رحب أهالي
بغداد ومحللون بقرار الحكومة
العراقية رفع
حظر التجول الليلي الذي يطبق داخل العاصمة بغداد منذ بداية الاحتلال الأمريكي مطلع 2003، ورأوا فيه خطوة إيجابية نحو تخفيف عبء حركتهم في أثناء الليل، فيما أبدى آخرون تخوفاً من أن تستغل "الجماعات المسلحة" هذا الإجراء لممارسة جرائمها ضد المواطنين الآمنين.
وأوعز رئيس الحكومة حيدر العبادي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، الخميس برفع حظر التجوال، الذي كان يفرض ابتداء من منتصف الليل وحتى الساعة الخامسة صباحاً. ويأتي قرار العبادي هذا عقب تجواله بشوارع بغداد برفقة القادة الأمنيين، والاطلاع على الأوضاع الأمنية.
ويعد قرار حظر التجوال الذي كان يطبق منذ 2003؛ الحصار الليلي الأطول في تاريخ العاصمة بغداد.
وكانت بغداد، وحتى الشهر الماضي، تعاني من مخاوف وتحديات أمنية جراء المعارك التي كانت تدور بين القوات الأمنية ومسلحي "الدولة الإسلامية"، لا سيما في الأطراف الخارجية للعاصمة في مناطق التاجي شمالاً وجرف الصخر جنوباً وحتى أبو غريب غرباً، الأمر الذي حولها إلى ثكنة عسكرية لقوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى.
وقال المحلل اللواء سعدون المصلح إن إجراءات الحكومة الأخيرة برفع حظر التجوال قرار ليس سهلاً، "وباعتقادي أن رئيس الحكومة لم يتخذه قبل أن يقوم بتغيير القادة الأمنيين السابقين، فضلاً عن مؤشرات الهدوء الذي تنعم به حالياً بغداد منذ شهرين تقريباً" حسب تقديره.
وأضاف المصلح: "لكن يحتاج (الأمر) من الحكومة أن تكثف إجراءاتها وتوجيهاتها للأجهزة الحكومية لمحاولة ضبط الأمن، و(الحيلولة) دون حصول اختراق أمني يحاول المسلحون (من خلاله) إرباك الوضع واستهداف الأمن في بغداد".
من جانبه، رحب المواطن أسعد عبد الكريم بقرار رفع حظر التجوال عن العاصمة، قائلاً: "لا أصدق أني أمشي بشوارع بغداد بعد منتصف الليل، وهذا حلم أنتظره منذ زمن طويل، لا سيما ونحن مقبلون على فصل الربيع الذي تنتعش فيه الحياة وتحتاج الحركة لوقت متأخر".
لكن عبد الكريم أبدى تراجعاً في رأيه هذا بعض الشيء، خشية أن تستغل بعض "الجهات المسلحة" سهولة الحركة ليلاً وتمارس عمليات سطو أو تنفيذ جرائم ضد المواطنين، على حد قوله.
ورافق الإجراء الحكومي برفع حظر التجوال، فتح مائة شارع داخل بغداد ورفع العديد من الكتل والحواجز الإسمنتية لتسهيل حركة السير أمام المواطنين، فيما أعلنت مناطق المنصور والأعظمية والكاظمية والسيدية مناطق منزوعة السلاح الثقيل.
وسبق أن اتخذ العبادي قراراً بتجريد منطقة الكرادة في قلب بغداد، التي تضم عدداً من مقرات الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة والبرلمان، من الأسلحة، على خلفية مواجهات حصلت بين جماعات مسلحة استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة واستدعت تدخل قوات الأمن العراقية لفض الاشتباكات.
وأبدت المواطنة سعاد حمود ارتياحها لقرار رفع حظر التجوال الليلي، وقالت: "كفى سجناً ليلياً يمنعنا حتى من الذهاب للمستشفى عند حصول حالة ولادة أو حالة مرضية".
وقال المحلل السياسي أحمد الأبيض إن قرار العبادي هذا يعتبر شجاعاً، لكنه يجب أن يكون مدروساً بشكل أمني دقيق، لكي لا تحصل أمور قد تنسف جهود استتباب الأمن كلها في العاصمة، لا سيما أن المواجهات المسلحة تقع من وقت لآخر بين القوات الأمنية وعناصر "الدولة الإسلامية" في الضواحي الخارجية للعاصمة بغداد.
وتماشياً مع هذا الإجراء الذي وصفه البعض بـ"الخطوة الجريئة"، أصدرت وزارة الداخلية أوامرها بمنع أي قوة أمنية خارج تشكيلاتها من تنفيذ أوامر الاعتقال القضائية في أحياء العاصمة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية سعد معن إن تخفيف القيود الأمنية عن أحياء الكاظمية والأعظمية والمنصور والسيدية في بغداد، يشمل حظر الأسلحة الثقيلة وإزالة عدد من نقاط التفتيش منها، مضيفاً أن هذه الإجراءات تشمل إناطة مسؤولية تنفيذ الاعتقالات بقوات الأمن المحلية، وليس وحدات الأمن الوطني التي تشمل القوات المساندة، كالجيش وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات الرد السريع.