بدأت القوات
العراقية المشتركة، السبت، عملية عسكرية لتحرير ناحية "
البغدادي"، غربي مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، من
تنظيم الدولة، وذلك بعد ساعات من فك الحصار على المجمع السكني الواقع في أطراف الناحية لعشرة أيام متتالية، على أن تستكمل خلال الأيام المقبلة باقتحام قضاء "هيت" الذي تتبعه ناحية البغدادي.
وقال فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، إن "عملية عسكرية واسعة من عدة محاور انطلقت، ظهر السبت، بمشاركة قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وفرقة المهمات الخاصة، لتحرير مركز ناحية البغدادي، الذي يضم السوق والمباني الحكومية، بعد أن تم تأمين المجمع السكني في الناحية".
وأضاف العيساوي أن "الخطة العسكرية، التي وضعت من قبل القيادات الأمنية، تضمنت الانتهاء من تحرير الناحية خلال 48 ساعة"، مشيرا إلى أن "
التحالف الدولي شارك أيضا في العملية المستمرة عبر استهدافه لمواقع تنظيم داعش الذي فر العديد من عناصره هربا من الناحية".
وكشف العيساوي عن أن "القوات الأمنية التي كلفت بتحرير ناحية البغدادي سترابط في الأنبار، ولا تعود إلى مواقعها في باقي المحافظات حتى تحرير جميع المناطق من ناحية البغدادي، وصولا إلى قضاء حديثة، بضمنها عملية تحرير قضاء هيت غربي الرمادي".
بدوره، قال اللواء الركن، كاظم الفهداوي، قائد شرطة الأنبار، إن "عناصر تنظيم داعش بدأوا بالهرب باتجاه قضاء هيت عبر الطريق الرابط مع ناحية البغدادي"، مشيرا إلى أن "عناصر التنظيم يحاولون تفادي الضربات الجوية، والاشتباك المباشر مع القوات الأمنية".
وأضاف الفهداوي إن "مديرية شرطة البغدادي تشارك في العملية العسكرية، إلى جانب تكليفها بحماية المجمع السكني في البغدادي".
وأعلن صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار غربي العراق، في وقت سابق السبت، عن تمكن قوات حكومية مشتركة من فك الحصار الذي فرضه تنظيم الدولة على المجمع السكني في ناحية البغدادي بالأنبار.
ولم يتسنّ التأكد مما ذكرته تلك المصادر من مصدر مستقل، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق من الدولة، بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام.
ووصلت، الجمعة، تعزيزات عسكرية عراقية إلى قاعدة عين الأسد الجوية القريبة من البغدادي، استعدادا لشن عملية واسعة لفك الحصار المفروض من قبل تنظيم الدولة على المجمع السكني في الناحية، واستعادة السيطرة عليها بشكل كامل.
وتبعد قاعدة عين الأسد الجوية خمسة كيلو مترات عن ناحية البغدادي التي اقتحمها عناصر تنظيم الدولة منذ نحو عشرة أيام، وسيطر على مناطق واسعة فيها، وقتل نحو 150 شخصا من أهالي الناحية، غالبيتهم من قبيلة البوعبيد السٌنية، بحسب مفوضية حقوق الإنسان العراقية، وهي منظمة حقوقية تعنى بتوثيق الجرائم الإرهابية، وتتبع للبرلمان.
وأحبطت قوات عراقية، مدعومة من قبل مستشارين عسكريين أمريكيين، الأسبوع الماضي، هجوما واسعا لعناصر تنظيم الدولة لاقتحام قاعدة عين الأسد.
وتعد قاعدة "عين الأسد" العسكرية أحد أهم القواعد العسكرية في العراق، واستخدمتها القوات الأمريكية قاعدة لها عند احتلالها العراق بعد عام 2003، ويوجد في هذه القاعدة مطار جوي ومراكز لتدريب المقاتلين من القوات الأمنية وأبناء العشائر الذين يواجهون تنظيم الدولة حاليا.
قصف للتحالف
وفي السياق ذاته، قالت قوة المهام المشتركة، السبت، إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ ست ضربات جوية على أهداف لتنظيم الدولة في سوريا والعراق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وشملت أحدث الضربات غارة على موقعي قتال لتنظيم الدولة قرب كوباني السورية، حيث تتصدى القوات الكردية للتنظيم بمساعدة التحالف.
وأضافت قوة المهام المشتركة في بيان أن خمس ضربات نفذت قرب مدن الأسد والرطبة والموصل وسنجار في العراق، ودمرت مباني وقوارب وعربات وموقع قتال.