرًا واحدًا بالحسبان: أن الشعب الإسرائيلي أذكى بكثير مما يعتقدون".
وتساءلت يديعوت: "هل الحديث بالفعل هو عن افتراءات لا أساس لها من الصحة ضد زوجة رئيس الحكومة، بهدف المس بنجاحه في الانتخابات؟ أو أن الحديث بالفعل عن تصرفات غير أخلاقية وجنائية أيضا؟".
وتخلص إلى أنه "ربما لن يحدث الكشف عن حقيقة هذه المسائل إلا بعد سنوات. الشيء الوحيد الأكيد هو أن الكلمة الأخيرة، في هذا الصراع، لم يتم قولها بعد".