قال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "آي.آي.إس.إس" الأربعاء، إنه بعد ثلاث سنوات من التراجع الحقيقي، فقد ارتفع
الإنفاق العسكري العالمي في عام 2014 بنسبة 1.7%، لا سيما في العديد من الاقتصادات الناشئة، في حين أن
السعودية وإسرائيل كانتا في صدارة دول الشرق الأوسط الأكثر إنفاقا على الدفاع.
جاء ذلك في تقرير نشره المعهد على موقعه الإلكتروني يوجز محتويات كتاب "التوازن العسكري" لعام 2015، الذي أصدره الأربعاء في مؤتمر صحفي جون تشيبمان المدير العام، والرئيس التنفيذي للمعهد ومقره في لندن، وهو مؤسسة عالمية (مستقلة) رائدة في مجال الأمن العالمي، والمخاطر السياسية والصراع العسكري.
وعلى غرار السنوات السابقة، فقد تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول الـ15 صاحبة أكبر موازنة إنفاق عسكري بقيمة 581 مليار دولار أمريكي، تليها الصين بقيمة 129.4 مليار دولار. وفي المرتبة الثالثة جاءت السعودية بقيمة 80.8 مليار دولار، وفي المرتبة الرابعة روسيا بقيمة 70 مليار دولار، وفي المرتبة الخامسة المملكة المتحدة بقيمة 61.8 مليار دولار. أما
إسرائيل فجاءت في المرتبة الـ13 بقيمة 23.2 مليار دولار، بحسب التقرير.
وقال التقرير إنه بعد ثلاث سنوات من التراجع الحقيقي، فقد ارتفع الإنفاق الدفاعي العالمي في عام 2014 بنسبة 1.7%، لا سيما في العديد من الاقتصادات الناشئة، وخاصة آسيا والشرق الأوسط وروسيا. ورغم ذلك، فإن التوزيع الجغرافي للإنفاق الدفاعي يتغير.
وأوضح أنه نتيجة للأزمة المالية عام 2008، فقد أجرت معظم دول حلف شمال الأطلسي وأوروبا مراجعات على (موازنات) الدفاع، التي شهدت خفضا لا يستهان به لهذا البند.
وعلى الرغم من أن قوات الولايات المتحدة لا تزال تشكل قدرة عسكرية هائلة في أوروبا، فقد شهدت عملية "إعادة التوازن" في 2014 خفض القوات الأمريكية في أوروبا مقابل رفعها في الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
واعتبر التقرير الذي يحلل القدرات العسكرية لـ171 بلدا، أن زيادة عدم الاستقرار بشكل كبير في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، والصراع في أوكرانيا وسلوك القوات الروسية، يعني أن المنطقة المجاورة لأوروبا أقل أمنا بكثير مما كانت عليه في عام 2008.
وأضاف أنه "في بداية عام 2015، كان مخططو الدفاع والأمن يدرسون العام السابق الذي أضاف أزمات إضافية إلى البيئة الأمنية العالمية المعقدة بالفعل، والتي تعاني من الانقسام بشكل متزايد. فيما واجه الأمن الأوروبي تحديه الأكبر منذ نهاية الحرب الباردة، إثر ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وإثارة عدم الاستقرار في شرق أوكرانيا".
وتابع: "وفي الشرق الأوسط، في الوقت نفسه، هدد التقدم السريع لتنظيم داعش في سوريا والعراق الدولة العراقية، وأدى إلى مزيد من الاهتمام العسكري من قبل الدول الإقليمية. وانتهى العام بإقدام الولايات المتحدة مجددا على نشر قوات في مهمة تدريبية إلى العراق، وقيادة تحالف واسع متعدد الجنسيات في العمليات الهجومية ضد داعش، في الوقت نفسه".
وفي كلمته خلال المؤتمر، قال "تشيبمان"، الرئيس التنفيذي للمعهد، إن الواقع الاستراتيجي في عام 2015، يتمثل في عودة ظهور النزاع في أوروبا، والتهديد الآخذ في التنامي للجماعات الإسلامية المتطرفة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأشار إلى أن ارتفاع الإنفاق العسكري العالمي بنسبة 1.7% في عام 2014، هو أول ارتفاع له منذ عام 2010، فيما انخفض إنفاق الولايات المتحدة على الدفاع، من 47% من الإجمالي العالمي عام 2010 إلى حوالي 38% عام 2014.