قال خالد بن محمد العطية وزير الخارجية
القطري إنه "ليس هناك خلاف بين الدوحة والقاهرة يستدعي رأب الصدع".
جاء هذا في تصريح له لجريدة "الشرق الأوسط" العربية الدولية التي تصدر في لندن (مملوكة لسعوديين)، خلال مشاركته في الوفد الرسمي الذي رافق أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الرياض أمس، ونشرته في عددها الصادر اليوم.
وقال العطية إن "قطر تتمنى دائما العافية والخير لمصر وشعبها".
يأتي ذلك، فيما تتهم السلطات
المصرية قناة "الجزيرة" القطرية بمساندة جماعة الإخوان المسلمين، المنتمي إليها الرئيس السابق محمد مرسي، والتي أعلنتها الحكومة المصرية في كانون الأول/ ديسمبر 2013 "جماعة إرهابية".
ووصل أمير قطر إلى العاصمة
السعودية الرياض، أمس الثلاثاء، في أول زيارة رسمية له، إلى السعودية منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم في المملكة في 23 كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد مشاركة الأمير في جنازة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في اليوم نفسه.
وعقد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس الثلاثاء، جلسة مباحثات رسمية، مع أمير قطر، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها في شتى المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع على الساحات الخليجية والعربية والدولية.
وتأتي الزيارة بعد قمتين متتاليتين على مدار اليومين الماضيين؛ الأولى سعودية كويتية بالرياض، يوم الأحد الماضي، جمعت الملك سلمان وصباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، جرى خلالها بحث المستجدات على الساحات الخليجية والعربية والدولية، والثانية قمة إماراتية سعودية في الرياض يوم الاثنين الماضي، جمعت بين العاهل السعودي ومحمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي.
وتعد القمة السعودية القطرية أمس هي الثالثة لليوم الثالث على التوالي بالرياض، وسط تقارير تحدثت عن أن أحد أبرز محاورها سيكون العلاقات القطرية المصرية.
وسبق أن توقع مراقبون أن تتناول مباحثات الجانبين مدى التزام قطر باتفاق الرياض التكميلي في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الذي أعلنت خلاله السعودية والإمارات والبحرين أنها قررت "عودة سفرائها إلى دولة قطر"، بعد نحو ثمانية شهور من سحبهم، وذلك بموجب اتفاق جديد تحت اسم "اتفاق الرياض التكميلي".
وقال العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر إن قادة السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت، أكدوا في اتفاق الرياض التكميلي، الذي تم التوصل إليه في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر، وقوفهم جميعا إلى جانب مصر، وتطلعهم إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء.
وتوترت العلاقات بين مصر وقطر مجددا، بعد تقدم محدود جرى في العلاقات بين البلدين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، برعاية العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وقال إبراهيم محلب، رئيس الوزراء المصرى، في تصريحات له يوم الخميس الماضي، إن موقف قطر بشأن المصالحة مع مصر"غير مفهوم"، واعتبر أنه "موقف غير مؤثر"، مشيرا إلى أنه "من يبعد عن مصر، فمصر لن تخسر شيئا".
وعلى صعيد آخر، وصف وزير خارجية قطر العلاقة بين بلاده والسعودية بأنها "تاريخية ومتينة ولها امتداد قديم"، مبينا أن العمل الجماعي الخليجي مطلوب لمواجهة الاضطرابات التي تشهدها المنطقة وتنامي المجموعات الإرهابية، وأضاف أنه من خلال هذا العمل يمكننا تخطي الصعاب.
ولفت إلى أن دول الخليج لا يمكنها الإعلان عن الإجراءات التي سوف تتخذها لحماية مصالحها في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على السلطة، لكنه شدد على أنهم سيتخذون بشكل جماعي ما من شأنه حماية مصلحة الخليج تحت مظلة قرارات الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن دول الخليج كافحت الإرهاب قبل نشوء التحالف الدولي ضد الإرهاب، معتبرا أن انضمامها للتحالف هو تأكيد لدورها الدائم والرائد في هذا الملف.
وأضاف العطية أن "دول الخليج مصممة على الاستمرار في مكافحة الإرهاب".
وتشارك السعودية وقطر في تحالف دولي تقوده أمريكا، يشارك في توجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق.