الطفلة يارا من مدينة غزة في فلسطين، جاءت إلى
السويد وحدها بعدما أرسلها والداها لكي يؤمنا لها مستقبلا مزدهرا بعيدا عن الحرب ومظاهر القتل في غزة، لتواجه قسوة زوجة خالها التي قتلت على يدها.
يارا التي لم تتجاوز من العمر ثماني سنوات، استقبلها خالها في منزله في مدينة كارلسكونا في مقاطعة بليكنيي جنوب السويد، لكن سوء معاملة زوجة خالها لها وتوبيخها سرعان ما انتهى بمقتل الطفلة بقطعة خشبية تستخدم لعمل الخبز (الشوبك)، حسب التحقيقات التي تبينت مؤخراً.
وحكمت المحكمة الابتدائية في بليكنيي على قاتلة الطفلة يارا بالسجن مدى الحياة، وعاقبت الزوج، خال الطفلة، بثماني سنوات سجناً نافذا، بتهمة الاعتداء والضرب المفضي للموت.
وتعود حيثيات هذه الجريمة إلى العام الماضي عندما عثرت الشرطة على يارا النجار مقتولة، لتكشف التحريات بعد ذلك تورط خال الضحية وزوجته في تعريض الطفلة للعنف والضرب، وهو ما تسبب في وفاتها.
وقد أنكر الزوجان، اللذان اعتقلا بتهمة القتل، مسؤوليتهما عن الحادث حينها، ليقوم كل منهما بعد ذلك بإلقاء اللوم على الآخر، ثم تم عرض الزوجين على الطب النفسي الذي أثبت خلوهما من أي مرض نفسي أو عقلي.
صحيفة "كفيلسبوستن" السويدية أجرت مقابلة بالهاتف مع أهل الفقيدة، وجاء فيها أن أهل الطفلة كانوا مصدومين وفي حالة حزن شديد. وأفاد الأب، الذي ظهرت عليه ملامح اليأس والإعياء، أنه لاحظ في آخر مكالمات مع ابنته، بواسطة السكايب، وجود كدمات على وجهها، وعندما سألها قالت له إن الكدمات نتيجة سقوطها على الأرض أثناء اللعب مع صديقاتها.
وأضاف والد الطفلة أن السلطات السويدية لم تبلغه بمقتل ابنته، وأنه علم بذلك من خلال الفيسبوك.
وحظيت قضية يارا، التي وصفتها رئيسة الشرطة في مدينة كارلسكونا بأنها القضية الأكثر تعقيدا منذ عقود في السويد، بتغطية واسعة من وسائل الإعلام السويدية.
يشار إلى أن الكثير من العائلات ترسل أطفالها مع أقرباء لهم إلى السويد أو دول أوروبية أخرى ليتمكنوا من اللحاق بهم عن طريق إجراءات لم الشمل، وهذه الظاهرة باتت شائعة مؤخرا، وخصوصا مع السوريين الذين خرجوا من سوريا وليس لديهم مبالغ مالية كافية للذهاب سوية.