تكررت في
مصر بالآونة الأخيرة ظاهرة القبض على مواطنين لمجرد أنهم يتحدثون في الشؤون العامة، ويوجهون
انتقادات لطريقة عبدالفتاح
السيسي في إدارة البلاد، حتى لو كان الأمر نقاشاً عابراً في وسيلة نقل عامة، أو حتى في الشارع.
فقد نقلت تقارير صحفية أنه على إثر
نقاش بين "محمد.ع.ع"، البالغ من العمر 48 عاماً، مع "عبد القادر.ع.م"، ويبلغ من العمر 57 عاماً، بالمعاش، وكلاهما يقيم بدائرة قسم أول المنتزه، دار بينهما نقاش حول الأوضاع العامة في البلاد، وفاجعة مصرع أكثر من 22 مشجعاً من مشجعي فريق الزمالك، في إحدى حافلات النقل العام، التي كانا يستقلانها، إلا أن النقاش احتدم، حول مسؤولية قوات الجيش والشرطة عن تأمين الجماهير، وحماية المشجعين.
ولم يرق الكلام لعبدالقادر، وبمجرد اقتراب الحافلة من قسم أول الرمل، حتى صرخ مستغيثاً بالشرطة، من أجل القبض على محمد، بدعوى أنه يحرض مستقلي "الأتوبيس" على الجيش والشرطة، ويتهمهم بارتكاب حادث استاد الدفاع الجوي.
وبالفعل قامت الشرطة من فورها بإلقاء القبض على المواطن "المعارض"، بمعاونة الأهالي، فيما قال بيان صادر عن مديرية أمن الإسكندرية، إن قسم شرطة أول الرمل تلقى بلاغاً من أحد المواطنين بأنه في أثناء استقلاله أحد أتوبيسات النقل العام، بدائرة القسم، قام أحد الركاب بتحريض مستقلي الأتوبيس ضد الجيش والشرطة، واتهامهم بارتكاب حادث استاد الدفاع الجوي.
وأضاف البيان أنه تم ضبط المواطن بمساعدة الأهالي، وقاموا بتسليمه إلى قسم الشرطة، وتحرر المحضر الإداري بقسم أول الرمل، وأنه جار عرض المواطن على النيابة المختصة للتحقيق.
وفي محافظة الدقهلية بدلتا مصر، ألقت قوات الأمن القبض على مواطن بمركز منية النصر لقيامه بإعداد منشورات أمام منزله للتنديد برجال الشرطة، والقوات المسلحة، والتحريض على العنف.
وقالت مديرية أمن الدقهلية في بيان لها إن التحريات أفادت بقيام محمود زاهر جاد الحق عبده (51 عاماً) موظف بالإدارة الصحية بمنية النصر، ومقيم بدائرة المركز، بإعداد بعض المنشورات المنددة برجال الشرطة والقوات المسلحة، والتحريض على العنف، لتوزيعها على المواطنين.
وقال البيان إنه تم ضبط المذكور حال وجوده أمام منزله، وبحوزته لوحة خشبية مُجسمة لشعار رابعة، وجوال بلاستيك بداخله 3 لوحات ورقية متوسطة الحجم، تحمل بعض العبارات المسيئة للجيش والشرطة، و6 صور ورقية للرئيس المعزول، ولوحة ورقية كبيرة الحجم ملصق عليها صورة الرئيس المعزول!
وفي الفيوم، قال مساعد وزير الداخلية لمديرية أمن الفيوم اللواء الشافعي محمد حسن أبو عامر إنه تلقى إخطاراً من العميد علاء يحيى ومأمور قسم شرطة الفيوم بتلقيه بلاغاً من محمود فتحي 35 سنة صاحب شركة، ومقيم ببندر الفيوم ضد مدير مدرسة إسلامية ابتدائيه خاصة، يتهمه بسب رئيس الجمهورية، ووصف حكومة المهندس إبراهيم محلب بأنها حكومة الانقلاب على الشرعية.
وتضمن البلاغ أن ولي أمر الطفل آدم محمود فتحي بالصف الأول الابتدائي بالمدرسة الإسلامية الخاصة، تقدم بسحب ملف نجله من المدرسة، ونقله لمدرسة أخرى إلا أن مديرها نهره، وقام بسبه هو ورئيس الحكومة واصفاً إياها بأنها حكومة انقلاب، ورفض رد المبالغ المالية التي سددها ولي الأمر، الأمر الذى دفع ولي أمر التلميذ للتقدم ببلاغ لمأمور القسم، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 9407 لسنة 2104.
وفي بورسعيد، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على مواطن بتهمة تحريض الطلبة على التظاهر بدائرة قسم المناخ.
وقالت مديرية أمن بورسعيد، إن المقبوض عليه هو محمد إبراهيم السيد قشطة، وهو مدرس بمعهد أزهري، زاعمة أن المدرس اعترف باستغلال تلاميذه، وتحريضهم على المشاركة في تظاهرات جماعة الإخوان، بحسب بلاغ قُدم فيه من أحد أولياء أمور الطلاب.
وفي أسيوط، قالت قوات الأمن إنها تلقت بلاغاً من أحد المواطنين ضد موظف يقوم بتصوير الضباط والمواقع الشرطية، والتحريض على قتلهم، وعلى التظاهر، عقب نشر صورهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وبتقنين الإجراءات، استهدفت قوات الشرطة مسكنه، وبفحص جهاز "تابلت" يمتلكه تبين أنه منشور على صفحة المتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باسم "أبو وليد المصري" أخبار وصور عن ضباط مكتوب تحتها عبارة: "افضحوهم ـ احشد ـ شارك ـ انزل".
بريطانيون في المترو.. وآلان جريش من المقهى
في واقعة أخرى، ألقى ضباط نقطة شرطة مترو المرج الجديدة بمحافظة القاهرة القبض على "شيف" بالمملكة المتحدة، وشقيقها، ونجل عمهما.
واتهم صاحب شركة مقاولات، مقيم بالجيزة، يدعى "فوزي م"، 42 عاماً، الثلاثة بالـ"تآمر"، وقال إنه سمعهم يتحدثون عن "مخطط إرهابي".
وقال مقدم البلاغ إنه سمع الثلاثة يتحدثون باللغة الإنجليزية حول "مخطط" لتفجير المترو وعدد من المنازل والشركات في 25 يناير.
تحفظت قوات الأمن على المتهمين، وهـم: "نادية. ع" 24 عاماً، شيف بالمملكة المتحدة، إنجليزية من أصل مصري، و"طارق. ع"، 21 عاماً، إنجليزي، عامل بالمملكة المتحدة، و"شقيق الأولى"، و"محمد. أ" 20 عاماً، شيف مقيم بدائرة قسم شرطة المطرية، القاهرة، "نجل عمهما".
وأنكر الثلاثة ما قرره المبلغ، وأمر مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، والعرض على النيابة.
وكان حوار على مقهى قاد الصحفي الفرنسي الشهير "آلان جريش" رئيس التحرير السابق لصحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية، للاستدعاء في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بداخلية مصر؛ بعد أن قضى ساعات عدة في قسم شرطة قصر النيل للاشتباه به، ثم في مقر وزارة الداخلية المصرية للاعتذار إليه!
وجاء الاحتجاز، ثم الاعتذار، ثمناً لحوار سياسي أداره جريش مع صحفيتين مصريتين، في مقهى بالقرب من ميدان التحرير بوسط القاهرة، الأمر الذي أثار ريبة مواطنة مصرية، أبلغت عنه، واحتجزته قوات الأمن بناء على هذا البلاغ، بحسب رواية وزارة الداخلية.