أعلن
تنظيم الدولة في
ليبيا الخميس إعدام 21 قبطياً مصرياً كان يحتجزهم منذ عدة أسابيع.
وقالت مجلة دابق التابعة للتنظيم إن من سماهم "جنود ولاية طرابلس" أعدموا 21 شخصاً من الأقباط
المصريين، "ثأراً للسيدات القبطيات اللاتي يعذبن داخل الكنيسة القبطية في مصر، بعد إشهار إسلامهن وعلى رأسهن كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين".
ونشرت مواقع إلكترونية تابعة للتنظيم صوراً للأقباط المصريين وهم يرتدون ملابس الإعدام البرتقالية، بصحبة ملثمين وضعوا السكاكين على رقابهم تمهيداً لذبحهم.
وقالت الكنيسة الأرثوذكسية، إنها لم تتأكد حتى الآن من صحة الصور، مشيرة إلى أنها تتابع الأمر مع المسؤولين في الحكومة قبل اتخاذ أي رد فعل.
ودعا التنظيم المسلمين حول العالم لاستهداف الأقباط في أي مكان انتقاماً للمسلمات المحتجزات في سجون الصليبيين في مصر، موضحاً أنه في الوقت الذي كان فيه تنظيم الدولة بعيداً عن مصر، وكان من
الصعب استهداف الأقباط هناك، تم تفجير كنيسة "سيدة النجاة" في العاصمة العراقية بغداد في 2010.
وأضاف "الآن تمددت الدولة الإسلامية في ليبيا وسيناء وأماكن أخرى بما يمكنها من إلقاء القبض على الأقباط الصليبين أتباع شنودة ومؤيدى السيسي بسهولة، وإلقاء الرعب في قلوب الأرثوذكس كما سبق أن فعلت مع الكاثوليك في بغداد".
خطة عاجلة لإجلاء المصريين
ورداً على هذه التطورات، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجهات الحكومية المعنية بسرعة التعامل مع أزمة المصريين بليبيا، وتنفيذ خطة عاجلة لإجلاء الراغبين في العودة إلى مصر.
ونقل التلفزيون الرسمي عن وزارة الخارجية المصرية تحذيرها للمواطنين من السفر إلى ليبيا، ومطالبتها للمقيمين هناك بتوخي الحذر والابتعاد عن مناطق التوتر.
وكانت رئاسة الجمهورية قد أصدرت بياناً أكدت فيه أنها تتابع "عن كثب وباهتمام بالغ" الأنباء المتواترة حول وضع المصريين المختطفين في ليبيا.
وأعلنت الرئاسة أن خلية الأزمة التي سبق أن وجه السيسي بتشكيلها من ممثلي الوزارات والأجهزة المعنية، تتابع الموقف أولاً بأول وتجري اتصالات مكثفة ومستمرة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية بهدف استجلاء الموقف.
وقالت إن مصر تدعو المجتمع الدولي للوقوف في مواجهة الإرهاب بصوره كافة، حيث بات يهدد المنطقة والعالم.
الكنيسة تتهم الخارجية بالتقصير
من جانبه قال القمص "اسطفانوس شحاتة" كاهن مطرانية سمالوط بالمنيا، إنه حال التأكد من مقتل المسيحيين في ليبيا على يد تنظيم "داعش"، سيتم توجيه اتهام لوزارة الخارجية المصرية بالتقصير الشديد.
وأضاف "شحاتة" في مداخلة هاتفية مع قناة "صدى البلد" أن الأقباط استغاثوا بالخارجية منذ عدة أشهر، وطالبوها بسرعة التحرك لإعادة المخطوفين إلى وطنهم دون جدوى.
ودعا كاهن مطرانية سمالوط، الخارجية للعمل على تسليم جثامين القتلى إلى أهاليهم للصلاة عليهم داخل كنائسهم، مطالباً بإضافة أسمائهم إلى لائحة شهداء الثورة وصرف تعويضات مناسبة لأسرهم.
وقتل مسلحون مجهولون في ديسمبر الماضي أسرة مسيحية مصرية في مدينة سرت الليبية، في حادث أثار استياء الأقباط المصريين بسبب ما قالوا إنه تقاعس الدولة عن حمايتهم.
أهالي المختطفين يهاجمون الحكومة
وأكدت أسر الأقباط المختطفين في ليبيا أن "الأخبار المتداولة عن إعدام أبنائهم هي كارثة ونكبة حلت بهم في ظل عجز المسؤولين المصريين عن اتخاذ مساع جادة للإفراج عنهم".
وأعلنوا في بيان لهم مساء الخميس تنظيم وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين بوسط القاهرة، وبعدها ستتوجه الأسر والمتضامنون معهم لإقامة صلاة من أجل أبنائهم داخل الكاتدرائية المرقسية، مشددين على عدم عودتهم إلى منازلهم في صعيد مصر، إلا بعد تحديد مصير أبنائهم أو استلام جثثهم والعودة بهم لتكريمهم.
وأكدوا أنهم لن يلتفتوا لأي تهديد تحت مسمى قانون التظاهر، ولن يسعوا للحصول على تصاريح، ولن يخشوا الموت بعد أن فقدوا صبرهم من تقصير الدولة المصرية في حل الأزمة، بعد أن انتظرت الأسر فترات طويلة دون تحرك من الحكومة لحل الأزمة.
واختتموا بيانهم بمطالبة الرئاسة بتوضيح موقفها من الأزمة، بعيداً عن تصريحات وزارة الخارجية التي وصفوها بالضعيفة، والتي تقوم بدور الحانوتي في تغسيل الجثث.