في 16 أيار/ مايو 2014 أطلق اللواء المتقاعد خليفة
حفتر، عملية "كرامة
ليبيا" في مدينة بنغازي، شرق ليبيا، بهدف القضاء على ما أسماه بـ" التشكيلات المسلحة"، بما فيها تنظيم "أنصار الشريعة"، وكتائب أخرى، وهو ما رفضته رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي على لسان رئيسها اللواء عبد السلام جاد الله العبيدي، داعيا وحدات الجيش والثوار التصدي لمحاولة السيطرة على بنغازي في 17 أيار/ مايو 2014 في قناة "الوطنية" الليبية.
أمر مرفوض .. والحاجة لتفويض
أكد الرفض رئيس الوزراء المؤقت
عبد الله الثني في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لحكومته في اليوم التالي لانطلاق
عملية الكرامة، إذ قال : "إن أي عمل عسكري دون تفويض من رئاسة الأركان مرفوض".
واعتبر "الثني" الطائرة التي قصفت بعض معسكرات المسلحين في مدينة بنغازي منشقة عن سلاح الطيران الليبي، ودعا المواطنين في بنغازي إلى التمسك بشرعية الدولة فقط، ووصف المجموعات التي يقودها حفتر بأنها "خارجة عن شرعية الدولة الليبية".
مجلس النواب يشرعن.. والحكومة ترفض
وفي 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 أعلن الناطق باسم مجلس نواب طبرق، الذي تم حله بموجب حكم الدستورية العليا، فرج هاشم، عن تبني النواب لعملية الكرامة، مؤكدا مشاركة ضباط وجنود من الجيش الليبي فيها، ومشيراً إلى أن عملية الكرامة، هي عملية للجيش الليبي.
وفي مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي 2015، وقع رئيس مجلس النواب الليبي المنحل قرارا باعتباره "القائدا الأعلى للقوات المسلحة"، أعاد بموجبه 129 ضابطا إلى صفوف الجيش بحسب القرار، من بينهم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقائد ركن القوات الجوية السابق العميد صقر الجروشي.
"الثني" يناقض نفسه
وحتى 15 من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي اعتمدت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضمن تشكيلاتها على مدنيين مؤيدين لـ"عملية الكرامة"، وكذلك دعت حكومة عبد الله الثني بعد انتقالها إلى مدينة البيضاء شرق بنغازي المدنيين، إلى المشاركة في مظاهرات مسلحة ضد من وصفتهم بـ "الإرهابيين" في بيانها الصادر في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأكد الثني، في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، في اليوم ذاته أن "قوات الجيش الليبي مدعومة بمنتفضين مسلّحين، سيطروا على مدينة بنغازي، شرقي ليبيا"، مبديا ترحيبه بأي مجموعات مسلَحة ترغب في القتال إلى جانب قوات الجيش الليبي.
تمدين الكرامة
وظهر دور بارز للمدنيين المقاتلين، إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ممن اصطلح على تسميتهم "بالصحوات"، بدءاً من 15 تشرين الأول/ أكتوبر عندما دعت مجموعات مدنية إلى مظاهرة مسلحة تحت شعار "انتفاضة بنغازي المسلحة"، التي استهدفت مقاتلة من أسمتهم بـ"الجماعات الإرهابية" في المدينة.
ورغم مباركة مجلس النواب الليبي المنحل لهذه الانتفاضة، على لسان الناطق باسمه فرج هاشم الذي قال إن "ما يجرى من معارك بين الشعب والجيش، في مواجهة الجماعات المتطرفة والإرهابية في مدينة بنغازي، هو نتيجة طبيعية للأوضاع الأمنية المتردية التي تشهدها المدينة منذ فترة". إلا أن "هاشم" نفى أي تنسيق بين مجلس النواب المنحل والانتفاضة المسلحة في بنغازي، في تصريحات صحفية قبيل انطلاق المظاهرات بساعات.
الولايات المتحدة .. وقوة الأغراض العامة
وكشفت مصادر إعلامية أن بعض أفراد الصحوات تلقوا تدريبات جرت وفقاً لطلب كان قد قدمه رئيس الحكومة السابق علي زيدان، لمجموعة الدول الثماني في تموز/ يونيو 2013، من أجل دعم وتأسيس قوة مسلّحة تحت مسمى قوة الأغراض العامة".
وبدأت الولايات المتحدة تدريب هذه القوة، على أن تتكفّل ليبيا بمصاريف تدريبها، الذي بدأ في ربيع 2014 في بلغاريا، بحسب تقرير صادر عن لجنة الشؤون الخارجية التابعة للكونغرس.
وتحركت "الصحوات" أو "الانتفاضة المسلحة" في بنغازي، في 15 تشرين الأول/ أكتوبر، وأغلقت مداخل بعض أحياء المدينة بسواتر ترابية، وأحرق المسلّحون الإطارات، وبدأوا يستهدفون عائلات كل من يُشك بانتمائه إلى "المجلس"، كعائلة الصويد والكرشيني واكريم، ذات الأصول المصراتية، في رغبة لتأجيج الصراع داخل المدينة.
عسكرة الكرامة
وبدأ الاتجاه لمأسسة "عملية الكرامة" لقواتها وانضوائها تحت قوة الجيش والأركان بعد إعادة 129 ضابطا إلى خدمة الجيش، من قبل مجلس النواب المنحل، وذلك في محاولة للتصدي لانتقادات المعارضين لحفتر بعدم انتمائه للمؤسسة العسكرية.
وكان للخلافات داخل معسكر مؤيدي "عملية الكرامة" أثر على صبغها بالصفة العسكرية، فقال وزير داخلية الأزمة المنبثقة عن مجلس النواب المحل عمر السنكي في تصريح نشر على موقع "مونت كارلو" في 6 شباط/ فبراير الجاري، إن الجيش الليبي هو من يقود المعارك على الأرض، وأن عملية الكرامة أدت مهمتها ولم يعد لها مكان.
زيارة "الثني" ولقاءه بالعسكريين
بينما استنكر الناطق باسم "عملية الكرامة" محمد الحجازي في تصريحات لقناة "ليبيا أولا"، الزيارة التي قام بها رئيس حكومة الأزمة عبد الله الثني لمدينة بنغازي واجتماعه بقادة عسكريين، دون الحصول على إذن مسبق في الثاني من فبراير الجاري.
وتشارك في عملية الكرامة كتائب مسلحة تنتسب للقيادة العامة للجيش الليبي، ككتيبة 309 مشاة من طبرق، والكتيبتان 164، 115 من المرج، وكتيبة حسين الجويفي من البيضاء، وكتيبة مشاة البحرية، و21 مشاة صاعقة، و204 دبابات، وبقايا تشكيل كتيبة الصاعقة، ومديرية الأمن، من بنغازي وكتيبة الجوارح من إجدابيا، وحرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران، الذي تشتبك مع قوات الشروق التابعة لرئاسة الأركان العامة المنبثقة، عن المؤتمر الوطني العام حول الهلال النفطي بميناء السدرة.